انتصار لحماس وزلزال في "إسرائيل"
بقلم ناصر ناصر
10-3-2021
بينما اعتبرت "إسرائيل" ما يجري من انتخابات في حماس هزة أرضية داخلها، يرى كل الأحرار والمحايدين أنه انتصار للشورى والديمقراطية داخل حركه المقاومة الفلسطينية، التي عرفها العالم عبر فوهه البندقية وعبوات الاستشهاديين ضد الاحتلال الاسرائيلي الغاشم في أرض فلسطين، مما جعل بعض الأنظمة وصمها بالإرهاب والاستبداد لكنها تقدم في غزة هذه الايام مشهداً متميزاً انتصرت فيه داخلياً مهما كانت النتائج، وبغض النظر عن الفائز سواء كان القائد المغوار والاسير المحرر يحيى السنوار أم المجاهد والاستاذ المهندس نزار عوض الله فتاريخ الرجلين حافل و مشرف. أما في "إسرائيل" قد كتبة يديعوت أحرنوت على سبيل المثال عنوانها التالي "هزه ارضيه في حماس، السنوار على وشك أن يطاح به ثم أضافة معركه متقاربه جداً على قياده حماس غزة على حافة زلزال سياسي".
من جهة واحدة يمكن القول بأنها كلمات يستخدمها الاعلام بطبيعته بإظهار الدراما و من جهة أخرى يمكن القول و بناء على تصريحات إسرائيلية أخرى أيضاً بأنها تعبر عن العقلية الإسرائيلية الاستشراقية التي لا تتوقع مطلقاً بل تعمل على تعزيز توقعها بأن لا يقدم العالم العربي والفلسطيني تحديداً مشهداً ديمقراطياً بهذا الشكل الذي يشّرف الشرق الاوسط بأكمله، والذي إعتاد على انقلابات وقمع المعارضين بالاغتيالات والاغتصاب والتنكيل، وعلى أن يفوز القائد بسبة 90%.
في إسرائيل الموصومة خطأً بالديمقراطية في الشرق الأوسط لا يحبون أي مشهد ديمقراطي فلسطيني أو عربي أو إسلامي مهما كان محدود، في "إسرائيل" يفرض رئيس الحكومة ويحكم بصلاحيات واسعة جداً بعد أن ينال 28 إلى 30 مقعداً من مقاعد الكنيست ومما لا يزيد عن 30 إلى 35 % من أصوات الناخبين، أم في حماس فتشترط في رئيسها (غير الأوحد وغير المقدس) أن ينال ثقه 50 % +1 من أصوات الناخبين وهو مجلس الشوري، الأمر الذي لا يحدث حتي في كثير من قلاع الديمقراطية في العالم، ولست هنا في معرض (المزايدة على أحد) في الديمقراطية، إنما لإظهار وإبرار الإنجاز ديمقراطي فلسطيني قل نظيره وعز مثيله، يستوجب على كل فلسطيني وعربي، بل وكل حراً في العالم أن يحتفى به وأن يشجعه ليتقدم دوماً ويتطور، فما يجري هو انتصار لكل الشعب الفلسطيني ويبدو كمقدمه مبشره وبداية مباركه للانتخابات الفلسطينية العامة للتشريعي و الرئاسة المجلس الوطني.