وقبل أن ينجلي غبار المعركة

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

وقبل أن ينجلي غبار المعركة 
بقلم ناصر ناصر 
12-5-2021


لم يضع التصعيد الأمني مع غزة أوزاره بعد ومع ذلك قالت شخصيات عسكرية وسياسية وإعلامية فيه الكثير، فقد صرح الجنرال الاسبق عاموس جلعاد للقناة 11 أمس: حماس نجحت في كيّ الذاكرة الإسرائيلية، والحكومة تتخبط في مواجهتها، وتسمح لها بأخذ زمام المبادرة .
أما المحلل العسكري ليديعوت فقد اعتبر المواجهة صورة نصر جديدة لحماس، خاصة من ناحية انتصارها للقدس .
واعتبر ناحوم بارنيع كبير المحللين في يديعوت أن حماس كسرت قواعد اللعبة وأنها هي من تقرر وليس إسرائيل؛ لذا فقد دعى إلى توجيه ضربة مميتة للذراع العسكري في غزة .
وقد كانت هذه التصريحات قبل انتقال المعركة لدرجات جديدة بدءً من الليلة الماضية وصباح اليوم الأربعاء، فقد اعتبرت البرفسورة شيرا عفرون وهي باحثة في معهد أبحاث الامن القومي INSS أن نجاح عملية الكورنيت على حدود غزة هو إنجاز دراماتي لحماس بعد سيطرتها على الرواية الفلسطينية، وإبعادها ابو مازن وظهورها كحامي للقدس والمقدسات.
أما المحلل العسكري في شبكة كان روعي شارون فيؤكد رأياً بدء يتصاعد في إسرائيل، وهو أن أسرائيل وقعت تحت هول الصدمة من قدرات حماس الصاروخية، وبأنّ الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قد فشلت فشلاً ذريعا في تقدير نوايا حماس اتجاه الحرب وفي تقدير قدراتها العسكرية المتميزة.
هل هناك دوافع سياسية لنتنياهو في التصعيد الأخير؟ من جهة واحدة تؤكد مصادر عسكرية مطلعة لهآرتس أنّ نتنياهو تعامل بشكل عقلاني ومتزن ومسؤول في التصعيد العسكري اتجاه غزة، ومن جهة أخرى هناك شكوك كبيرة في تعامله مع شرارة التصعيد التي بدأت من باب العامود في القدس ثم اقتحام المسجد الأقصى بشكل عنيف، وقد تنكشف المزيد من الحقائق في هذا الإطار في الأيام القادمة . 
في هذه الأثناء من الممكن القول أن المقاومة قد حققت أهدافاً مهمة حتى اللحظة وبقي التوصل لشروط وقف نار مشرفة، وإن استطاعت من خلالها تحقيق المزيد من حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة فبها ونعمت، وإن لم تستطع فالعودة إلى التفاهمات السابقة هي أضعف الايمان.
أما دولة الاحتلال فهي تبحث عن صورة إنجاز معينة تبرر من خلالها موافقتها على عملية وقف النار الجديدة.
وحتى ذاك الحين سيستمر شعبنا العظيم بدفع أثمان حريته وكرامته الباهظة، ونأمل أن يبقى أداء المقاومة عالياً كما بدأ.
والله المستعان

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023