23 أكتوبر 2024, الأربعاء 12:32 ص
بتوقيت القدس المحتلة
المستجدات
دحلان يستعد للانتخابات الفلسطينية

مركز القدس للشؤون العامة والدولة
يوني بن مناحيم
دحلان يستعد للانتخابات الفلسطينية ...
ترجمة حضارات

بعد الحملة الإعلامية العدوانية التي شنها محمد دحلان على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي اتهمه فيها باختلاس أموال طائلة من منظمة التحرير الفلسطينية وسلسلة من الإخفاقات السياسية والاقتصادية، أعلن مسؤولون في فتح أن محمد دحلان لن يتمكن من خوض الانتخابات الفلسطينية.



يزعمون أن محمد دحلان حُكم عليه في محكمة فلسطينية عام 2016 غيابيا عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات بعد إدانته بسرقة 16 مليون دولار، وبالتالي يمنعه القانون الفلسطيني من الترشح للانتخابات.

لكن، بحسب مصادر بارزة في فتح، لا ينوي دحلان الاستسلام وقد صاغ استراتيجية للمشاركة في الانتخابات، على مرأى ومسمع من محمود عباس، لأنه يرى في الانتخابات فرصة ذهبية لإثبات سلطته السياسية في الساحة السياسية الفلسطينية.

وبحسب مصادر أردنية، استغل محمد دحلان علاقاته بالعالم العربي؛ لمساعدته على خوض الانتخابات. 

ناشدت الإمارات مصر والأردن، اللتين أرسلتا رؤساء مخابراتهما للقاء رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله.

وبحسب مصادر أردنية، أوضح رئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس المخابرات الأردنية أحمد شكري لمحمود عباس أنه يجب عليه توحيد حركة فتح والمصالحة مع محمد دحلان ومروان البرغوثي؛ لأن الانقسام في حركة فتح سيضعفها ويقوي حركة حماس في الضفة الغربية.

ورد محمود عباس بأنه مسيطر على الوضع بشكل جيد، وأرسل رسالة عبرهما إلى الرئيس السيسي والملك عبد الله أنهما لا داعي للقلق بشأنه وأنه لن يسمح لحماس بالسيطرة على الضفة الغربية.

استراتيجية دحلان
وبحسب مصادر في فتح، يستعد محمد دحلان للتحرك على عدة مستويات في الانتخابات الفلسطينية؛ لتعزيز سلطته السياسية قبل معركة الخلافة على رئاسة السلطة الفلسطينية.

أ . "التيار الإصلاحي" الذي يرأسه محمد دحلان، سيدعم انتخاب مروان البرغوثي، أحد كبار مسؤولي فتح المسجونين في "إسرائيل" وينوي الترشح من السجن الإسرائيلي في الانتخابات الرئاسية. 

البرغوثي صديق مقرب لمحمد دحلان ويعتبر أيضًا معارضًا سياسيًا لدودًا لمحمود عباس الذي نسف إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي في إطار "صفقة شاليط".

ب. سينطلق "التيار الإصلاحي" علانية في قطاع غزة بموافقة حماس. يتمتع محمد دحلان بعلاقات جيدة مع حماس في قطاع غزة وأيضًا قاعدة دعم قوية بين حركة فتح. 

دحلان من مواليد مخيم خان يونس وكان في السابق زعيم حركة فتح إلى قطاع غزة، وفي السنوات الأخيرة، كان يقدم مساعدات مالية منتظمة للأسر المحتاجة في قطاع غزة.

ج . في القدس الشرقية والضفة الغربية يعتزم محمد دحلان العمل في المناطق التي أهملتها السلطة الفلسطينية وفي المنطقة سي حيث لا تملك السلطة الفلسطينية سلطة أمنية في ظل موجة الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن الفلسطينية بين أنصاره في الضفة الغربية.

لمحمد دحلان نفوذ كبير في مخيمات بلاطة والامعري وجنين بالضفة الغربية وينوي ترشيح مرشحين "مستقلين" على قوائم مختلفة حتى تواجه السلطة الفلسطينية صعوبة في منع مشاركتهم في الانتخابات وأعضاء سابقون في البرلمان وكبار مسؤولي الأمن الفلسطينيين.

يعتزم دحلان تحويل أموال كثيرة لمؤيديه قبل الحملة الانتخابية وكذلك طرود غذائية لآلاف الأسر المحتاجة في الضفة الغربية بعد أزمة كورونا.

أفادت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في 21 كانون الثاني (يناير) أن دحلان نقل مليون شيكل إلى القدس الشرقية الأسبوع الماضي كدفعة أولى للحملة الانتخابية.

يخطط دحلان لإجراء حملة انتخابية بين سكان القدس الشرقية بمساعدة "فرعه" في القدس الشرقية.

فرع محمد دحلان في القدس الشرقية يسمى مجلس القدس للتنمية الاقتصادية ويرأسه د. سري نسيبة.

أفاد موقع `` العين الإخبارية ''، في 22 شباط 2019، عن إنشاء مجلس القدس للتنمية الاقتصادية لإعادة تأهيل القدس الشرقية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم 316 ألفًا من السكان العرب المقيمين في القدس الشرقية المحتاجين للمساعدة في الإسكان والصحة والتعليم والاقتصاد وكذلك تطوير الثقافة.

وإلى جانب د. سري نسيبة، هناك حوالي 10 ناشطين كبار في فتح عملوا سابقًا مع السلطة الفلسطينية، مثل صلاح زحيقة، وأحمد صب لبن، وعبد الله الكسواني، ووليد الحروب، وأكرم أبو شلبك، وحمدي رجبي وغيرهم.

يشار إليهم بالعربية من قبل آليات السلطة الفلسطينية بكلمة "متجنحين"، مثل أولئك الذين ينتمون إلى "التيار الإصلاحي" لمحمد دحلان في حركة فتح.

هؤلاء النشطاء على صلة جيدة بعناصر فتح المسلحين في مخيم قلنديا للاجئين ومخيم الامعري، الموالين لمحمد دحلان، في حال اضطروا للدفاع عن أنفسهم، لكن السلطة الفلسطينية حذرة حتى الآن من مواجهتهم في القدس الشرقية؛ بسبب رقابة قوات الأمن الإسرائيلية. 

ومع ذلك تعتقل السلطة الفلسطينية وتحقق مع نشطاء فتح الذين تم تحديدهم مع محمد دحلان في السلطة الفلسطينية.

في الشهر المقبل، من المقرر عقد اجتماع لممثلي جميع الفصائل الفلسطينية في القاهرة لمناقشة مخطط الانتخابات الذي اتفقت عليه فتح وحماس، وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن محمود عباس سيرفع المخطط إلى المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

لكن محمد دحلان لا ينتظر وهو يستعد بالفعل للحملة الانتخابية.

إنهم يعملون بجد ضده، لكن يبدو أن دحلان وجد طريقة للالتفاف عليهم وما زال يخوض الحملة الانتخابية المتوقعة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023