الزهـ ــار في ذكرى وفاء الأحرار: كسرنا عنجهية المحتـ ـل في وفاء الأحرار وسنكسرها مرة أخرى لتحرير كل أسرانا


قال القائد في حركة حماس الدكتور محمود الزهار بأن المقاومة لن تتوانى في السعي الحثيث لإطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني.

في مقابلة خاصة لحضارات مع القيادي الزهار بمناسبة الذكرى التاسعة لصفقة وفاء الأحرار  وفي سؤاله عن مدى نجاح المقاومة بتحقيق صفقة تبادل أسرى من داخل الوطن، وما أهم ملامح هذا الإنجاز ..؟ 
قال الزهار: "إن أهم ملامح انجاز صفقة وفاء الأحرار هي:
أولاً/ كسر إرادة وعنجهية الإحتلال الصهيوني
ثانياً/ أنها قضية أخلاقية في عقيدة حماس
ثالثاً/ البُعد الإنساني للمعتقلين في السجون
رابعاً/ البُعد الإنساني لعائلاتهم من أطفال وآباء وأمهات
خامساً/ الاستفادة منهم لاستكمال دورهم في التحرير ولسبب خبرتهم"

وردًا على سؤالنا عن أهم العقبات التي واجهتها المقاومة لتحقيق هذا الإنجاز؟
قال الزهار:  "إن العقبات التي واجهتها المقاومة كثيرة أهمها:
١/ مراوغة العدو الاسرائيلي
٢/ كثرة عدد الأسرى في السجون
٣/ صعوبة الخيارات بينهم
٤/ عدم التزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه
٥/ رغبة أكثر من طرف ليكون الوسيط"


وحول  أهم الدروس والعبر المستفادة من صفقة وفاء الأحرار قال الزهار:
"إن أهم هذه العبر هو:
١/ إختيار الوسيط المناسب الذي ليس له علاقة بالاحتلال
٢/ واختيار وسيط دولي غير تابع لدول له علاقات مع الاحتلال
٣/ طريقة اختيار المفاوض" 


وحول الجنود المختطفين لدى المقاومة في غزة و أسباب تأخر إنجاز صفقة جديدة (أي وفاء أحرار ثانية)، وذلك بعد مرور أكثر من ست سنوات قال الزهار: 
"١/ يرجع هذا بسبب تداعيات الصفقة الأولى على الانتخابات الصهيونية الداخلية
٢/ اعتقاد الاحتلال بامكانية افشالها بعمل عسكري وقد تبدد هذا الوهم
٣/ قد يكون السبب تغير وضع الوسيط الداخلي (مصر)"

وفي سؤاله عن المسار الوطني؟ وهل فعلاً تزايدت الضغوطات الأجنبية في الآونة الأخيرة لتعطيل هذا المسار ..؟ 
قال الزهار: "المشكلة في رغبة طرف معين فشل في تحقيق أهدافه في حل الدولتين وانهيار هذا المشروع، فبدأ بضم بقية الفصائل في مؤتمر بيروت وهو في تصوري الشخصي تراجع لحركة حماس بدون ثمن فكان المفروض أن يتم أخذ هذه الفصائل إلى برنامج المقاومة بعيداً عن أصحاب مشاريع التسوية السياسية وخاصة مع حركة فتح" .

وعن  معارضة بعض القوى الإقليمية لدخول حماس منظمة التحرير الفلسطينية؟ وسبب خشية هذه القوى من مشاركة حماس في المنظمة ..؟ 
قال د. الزهار: "إن دخول المنظمة ليس مغنمًا بل هو مشاركة في جريمة المنظمة التي اعترفت بالاحتلال وبضياع الأرض المحتلة عام ١٩٤٨ وبتقسيم القدس وغيرها.. يجب أن تبقى حماس على برنامجها، لا مانع من التنسيق ولكن ليس الانضمام أو الانغماس على حساب المشروع الاسلامي الأصلي" .




وعن سؤاله عن سبب معارضة القوى توجه الفلسطينيين للإنتخابات العامة، وتجديد شرعية كل المؤسسات الفلسطينية (الرئاسة، المجلس الوطني والتشريعي ) ..؟ 
قال الزهار: " لأنها ستفشل، ماذا سيقول الذي وعدوا الشعب بدولة وعاصمة .. وقد جاء ترامب ونسف كل ذالك بموافقة وتحريض من شريك السلطة نتنياهو وحالة التطبيع مدفوع الثمن من العرب" .
وأضاف: : "إن دخول المجلس الوطني الحالي سيحمل من دخله مسؤولية ما قدمه هذا المجلس من موافقة على التنسيق الأمني مع العدو" .

وفي رسالته للأسرى داخل السجون قال  الزهار: "إن إطلاق سراح الأسرى واجب شرعي وعلى هذا الأساس تتكون العناصر الإنسانية والوطنية والأخلاقية والسياسية والأمنية، وأسأل الله تعالى أن نراهم قريباً بيننا وأن يستكملوا دورهم في تحرير فلسطين كل فلسطين" .


وفي كلمة للشعب الفلسطيني قال الزهار "أبناء شعبي عليكم أن تلفظوا ما يسمى بالتعاون الأمني المدنس وأن لاتكونوا شركاء فيه وأن لاتؤخروا أنفسكم عن مقاومة الإحتلال الاسرائيلي ولو دقيقة واحدة وأن تقدموا ما هو مطلوب منكم في وحدة الصف ووحدة الكلمة على المشروع الأصيل وليس بخليط من هذه البرامج المتناقضة".
وفي ختام اللقاء وجه رسالة للعدو الصهيوني قال فيها بأن: "الإحتلال يعرف أنه زائل وأن مصيره في هذه الأرض مرتهن بالاسلام فإذا قوي الإسلام زال الكيان وإذا ضعف الإسلام قوي الكيان" 
وأضاف "إن معركة وعد الآخرة قضية ربانية جاءت في القرآن الكريم  وحقيقة قرآنية إذا تحققت ستغير كل الجغرافيا السياسية في المنطقة بزوال الاحتلال وسقوط الأنظمة العميلة والخائفة من الاحتلال"


يذكر بأن صفة وفاء الأحرار خرج فيها ١٠٢٧ أسيرًا  عام ٢٠١١ ،حيث احتفظت المقاومة  بالجندي جلعاد شاليط نحو خمس سنوات رغم الحرب الضروس على قطاع غزة عام ٢٠٠٨/٢٠٠٩ التي ارتقى فيها ١٤٣٦ شهيداً وآلاف الجرحى. 

وقد أُعلِنَ عن التوصل لهذه الصفقة في١١ أكتوبر عام ٢٠١١ بوساطة مصرية، وتعد هذه الصفقة الأولى في تاريخ القضية الفلسطينية التي تمت عملية الأسر ومكان الإحتجاز والتفاوض داخل أرض فلسطين.

مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023