تحذير إسرائيلي لرئيس السلطة الفلسطينية

نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
تحذير إسرائيلي لرئيس السلطة الفلسطينية
​​​​​​​
وفقًا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشكل قاطع طلبًا إسرائيليًا رسميًا لإلغاء الانتخابات الفلسطينية، التي من المقرر أن تبدأ في مايو على ثلاث مراحل. 
وأحال رئيس جهاز الأمن العام نداف أرغمان الطلب الإسرائيلي إلى رئيس السلطة الفلسطينية خلال لقاء أخير بينهما في المقاطعة برام الله، كما حضر الاجتماع مسؤول أمريكي كبير.

ويأتي الطلب الإسرائيلي على خلفية نية رئيس السلطة الفلسطينية إشراك حمـــــــ اس في الانتخابات؛ وذلك لأن حمــــ ـــاس منظمة "إرهابية" ومشاركتها في الانتخابات محظورة بموجب اتفاقيات أوسلو. 
يلتقي رئيس الشاباك نداف أرغمان بانتظام، كل شهر، برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لمناقشة الأمن ومكافحة "الإرهاب". ووفقًا لمصادر فتح، فقد حذر رئيس السلطة الفلسطينية من أن منصبه يمكن أن يتضرر إذا شكل مع حركة حمــــ ــاس الحكومة أو إذا دخلت حركة فتح على قائمة مشتركة مع حمـــ ــاس في الانتخابات النيابية.

كما حذر رئيس الشاباك نداف أرغمان رئيس السلطة الفلسطينية من تعاون السلطة الفلسطينية مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وقال له إن ذلك سيكون له "عواقب وخيمة" على السلطة الفلسطينية. 
وفقًا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، فإن الاجتماع بين رئيس جهاز الأمن العام ورئيس السلطة الفلسطينية كان صعبًا، قال جبريل الرجوب الليلة الماضية في مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني الرسمي: جاء إلينا رئيس جهاز الأمن العام نداف أرغمان وهددنا، وقال له رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: "أنا لا أقبل التهديدات، اشرب قهوتك والله معك."

يقدر جهاز الأمن العام الإسرائيلي أن قيادة حمــــــ اس شخصت الانقسام الداخلي في حركة فتح ويقدر أن لديها فرصة لكسب "موطئ قدم" قانوني من خلال الانتخابات البرلمانية داخل الضفة الغربية والتغلغل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني. حسب مصادر فتح، يقدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه يسيطر على الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية ويمكن أن يحبط خطط حمـــــ اس، لذلك أصر على إجراء الانتخابات على مراحل حتى يتمكن من وقف العملية، إذا لزم الأمر، إذ إنه يثبت أن فتح تضعف ولن تسمح لحركة حمــــــ ــاس بالانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية من خلال انتخابات المجلس الوطني.

لا تنتظر "إسرائيل" وتعمل على الأرض، ففي الأسابيع الأخيرة اعتقل الجيش الإسرائيلي العشرات من نشطاء حمـــــ ـــاس في الضفة الغربية، وحذر جهاز الأمن العام آخرين من خوض الانتخابات، وسيتم وضع بعض المعتقلين رهن الاعتقال الإداري لمدة عدة أشهر. 
تحاول "إسرائيل" إضعاف قوتها في حركة حمــــ ــاس؛ لأن حركة فتح والسلطة الفلسطينية مشغولان بالتحضير للانتخابات، ووفقًا للاتفاق بين قيادة فتح وقيادة حمـــــ ــاس، يوقفون الاعتقالات المتبادلة في الضفة الغربية وقطاع غزة لخلق جو جيد قبل الانتخابات.

رئيس السلطة الفلسطينية مشغول بمحاولة توحيد حركة فتح من أن الترشح للانتخابات بقائمة موحدة حتى لا يكون هناك انقسام في التصويت، الأمر الذي يخدم مصالح حمـــ ـــاس ويزيد من فرصها في الفوز بالانتخابات، كما حدث في الانتخابات البرلمانية 2006.

الشكوك بين فتح وحمـــــ ـــاس

نهاية الأسبوع الماضي، انتهت في القاهرة جولة أخرى من الحوار بين الفصائل الفلسطينية حول الانتخابات الإقليمية التي ترعاها مصر.
في أعقاب التحذيرات الإسرائيلية التي وجهها جهاز الأمن العام لرئيس السلطة الفلسطينية، لم يتوصل ممثلو فتح وحمــ ـــاس إلى أي اتفاق بشأن الترشح المشترك في الانتخابات البرلمانية

وقالت مصادر في فتح إن هناك معارضة شديدة داخل حركتي فتح وحمـ ـاس لفكرة خوض الحركتين على قائمة موحدة في الانتخابات المقبلة في مايو.
الشكوك المتبادلة بين فتح وحمـ ـــاس كبيرة ومن الممكن أن تخشى الحركتان أيضا من الخطوات الإسرائيلية الأمريكية التي ستنسف الانتخابات.

تعود فكرة الترشح على قائمة مشتركة إلى حركة حـــ ـــماس، مما يعني التقسيم المسبق للمقاعد في البرلمان بين فتح وحمـــ ــاس وفصائل أخرى في منظمة التحرير الفلسطينية، ناقشت اللجنة المركزية لفتح الموضوع ورفضت الاقتراح.
وتخشى فتح من احتمال تحالف بين نواب حمـ ـاس في البرلمان وممثلي "التيار الإصلاحي" لمحمد دحلان والفصائل الأخرى لتحقيق أغلبية تهدد مكانة حركة فتح.

وقالت شخصيات بارزة في فتح إنه في الوقت نفسه كانت حمـ ـــاس تخطط لخوض ما يسمى بالقوائم "المستقلة" في الانتخابات النيابية، وبالتالي زيادة قوتها داخل البرلمان بشكل فعال. "نوايا حمـ ــاس معروفة لنا ونحن لسنا أغبياء .

تقدر السلطة الفلسطينية أن إدارة بايدن ستنتظر لترى القرار النهائي لرئيس السلطة الفلسطينية بشأن الانتخابات ولن تجدد مساعدة السلطة الفلسطينية أو تلغي العقوبات التي فرضتها عليها إدارة ترامب، حتى تستوضح الصورة الكاملة ودرجة التعاون من السلطة الفلسطينية، "فإسرائيل" لم توافق بعد على طلب السلطة الفلسطينية بالسماح لسكان القدس الشرقية بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية.

وقال مسؤول السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، إن السلطة الفلسطينية تلقت ردًا من "إسرائيل" بأنها لن تستجيب لهذا الطلب إلا بعد انتخابات الكنيست في "إسرائيل". 
في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على أن رئيس السلطة ينوي وقف الانتخابات، فهو مستمر في محاولة توحيد حركة فتح، الآن ضده مروان البرغوثي ومحمد دحلان وناصر القدوة لكنه يقدر الآن أنه يستطيع التغلب عليهم.. اللعبة لم تنته بعد.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023