غزة براً وبحراً وصندوق الاقتراع

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

غزة براً وبحراً وصندوق الاقتراع 
بقلم ناصر ناصر 
23-2-2021 
في الوقت الذي تنشغل فيه فلسطين كلها وفي مقدمتها غزة بإنجاح مسار المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام من خلال مدخل الانتخابات للتشريعي والرئاسة والمجلس الوطني، رغم كل التحديات والعقبات يأتي إعلان قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الاثنين عن استهدافها لوسائل قتالية بحرية طورتها حماس في قطاع غزة؛ ليؤكد حقيقة مفادها أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وعلى رأسها حماس يقاوم على كافة الجبهات براً وبحراً وجوا ومن خلال تقوية الجبهة الداخلية بواسطة صندوق الاقتراع رغما عن الاحتلال.
لم يكن إعلان الجيش كما جاء على لسان المراسل العسكري للقناة 11 أمس مفاجئا لأنصار المقاومة ولكافة أبناء الشعب الفلسطيني؛ حيث أكدت المقاومة مراراً أن التهدئة لا تعني التوقف والركون للراحة والدعة، بل هي عملية اعداد مضنٍ ومستمر، ومن غير المتوقع بأن " القدرات البحرية المتميزة" والتي استهدفها الاحتلال على حد زعمه قد قضى عليها قضاءً كاملاً، بل من الممكن أنه تسبب ببعض الأضرار التي يمكن تجاوزها طالما توفرت الهمة والعزيمة والعقول الفلسطينية المبدعة "صُنع في فلسطين "، وهو التهديد الذي لن تستطيع إسرائيل إزالته أو القضاء عليه مهما قصفت أو دمرت.
صدق الاحتلال هذه المرة وهو كذوب أن المقاومة تستغل حالة التهدئة من أجل التعاظم وليس التعاون، بل إنها قد تكون أي التهدئة عاملا مهماً و شرطا ضرورياً لتعزيز وتطوير قدرات المقاومة والاعداد، كما لا غرابة في اعلان العدو بأن المقاومة تحاول المقاومة أيضا تجاوز الجدار المحيط بغزة من خلال تركيز جهودٍ أكبر في الجو وهذه المرة في البحر، ومن الناحية السياسية التي لا تنفصل عن العسكرية تحاول كسر الحصار والجدار من خلال القضاء المبرم على الانقسام بشتى الطرق وآخرها المسار الوطني والانتخابات، فهل سيقصف الاحتلال هذا المسار ؟ قد يفعل ولكن بطرق مختلفة 
حق للاحتلال المنتفخ أن يقلق ويحسب للفلسطيني المقاوم ألف حساب، والمسألة هنا نسبية، فالبحرية الإسرائيلية المزودة بأحدث المعدات كغواصات الدولفين التي يمكنها حمل صواريخ مزودة برؤوس نووية ك كروز وتوماهوك ويريحو وزوارق صاروخية مثل ساعر 5 وحيتس ودفورا وغيرها، ورغم ذلك تقلق إسرائيل من قدرات معينة طوّرتها المقاومة في غزة.
وفي المقابل فإن الاحتلال الذي يسيطر بالكامل على الضفة الغربية يخشى صندوق الاقتراع وكأنه عبوة ناسفة، فيجري موجات اعتقال للنشطاء والقيادات مثل مصطفى الشنار وياسر منصور وعدنان عصفور وفازع صوافطة وغيرهم في نابلس، وذلك لإدراكه على ما يبدو لمدى قوة الضعيف في وجه القوي الغاشم في إطار ما يسمى " تناقض القوة " .."وقتل داوود جالوت " .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023