قلق إسرائيلي من تعاظم قوة حمـــ ــاس في الضفة الغربية

نيوز (1) - يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

قلق اسرائيلي من تعاظم قوة حمـــ ــاس في الضفة الغربية 

تتابع مؤسسة الدفاع الإسرائيلية باهتمام كبير التطورات على الساحة السياسية الفلسطينية في الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في 22 أيار/ مايو. 

ستكون نقطة الاختبار التالية في الانتخابات الأسبوع المقبل، حيث تمت دعوة ممثلي جميع الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة للاجتماع مع ممثلي المخابرات المصرية لحل الخلافات الأخيرة بشأن الانتخابات.

تقول مصادر في حمــ ـــاس إن قيادة الحركة أبدت مرونة كبيرة تجاه الشروط التي وضعها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للانتخابات، مثل إجراء انتخابات على مراحل، أولا انتخابات برلمانية، ومن ثم انتخابات رئاسية وومن ثم للمجلس الوطني، على الرغم من المعارضة الداخلية القوية في الحركة من المشاركة في الإنتخابات.

وجدت قيادة حمـــ ــاس الانقسام الداخلي في حركة فتح وتقدر أن لديها فرصة لكسب "موطئ قدم" شرعي من خلال الانتخابات البرلمانية داخل الضفة الغربية واختراق منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.

وبحسب مصدر من فتح ، يقدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه يسيطر على الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية ويمكن أن يحبط خطط حمــــاس ، لذلك أصر على إجراء الانتخابات على مراحل حتى يتمكن من وقف العملية، إذا لزم الأمر، إذا ثبت أن حركة فتح تضعف فلن يسمح لحركة حمـــــاس بالاندماج في منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات المجلس الوطني.

لا تنتظر "إسرائيل" وتعمل على الأرض، ففي الأسابيع الأخيرة اعتقلت الجيش الإسرائيلي العشرات من نشطاء حمــــاس في الضفة الغربية، وحذر جهاز الأمن العام "الشاباك" آخرين من خوض الانتخابات، وسيتم وضع بعض المعتقلين رهن الاعتقال الإداري لمدة عدة أشهر. 

تحاول "إسرائيل" إضعاف قوة حركة حمــــاس لأن حركة فتح والسلطة الفلسطينية مشغولان بالتحضير للانتخابات، ووفقًا للاتفاق بين قيادة فتح وقيادة حمـــــاس، يوقفون الاعتقالات المتبادلة في الضفة الغربية وقطاع غزة لخلق جو جيد قبل الانتخابات.

رئيس السلطة الفلسطينية مشغول بمحاولة توحيد حركة فتح في قائمة موحدة واحدة حتى لا يكون هناك انقسام في التصويت، الأمر الذي يخدم مصالح حمــ ـاس ويزيد من فرصها في الفوز بالانتخابات، كما حدث في الانتخابات البرلمانية 2006. الانقسام الداخلي في الحركة كبير، يحاول محمد دحلان ومروان البرغوثي وناصر القدوة تحطيم القوة السياسية لمحمود عباس، ولم يقرر نبيل عمرو بعد ما إذا كان سيخوض الإنتخابات ب​​قائمة مستقلة خارج حركة فتح، فيما أعلن رئيس الوزراء السابق سلام فياض، الذي لا ينتمي إلى فتح، عن تشكيل قائمة مستقلة وقد تجتذب أصوات أنصار فتح.

كما يمكن أن تتحول التوترات الداخلية داخل مختلف معسكرات حركة فتح إلى صراعات عنيفة قد تؤدي إلى اضطرابات في مخيمات اللاجئين ومراكز المدن والشرايين الرئيسية وتقويض استقرار الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية. 

يشارك مسؤولو الأمن الإسرائيليون مخاوف السلطة الفلسطينية، لكنهم يتلقون إجابة مفادها أنه لا داعي للقلق وأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية هي المسيطرة على الوضع في الوقت الحالي.

 كل "موطيء قدم" لحمــ ـــاس في الضفة الغربية ، هو أمر خطير "لإسرائيل" والسلطة الفلسطينية ، حيث سيكون قاعدة للهجمات العدوانية في المستقبل.

وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن سكرتير حركة فتح جبريل الرجوب هو المحرك الرئيسي للتقارب بين فتح وحمـــ ــاس والمصالحة بين فتح وحمـــ ـــاس والوحدة الوطنية.

تخطط حمـ ـــاس للسيطرة البطيئة والتدريجية على الضفة الغربية دون لفت الانتباه ، لذلك تتابع "إسرائيل" التطورات عن كثب. 

في غضون ذلك ، يقوم مسؤولون أمنيون إسرائيليون باعتقال نشطاء حمـــ ـــاس لإضعاف قوة الحركة ، وحمـ ـــاس على علم بذلك وستحاول إيجاد سبل للتعامل مع هذه الإجراءات الإسرائيلية ضدهم.
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية في 8 آذار / مارس أن حمـ ــــاس تدرس التحايل على النشاط الأمني ​​الإسرائيلي في الضفة الغربية بسبب الانتخابات النيابية بعدة طرق:
- خوض الانتخابات على قوائم منفصلة غير محسوبة على حمــــ ــاس.
- خوض الإنتخابات بشكل مشترك في قائمة واحدة مع حركة فتح.
- إدارة "قائمة من المستقلين غير المحسوبين على حمــ ــــاس" التي ستفعّلها حمــ ـــاس وراء الكواليس.

تحظى حركة حمــــ ــاس بشعبية في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية بشكل رئيسي؛ بسبب انتشار ظاهرة الفساد في أجهزة السلطة الفلسطينية، وهي ظاهرة مماثلة كانت في عام 2006 التي أدت إلى فوز حمــ ـــاس في البرلمان، منذ ذلك الحين، اشتد الفساد والانقسام في حركة فتح، وهذا وضع سياسي خطير للغاية بالنسبة لحركة فتح، الحزب الحاكم في السلطة الفلسطينية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023