تمرد في المقاطعة: ابن شقيقة عرفات ضد أبو مازن


القناة ال-12-يهودي عاري

ترجمة حضارات


القدوة، وهو رجل من غزة يبلغ من العمر 68 عامًا، يقضي جزءًا كبيرًا من وقته في نيس مع زوجته الفرنسية، لكنه لم يخف أبدًا طموحه في الجلوس على كرسي عمه، إنه طبيب أسنان، لكنه قضى معظم سنواته كدبلوماسي في مناصب رفيعة جدًا في الأمم المتحدة. خلافا لغيره من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، فهو رجل علمي وسلطته الوحيدة اليوم هي منصبه كرئيس لمعهد عرفات، الذي يسحب أموالا من ميزانية السلطة الفلسطينية، وفي نهاية الأسبوع الماضي، هدده أبو مازن بالفصل الفوري من معهد عرفات وعضويته من فتح ". التهديد لا يترك انطباعا كبيرا على القدوة، وفي قيادة فتح هناك الكثير ممن يحثون أبو مازن على عدم فقدان أعصابه.

الخوف الكبير في المقاطعة، التي تم إغلاقها بإحكام يوم السبت مثل كل منطقة رام الله؛ بسبب تصاعد معدلات الإصابة بالأمراض، هو من تحالف القدوة ومروان البرغوثي.

و على الرغم من سجن البرغوثي لسنوات عديدة في سجن هدريم، إلا أنه لا يزال الرجل الأكثر شعبية في الضفة الغربية. 

القدوة يشجع ترشيح البرغوثي لمنصب رئيس السلطة ، مع العلم أنه لن يُطلق سراحه من السجن؛ ليحصل في المقابل على دعم لمرشحيه للمجلس التشريعي.

 حصل مقربون من أبو مازن على تصريح إسرائيلي للدخول إلى السجن للحديث مع البرغوثي؛ ليمنع مقربيه من خوض الانتخابات، إلا أن البرغوثي يرفض الالتزام بهذا، وقد أوضح مقربيه بالفعل أنهم لن يدخلوا في قوائم المرشحين التي سيقدمها أبو مازن في الانتخابات.

مكانة القدوة، وعائلة البرغوثي وسمعتها مع إمكانية إضافة أنصار محمد دحلان، الموجود في أبو ظبي، تخلق معارضة خطيرة. 

القدوة يدعو علناً إلى إلغاء طرد أبو مازن لدحلان من فتح.

أمر أبو مازن يوم السبت بـ "تأجيل" جميع الانتخابات للنقابات المختلفة، العمال والطلاب والمحامين والصحفيين وغيرهم لمدة ستة أشهر على الأقل.

 السبب: إنه يخشى أن يعرض القدوة قوائم مؤيديه في "المنتدى الديمقراطي" الذي تم إنشاؤه مؤخرًا، الأمر الذي قد يتجاوز القوائم "الرسمية" لفتح. 
يقوم القدوة بحملة نشطة وينوي التوجه إلى القاهرة لمحاولة إقناع رؤساء المخابرات المصرية بسحب دعمهم لمبادرة المصالحة والشراكة بين السلطة الفلسطينية وحمـــــ اس.

 بالمناسبة، الرجل الرئيسي في هذه الخطوة هو جبريل الرجوب، الذي كان حتى وقت قريب حليفًا للقدوة.

ماذا يقول القدوة؟ باختصار، موقفه هو أن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إعادة إعمار وليس إصلاح، وهو يدعو إلى "طريق ثالث" غامض بين الكفاح المسلح ضد "إسرائيل" والاعتماد على الحوار، إنه يعارض تشكيل قائمة مشتركة مع حمـــــ اس، وأعلن بالفعل أنه سيقدم ضدها قائمة من معارضي أبو مازن في فتح، كما يرفض القدوة نية ضم حمــــ اس لمنظمة التحرير الفلسطينية طالما أنها لا تتحمل كافة التزامات المنظمة.

التطورات تسير الآن بخطى مذهلة، يبدو تفكك فتح الى معسكرين ممكنا حتى لو انتهت المغازلة مع حمـــــــ اس مرة أخرى بنزاع محتدم. القدوة ومقربيه لا ينتظرون: ذهبوا إلى حرب الخلافة وأبو مازن ما زال في مكتبه.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023