مشعل: نعمل على الحصول على أوراق قوة من أجل إطلاق سراح أسرانا


أجرى مركز حضارات للدراسات السياسة والاستراتيجية مقابلة خاصة مع رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل، تناولنا فيها جملة من الأسئلة حول القضايا التي تهم أسرنا البواسل - فرج الله عنهم- في سجون الصهيونية.
وقد أرسل مشعل تحيته للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قائلًا: "إخواني وأخواتي الأعزاء في سجون الاحتلال الصهيونية، حياكم الله ومرحباً بكم، وأسأل الله أن يجعل لقائي معكم ومع كل الأحبة وجهاً لوجه عما قريب، وأنتم تنعمون بالصحة والعافية بين أبنائكم وأهليكم وأبناء شعبكم."

في سؤاله حول قضية الأسرى في الضمير الوطني الفلسطيني وفي برامج المقاومة الفلسطينية؟
قال مشعل: "هذا موضوع كبير، فقضية الأسرى عنوان أساس في حياتنا الفلسطينية من زوايا عديدة هي قضية شرعية، هي قضية وطنية، هي قضية نضالية، قضية سياسية، قضية اجتماعية، قضية أخوية، لو نظرت لها من أي زاوية هي قضية كبيرة وحاضرة وعميقة الأثر والمكانة في نفوسنا، وفي حياتنا اليومية"
وتابع مشعل: "قضية أسرانا هي:
- قضية شرعية فإسلامنا الحنيف حضنا على أن نفك قيد الأسرى وأن نسعى من أجل حريتهم قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري "فكوا العاني" أي الأسير، وسيرة الصحابة الكرام وما فعله سيدنا عمر، كان الصحابة الكرام والقادة العظام حريصين على حرية الأسرى والمساجين؛ لأن واجبهم على أمتهم وقيادتهم واجب كبير.
- قضية وطنية: عندما نتكلم عن القضية الفلسطينية ما عناوينها الرئيسة؟ "الأرض وتحرير الأرض المقاومة"، هي خطنا الاستراتيجي؛ لتحرير الأرض، وكذلك القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية؛ فهي ركن أساسي من عناوين قضيتنا الفلسطينية، واللاجئون، وعودتهم إلى الأرض واللاجئين، وكذلك المقاومة والأسرى والافراج عن الأسرى، وضمان حريتهم وإعادة المبعدين والوفاء للشهداء، هذه عناويننا الرئيسية، ثم الاستقلال، وأن نملك سيادتنا الكاملة على أرض الوطن، ولا بديل عن أرض الوطن وتحريره كاملاً من النهر الى البحر ومن شماله إلى جنوبه.
- قضية نضالية: لأن فصائل المقاومة الفلسطينية والأجنحة العسكرية مهمتها الأساسية مقاومة الاحتلال تحرير الأرض تحرير الوطن وتحرير كذلك الأسرى وضمان حريتهم ذلك جزء من برنامجنا النضالي اليومي.
- قضية سياسية: فنحن نجوب العالم كله من أجل قضية أسرانا والأسير رسالتنا للعالم أن هناك الآلاف من الأسرى، وحقهم علينا الحرية أتذكر هنا قصة عندما أسرت كتائب القسام المظفرة شاليط عام ٢٠٠٦م فتقاطرت الوفود إلى قيادة الحركة من أجل الحديث عن هذا الشاب الجندي الإسرائيلي الذي جاء إلى حدود غزة؛ ليقتل شعبنا فأسرته المقاومة.
وذكر مشعل مشهدًا حصل معه قبيل صفقة شاليط: "أتاني مرة أحد هؤلاء الأشخاص، وكان رئيس مجلس الشيوخ في دولة أوروبية واستهل لقائه معي ومع قيادة الحركة في المكتب السياسي عن قضية شاليط، قلت له عجبا مثلك يأتي من تلك الأرض يجوب المسافات الطويلة؛ لتسأل عن جندي اسرائيلي جاء؛ ليقتل شعبنا في غزة فأسرناه، وهو يحمل السلاح في وجهنا بينما زميلك الدكتور عزيز دويك في المجلس التشريعي الفلسطيني يقبع في سجون الاحتلال، ولا تسأل عنه فأُحرج الرجل."
وتابع مشعل: "قضية الأسرى قضية سياسية نتحرك بها شرقا وغربا نخاطب بها العالم."
- قضية اجتماعية: فهي جزء من نسيجنا الاجتماعي كل أسرة فلسطينية تعيش هذا الهم ما من أسرة فلسطينية، إلا فيها مجاهد فيها أسير فيها مبعد فيها جريح والجرحى طبعا جزء من عناويننا الاجتماعية الفلسطينية، وكل حالة أسير قصة لدى والده أو والدته أو زوجته أو خطيبته أو أبنائه أو أشقائه أو زملاؤه.
- قضية إنسانية: قد يعد الأسرى مجرد أرقام كما يحلو للبعض في الدول لكن بالنسبة لنا كل قضية أسير فقضية قائمة بذاتها قصة من النضال والبطولة والمعاناة والصبر والاحتساب وحياة يومية يعيشها الأسرى، وهي تنتظر فجر الحرية ليعيشها أبناءها وبناتها، وهي أيضا قضية هوية؛ لأنها بعض الوفاء؛ لذلك سمينا صفقة تبادل الأسرى صفقة وفاء الأحرار فنحن أوفياء لإخواننا وأحبابنا وأهلينا هذه قضية أخوية جزء من مسؤوليتنا الأخوية جزء من الوفاء أن نعمل من أجل حريتهم.
وأكد مشعل: "بأن قضية الأسرى هي قضية في عمق برنامجنا عمق ضميرنا الوطني في عمق حياتنا اليومية الفلسطينية، وعلى رأس أولويات فصائل المقاومة الفلسطينية."

