عندما يقول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب بعد لقاءاته وتواصله مع صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بأنه لم تعد هناك خلافات بين حركتي فتح وحماس وعفا الله عما سلف، وأن حركة فتح مستعدة للدخول بقائمة انتخابية مشتركة مع حركة حماس، ثم ترد حركة حماس بأن القواعد الشعبية للحركة ترفض هذه القائمة أو أنها ما زالت تدرس الفكرة؛ فهذا معناه أن حركة فتح برأت حركة حماس من كل الاتهامات التي كانت تنسبها لها وهي اتهامات كانت من أهم الأوراق التي كانت تراهن عليها حركة فتح في حملتها الانتخابية، سواء اتهام حماس بالانقلاب على الشرعية والانقسام، أو مسؤوليتها عن إفقار غزة ومحاولة فصله عن الضفة أو تبعية حماس لأجندة خارجية الخ.
فهل غرر العاروري وحركة حماس بجبريل الرجوب؟ أم أن الرجوب كان يتصرف بحسن نية وينطلق من منطلق المصلحة الوطنية العليا؟ أم أن الطرفين يستجيبان لمطلب أمريكي أوروبي بضرورة دمج حماس في النظام السياسي كما جرى مع انتخابات 2006 ؟ وهل نبالغ إن قلنا إن حركة فتح بهذا الخطأ فقدت ورقة مهمة كانت ستساعدها في الانتخابات التشريعية، وخصوصاً إن دخلت الانتخابات بأكثر من قائمة انتخابية؟.