بقلم ناصر ناصر
12/03/2021
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تفاجأت من الصعوبات التي واجهت انتخاب السنوار برئاسة المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حم ـاس في قطاع غزة، هذا ما نقلته صحيفة هآرتس اليوم الجمعة 12/03/2021 عن مصادر أمنية مطلعة دون أن تشير لماذا تفاجأت؛ حيث أنها لم تتوقع حاجة يحيى السنـ ـوار لأربع جولات مثيرة لنيل ثقة حركته به كرئيس المكتب السياسي للقطاع فقد يشير هذا إلى ما هو أعمق وأكثر إثارة، وهو عدم قدرة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والدولية على تفكيك (الشيفرة الوراثية لحم ــاس) والتي تتحكم بديناميكة العلاقات الداخلية فيها بشكل عام والتي أنتجت نموذجاً جديداً ومتميزاً في غزة، يضاف إلى العديد من ابداعات المقاومة على كل تداعيات الأمر من النواحي السياسية والأمنية.
قد يكون أن ما فاجأ 8200 ومن بعدها المستوى السياسي والأجهزة الأمنية في إسرائيل هو شكل التعددية الفريد داخل حم ـــاس والتي تتميز بأنها تبقى داخل الإطار التنظيمي، وقد لا تلاحظ وتُحكم بشورى حقيقية بنسبة عالية، وقد لا يقدّرها حتى أذكي العقول الأمنية في دولة الاحتلال، التي اعتادت على تقبل واستئناس بعض الأعراض الجانبية السلبية المرافقة للديمقراطية وهي التعددية المتوحشة التي تجعل من التنافس صراع حقيقي قد يصل إلى ذروته (بسلوك ترامبي) غريب تجاه بايدين الفائز وساحة الكابتول مثال، الأهم من معلومات هآرتس بأن (الأجهزة الأمنية ترى بالس ــنوار عدواً عقائدياً عنيداً ولكنه تبنى في الفترة الأخيرة خطاً براغماتياً واقعياً نسبياً) هو ما أكده أبو إبراهيم الس ـنوار بنفسه في خطابه الأخير بأنه يدرك تماماً معاني ودروس الانتخابات الأخيرة وبأنه سيعمل وبصورة أكبر من أجل تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني في غزة وخاصة أولئك المستضعفين الذين يعانون يومياً من صعوبة العيش القاصي في ظلم حصار واحتلال غاشم ومجرم لا يعرف من الديمقراطية إلا اسمها ومن حقوق الإنسان إلا رسمها.
ليست نقطة ضعف كما أحبت هآرتس أن تصفها بل أقول بأنها هي إحدى (ذروات غزة الأخلاقية والوطنية) والتي يمثلها وبوضوح قائدها المنتخب يحيى السـ ـنوار، وهي إصرار حم ـــاس على أن يكون ثمن ما تمتلك من أوراق في ملف الجنود المحتجزين في غزة هو أسرار ومناضلين فلسطينيين قضوا عشرات السنين في سجون القهر الصهيوني، حتي لو أدى ذلك إلى المزيد من معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع؛ حيث تصر دولة الاحتلال على ربط تقدم المشاريع الكبرى في التقدم في موضوع الجنود، وتحاول الآن أن ترسل رسالة له مفادها بأن إصرارك في موضوع الجنود أدى إلى تراجع شعبيتك داخل غزة، وهي رسالة تؤكد ما سبقت الإشارة له أعلاه من أن العقلية الأمنية الإسرائيلية لم تنجح حتى الآن في (فك الشيفرة الوراثية لحــ ماس) بل ولشعبنا الفلسطيني المقاوم وللبسالة في قطاعنا الأصيل.