التهدئة مع غزة في جلسة الكابينت - بقلم / ناصر ناصر

التهدئة مع غزة في جلسة الكابينت -

بقلم /  ناصر ناصر

لم تتفق المصادر الاسرائيلية على طبيعة تفاصيل  ما سيتم نقاشه في جلسة الكابينت المقررة بعد عصر يوم 5-8 ، و لكنها اتفقت على ان وزراء الكابينت سيتلقون تلخيصا للاوضاع الامنية قبل عرض مقترح الهدنة مقابل تسهيلات لغزة ، و الذي يبدو ووفق غالبية المصادر الاسرائيلية يتكون من أربع مراحل :

أولها – توقف كافة أشكال التصعيد على القطاع بما فيها مسيرات العودة مقابل تسهيلات محدودة كفتح المعابر و توسيع إدخال البضائع و منطقة الصيد .

ثانيها – المصالحة الفلسطينية  ، و ثالثها – بداية التسهيلات الجوهرية ، و رابعها – تفاوض غير مباشر على هدنة لسنوات و الاسراع بإنهاء قضية الاسرى و الجنود.

الموقف الاسرائيلي سيرتكز كعادته على محاولة تعظيم أرباحه من خلال التلاعب بالتفاصيل ، و تقليل أرباح الآخرين كذلك ، شريطة أن يضمن ذلك عدم الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع المقاومة في غزة ، لذلك سيسعى نتنياهو للحصول على كل أو معظم ما يريد منذ المرحلة الاولى ، أي ضمان تهدئة كاملة تشمل كافة نشاطات مسيرة العودة ، و في المقابل فسيعمل على إعطاء تسهيلات ( بالقطارة و بالتدريج ) بقدر ما تسعفه شروط التفاوض و على رأسها قوة و حنكة الآخر المفاوض . و عليه فإن واجب المقاومة الفلسطينية هو عكس هذه المعادلة بقدر ما تسمح لها الظروف و المعطيات .

يمكن القول ان مصلحة الشعب الفلسطيني و مقاومته في قطاع غزة في هذه الساعات الحرجة و الحساسة تكمن في أن يأخذ الاتفاق أحد شكلين :

الاول – و قد يكون الافضل اتفاق دون مراحل ، يتم فيه التهدئة مقابل تسهيلات جوهرية و مباشرة تعني رفع الحصار عن غزة ، و بضمانات الحد الاعلى الممكن و من أهمها حكومة وحدة وطنية حقيقية قائمة على الشراكة لا تمكين طرف ضد الآخر .

أما الشكل الثاني – فهو اتفاق بمراحل على قاعدة تجزيء و تدريج وقف النار بما يتناسب و يتلائم مع مدى جدية و جوهرية التسهيلات و إجراءات رفع الحصار عن غزة .

أين المصالحة في هذا الاتفاق ؟ هي بالنسبة للمقاومة في غزة قيمة أخلاقية ووطنية ، و أيضا مصلحة عليا تضمن أي اتفاق أما سلوك القيادة الرسمية للسلطة فيشير أنها شعار يستخدم للمناكفة لضمان المصالح الضيقة . لذا فيبدو احتمالات تحقيقها محدودة جدا و ذلك لأسف كل أحرار الشعب الفلسطيني .

و كما كانت مقدمات جلسة الكابينت تسودها الضبابية فقد تكون نتائج هذه الجلسة كذلك أيضا ، و لكن التقديرات تشير الى أننا على أبواب اتفاق كبير و هام يضمن ما يمكن ضمانه من حقوق الشعب الفلسطيني و تحديدا في غزة في هذه الظروف  شبه المستحيلة .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023