انتصار السنوار - انتصار إيران

مركز القدس للشؤون العامة وشؤون الدولة

انتصار السنوار - انتصار إيران

ترجمة حضارت

فاز يحيى السنوار زعيم حماس في قطاع غزة بولاية أخرى بعد انتصاره على مسؤول الحركة البارز نزار عوض الله في الانتخابات الداخلية. 

• انتصار السنوار هو انتصار لإيران من حيث التأثير على قيادة الحركة أمام محور "الإخوان المسلمين" بقيادة قطر وتركيا.

انتهت الليلة الدراما الإعلامية المحيطة بانتخابات حماس الداخلية، وبحسب مصادر في حماس، فقد انتخب يحيى السنوار الزعيم الحالي للحركة في قطاع غزة لولاية أخرى مدتها 4 سنوات، وذلك بعد حصوله على 167 صوتًا في الجولة الرابعة من التصويت في مجلس الشورى، وانتصاره بذلك على نزار عوض الله الذي تنافس ضده.

واعترف عوض الله بخسارته ووجه برقية تهنئة للسنوار كما وجه رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية برقية تهنئة بفوز السنوار.

انتصار يحيى السنوار هو انتصار لايران، السنوار الذي يحمل قبعتين يشغل أيضًا منصب قائد الذراع العسكرية، بالإضافة إلى قبعته السياسية كقائد لحركة حماس في قطاع غزة، فقد كان ممثلًا لقاسم سليماني، وحتى بعد اغتيال سليماني قبل أكثر من عام، تربطه علاقات وثيقة مع إسماعيل قاني، قائد فيلق القدس في " الحرس الثوري الإيراني".

في العام الماضي، تعرضت حماس لانتقادات شديدة بسبب فشل مشروع "مسيرات العودة" على حدود غزة، وعجز يحيى السنوار عن فك الحصار عن قطاع غزة، والطريق المسدود مع إسرائيل بشأن صفقة جديدة لتبادل الأسرى.

أظهر السنوار أسلوباً براغماتياً في السنوات الأربع الماضية. لقد حافظ على علاقات جيدة مع المخابرات المصرية ومع محمد دحلان ودعم تفاهمات التهدئة مع إسرائيل بوساطة مصرية، كما حرص على الحفاظ على المساعدة المالية الشهرية التي تقدمها قطر لقطاع غزة، وواصل عملية تعزيز الذراع العسكرية: تطوير أسلحة جديدة، وتهريب أسلحة إلى قطاع غزة، وبناء أنفاق مخترقة للحدود، وتنمية قوة كوماندوز حماس البحري لتوجيه "مفاجأة استراتيجية "الى إسرائيل.

الانتقادات الداخلية

تزعم مصادر في قطاع غزة أن حماس خلقت دراما مصطنعة، وأنه على الرغم من الانتقادات الداخلية للسنوار في صفوف الحركة، لم يكن هناك تهديد حقيقي لمكانته، وأن إيران مارست ضغوطًا شديدة من أجل انتخابه مرة أخرى.

مع ذلك تصر حماس على أن معركة صعبة كانت بين السنوار ونزار عوض الله. على أية حال، نجحت حماس في خلق دعاية إعلامية تظهر أنها تجري "إجراءات ديمقراطية" على عكس حركة فتح، التي تستعد للانتخابات حاليًا، ويهدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس علانية بالقتل والسجن والطرد من الحركة لأي عضو بارز يعارضه ويريد تشكيل قائمة مستقلة للانتخابات النيابية مثل ناصر القدوة.

وهناك شخصيات بارزة في حماس سبق أن وجهت أمس، قبل معرفة نتائج الانتخابات، انتقادات شديدة لعملية الانتخابات الداخلية للحركة.

في 9 مارس، انتقد يحيى موسى، عضو البرلمان عن حماس، على صفحته على فيسبوك الانتخابات الداخلية للحركة وكتب: "لا نقاوة وشفافية في الانتخابات، بسبب عدم وجود مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الأعضاء، كما أن المؤسسات ليست حيادية.
يجب أن تكون الحركة ديمقراطية بالكامل في كل ما يتعلق بالحق في المنافسة، وتقديم الخطط، وإعداد القوائم والتحالفات في الحركة، والحق في الاستئناف ".

التنافس على منصب رئيس المكتب السياسي تتجه الأنظار في قطاع غزة الآن الى نتائج الانتخابات لمنصب رئيس المكتب السياسي للحركة، بحيث يتضح ما إذا كانت إيران ستستمر في التأثير على قيادة الحركة ومركز الثقل في اتخاذ القرار، يبقى في قطاع غزة. أو سينتقل النفوذ إلى محور الإخوان بقيادة قطر وتركيا، بحيث يعود مركز صنع القرار إلى الخارج كما كان في السابق بعد اغتيال مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين.

كان التغيير الكبير في انتخابات حماس الداخلية قبل أربع سنوات هو نقل مركز الثقل في صنع القرار في المنظمة من الخارج إلى قطاع غزة، فقد انتقل من خالد مشعل المدعوم من قطر وتركيا، إلى إسماعيل هنية ويحيى السنوار، من سكان قطاع غزة، المدركين لمشاكله، المدعومين من إيران.

إذا أعيد انتخاب خالد مشعل خلال أيام قليلة كرئيس للمكتب السياسي الجديد، فسيكون ذلك بمثابة ضربة لإيران الشيعية وانتصار لمحور "الإخوان المسلمين" السني بقيادة قطر وتركيا. 

كان هناك توتر بين خالد مشعل والجناح العسكري لحركة حماس منذ عملية " الجرف الصامد"، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية لاستبداله في الانتخابات قبل أربع سنوات.

تقول شخصيات بارزة في حماس إن الحركة ستخرج أقوى من الانتخابات الداخلية وتستعد بالفعل للمعركة مع حركة فتح في الانتخابات البرلمانية في 22 مايو / أيار، تستمد حماس التشجيع من الانقسام في حركة فتح والغضب السائد في الشارع الفلسطيني بشأن الفساد في السلطة الفلسطينية، وهي واثقة من أنها تستطيع تكرار فوزها في الانتخابات البرلمانية لعام 2006.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023