إسرائيل تشتعل

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

اسرائيل تشتعل 
بقلم ناصر ناصر 
30-7-2020 

يتصاعد العنف الداخلي في اسرائيل لأسباب عديدة منها زيادة حدة الاستقطاب بين مؤيد ومعارض لنتنياهو ، ولا يمكن إخراج أصالة العنف في المشروع الصهيوني وغياب التهديد الفلسطيني والعربي "كلاصق" يجمع شتات الصهاينة في اسرائيل ، ولا يستبعد من ذلك تعلّم نتنياهو استخدام البلطجية-الزعران-الشبيحة من حلفائه في المنطقة ، في مواجهة خصومه من المتظاهرين (السلميين).
حذر رئيس دولة الاحتلال ريفلين أمس من احتمالية وقوع عمليات قتل على خلفية سياسية في المجتمع الاسرائيلي على خلفية قيام بلطجية قد يكونوا تابعين لمنظمة ( لوفاميليا ) اليمينية المتطرفة . 
نتنياهو ينفي عن نفسه تهمة التحريض على العنف ، لكنه يرفض التحريض الموجّه ضده ، ولا أستبعد ان يكون المنشور الذي نشر اليوم ويدعو الى اطلاق رصاصة على رأس نتنياهو هو من أحد مؤيديه لتخفيف الاحتجاجات ضده . أحد كبار المحللين السياسيين في اسرائيل يصف نتنياهو اليوم بأنه "مسعرّ العنف " الأول في اسرائيل ، مذكرا بتحريضه الذي أدى لمقتل رابين في العام 1995 ، فيما اتهم عاموس هارئيل المحلل العسكري لهآرتس نتنياهو وسياساته بالمسؤولية عن هجمات ضد المتظاهرين في تل أبيب ، مشيرا الى أن الأزمة الاجتماعية والسياسية ليست أقل خطورة من الأزمة الصحية الناتجة عن الكورونا . وفي نفس السياق وصف محرر هآرتس ألوف بن نتنياهو بأكبر فوضوي في اسرائيل ، فهو الأكثر ضررا لشرعية الحكم ومؤسساته ، ولم يسبق لأحد من قبله " تدمير " الحكومة والكنيست والأحزاب والجيش وأجهزة فرض القانون ، فهل اختار قرار شمشوم " عليّ وعلى أعدائي " .
من جهة أخرى وصفت مقالة التحرير في هآرتس بعنوان " أيدي ملطخة بالدماء " نتنياهو بسكب البنزين في كل زاوية من زوايا اسرائيل موزعا أعواد الثقاب على من هبّ ودبّ .فهل سيشعل نتنياهو اسرائيل للنجاة بنفسه من الملاحقات القضائية ؟ أم أن العنف الذي نشأ عليه الاسرائيليون قد بدأ يعود عليهم ؟ أم أنها نتيجة للتربية الصهيونية العنيفة والمجرمة الموجهة للأغيار من الفلسطينيين والعرب ؟

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023