ترجمة حضارت
"إذا لم تكن جنين هادئة؛ ستشتعل الضفة ": الأزمة الشديدة التي تعصف بالعاصمة الاقتصادية لشمال الضفة الغربية
أغلق معبر الجلمة قبل عام بالضبط، قطع تدفق الزوار والمتسوقين إلى جنين، ويحذر التجار الذين يثقل عاتقهم العبء من أن شباب المدينة قد يعودون إلى دائرة الرعب.
تعرضت مدينة جنين الواقعة في أقصى شمال الضفة الغربية الى زلزال اقتصادي في العام الماضي. المدينة التي خرجت من أنقاض الانتفاضة الثانية وتحولت من عاصمة للمقاومة والاستشهاديين، إلى نموذج للنمو الاقتصادي والازدهار، تئن اليوم تحت وطأة الإغلاقات.
تلقت جنين الضربة الكبرى قبل عام بالضبط، مع إغلاق معبر الجلمة أمام دخول فلسطينيي 48 بالسيارات. منذ ذلك الحين لم يفتح المعبر.
اختفى فلسطينيو 48 الذين كانوا المحرك الاقتصادي للمدينة، منذ ذلك الحين إلى حد كبير من المشهد، وخسرت جنين ما يقرب من ملياري شيكل خلال عام.
في ظل الارتفاع المتزايد في معدلات الإصابة بالوباء في السلطة الفلسطينية، دخلت جنين بالأمس في إغلاق جديد.
قبل يومين، شوهدت المتاجر والأكشاك المهجورة المغلقة منذ فترة طويلة على جانب الطريق.
يكاد لا يوجد أي أثر للشوارع التي كانت تعج بالحركة، في أحد الشوارع يقف مطعم الأُمباشي يتيماً، والذي يعمل منذ أكثر من 60 عامًا.
قبل كورونا، كان حوالي 40 عاملاً يركضون بين المطبخ والزبائن، في العام الماضي عاد معظمهم إلى البيت.
يلوح صاحب المكان، لؤي عارور، وموظفه مجد يحذرون، يقول لؤي: "هذا الرجل ليس لديه طموحات للمستقبل وسيفكر في العودة الى حمل السلاح، لقد أصبحت جنين أرضًا خصبة لعودة الشباب الى المقاومة، وهذا سيؤثر تلقائيًا على إسرائيل، لماذا كل شيء مفتوح باستثناء جنين؟ يمكن لجنين أن تشعل الضفة الغربية بأكملها.
حذر مجد بقوله:" اذا لم تكن جنين هادئة فستشتعل الضفة".
لماذا فقط معبر الجلمة مغلق وبقية المعابر في الضفة مفتوحة؟ لا توجد إجابة واضحة على هذا. علاوة على ذلك، يمكن لعرب إسرائيل أن يدخلوا الى جنين بطرق التفافية. هناك من يعتقد أن إسرائيل اختارت إغلاق هذا المعبر بالذات، لأنه يتم تصويرها كالتي أغلقت ثغرة في أيام كورونا من جهة، ومن جهة أخرى لا تدفع ثمنًا أمام السكان اليهود في الضفة، حيث أن هذا المعبر لا يخدمهم.
يقول عمار أبو بكر، رئيس غرفة تجارة جنين: "الاعتماد على باب يستطيع الإسرائيليون إغلاقه مشكلة كبيرة، لكن لا يوجد خيار آخر. ليس لدينا معبر آخر". ويضيف: "آمل أن يفهم الجانب الإسرائيلي أن إعادة جنين اقتصاديًا الى الوراء ليس حلاً، بل على النقيض".
محافظ جنين، أكرم الرجوب، يدرك جيداً الموقف الرسمي للحكومة المركزية في رام الله بعدم السماح لفلسطينيي 48 بدخول أراضيها؛ بسبب كورونا. لذلك، يحاول الموازنة بين الوضع الصعب للتجار وبين تفشي كورونا في جنين والسياسة الرسمية للسلطة الفلسطينية التي تحظر دخول فلسطينيي 48 إلى المناطق.
يضيف الرجوب: "أنا لا أقول أنه يجب فتح الجلمة اليوم، أنا أفهم أن الوضع سيء، كيف يمكننا ادخال فلسطينيي 48، هنا وقد وصلنا بالفعل إلى الخط الأحمر؟، لدينا مصلحة في إغلاق المعبر، لكن عندما أنظر إلى الضفة الغربية بأكملها، أتسائل لماذا الجلمة فقط؟ لماذا لا يغلقون جميع المعابر في الضفة الغربية؟ ربما يعاقبوننا، لماذا؟ لا أعرف".