هآرتس-مقال التحرير
ترجمة حضارات
طارد حوالي 15 جنديًا وضابطًا، يرافقهم عدد من المستوطنين، خمسة أطفال فلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 و 12 و 13 عامًا واحتجزوهم لأكثر من خمس ساعات.
ولم يخبروا والديهم بمكان وجودهم، واستجوبهم دون إذن ودون قراءة حقوقهم.
إذا كان أي شخص لا يزال بحاجة إلى دليل على مدى سيطرة مستوطني الضفة الغربية على الجيش الإسرائيلي وعلى جدول أعمالهم، فقد حصل عليه يوم الأربعاء الماضي.
خرج جابر وزيد وعمر وياسين وسقر، أبناء عمومة من قرية أم الصفا في جنوب جبال الخليل، في ذلك اليوم للتنزه.
وأثناء تجوالهم، وصلوا إلى منطقة قرية التواني؛ حيث أقيمت بؤرة مزرعة ماعون على تلة مقابل بستان.
خرج مستوطنان مقنعان من الغابة باتجاه الأطفال، لاحقًا اقترب منهم أيضًا بعض المستوطنين الأكبر سنًا.
في مرحلة ما شعر الأطفال بالتهديد وحاولوا الابتعاد، شاهدوا آليات عسكرية منتشرة في المنطقة واعتقدوا أن الجنود يبحثون عنهم.
فر الأطفال، وطاردهم الجنود في رحلتهم ووجدوهم بالقرب من منزل في قرية الركز، قام الجنود بجر الأطفال الخائفين إلى الجيب واقتادوهم إلى البؤرة الاستيطانية، وبعد استجواب أرعبهم اقتادوهم إلى مركز للشرطة خارج كريات أربع، لم تستجوبهم الشرطة في تلك الليلة.
وبحسب المستوطنين، فقد دخل الأطفال إلى البؤرة الاستيطانية غير المسيّجة، و ذكرت تقارير إعلامية أولية "ببغاوات" يُزعم أن الأطفال قصدوا سرقتها.
يتمتع الجنود بسلطة احتجاز ما يصل إلى ثلاث ساعات للشخص (بما في ذلك الأطفال، حتى دون سن 12 عامًا) المشتبه في ارتكابه عملًا تهدد السلم والأمن العامين.
يُسمح للعقيد بتمديد الاعتقال لمدة ثلاث ساعات أخرى، وليس من الواضح ما إذا كان ذلك قد تم في هذه القضية، ويهدف الاعتقال إلى معرفة هوية المعتقل وليس ابتزاز المعلومات.
وبعد ذلك، عند الضرورة، يتم تسليم المعتقل إلى جهة مخولة بالتحقيق: الشرطة أو جهاز الأمن العام، وفي الوضع الطبيعي كان يجيب أن يتم استجواب الجنود للاشتباه في تصرفهم المخالف للقانون وبدون سلطة.
لكن الواقع ليس طبيعيًا، لا داعي للاستغراب من أن ببغاوات المستوطنين أصبحت ذريعة لاضطهاد الأطفال الفلسطينيين واحتجازهم لأكثر من خمس ساعات، وهذا منطقي في الواقع؛ حيث قوات الأمن الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية لا تمنع المستوطنين من مهاجمة الفلسطينيين كل يوم وإتلاف ممتلكاتهم. وهذا أمر منطقي في الواقع حيث لا تقوم وكالات إنفاذ القانون، باستمرار، بتحديد مكان المواطنين الإسرائيليين الذين هاجموا الفلسطينيين، أو محاكمتهم.
رغم ذلك، يتعيّن على الشرطة - التي حققت مع جابر وزيد أمس - أن تتراجع عن فعلها وتراجع نفسها، وأن تغلق الملف، وألاَّ تواصل تكرار التعليمات التي أملاها المستوطنون عليهم مثل الببغاوات.