وعند سؤاله عن ماذا قدمت حماس لقضية الأسرى قال مشعل: "قدمنا الكثير وسوف نقدم الكثير؛ حتى نحرر أسرانا واسيراتنا من كل شعبنا من سجون الاحتلال الصهيوني، وكل من قدم قضيتنا من أبناء الآمة الإسلامية الذين يسجنهم هذا الكيان الصهيوني."

وأشار مشعل لثلاثة مسارات تتحرك فيها حماس من أجل قضية وهي:
1. المسار الأول: وهو الأهم العمل من أجل الإفراج عنهم وهذا لم يكن فقط عام 2006 ثم صفقة وفاء الأحرار التي انجزناها بفضل الله تعالى في عام 2011، والتي أستشهد بعدها أخونا الشهيد البطل أبو محمد الجعبري الذي دفع ثمن ما قام به هو وإخوانه الأبطال في كتائب القسام في قطاع غزة وضمن حرية أكثر من ألف من أبنائنا وبناتنا في سجون الاحتلال، وقبل قضية شاليط كان مبكراً في أجندة الحركة منذ أواخر 1988أي بعد أشهر من انطلاقة الحركة كان أسر "افي سابورتس" الجندي الإسرائيلي ثم "إيلان سعدون" عام 1989 ثم استمرت الجهود فكانت "طوليدانو" عام 1992وثم أسر "فاكس مان" عام 1994وكان المطلب الدائم الأفراج عن الأسرى.
وتابع مشعل: "في قصة طوليدانو كان العنوان الأهم هو الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين(رحمه الله) الذي تطل علينا ذكراه العطرة ذكرى استشهاده السابعة عشر، كذلك استمرت الجهود وحماس في السلطة وفازت في الانتخابات التشريعية لم يعطلها ذلك عن ملف الأسرى، وعن واجبها في النضال والمقاومة، وكان أسر شاليط على تخوم غزة، والذي أسفر عن صفقة ناجحة 2011."
وأضاف مشعل: "استمرت الجهود وفي كل حرب صهيونية ظالمة أو عدوان، أو محاولة اختراق الحدود غزه، فقد كان البحث عن أسر جنود الاحتلال حاضر في أولويات أبطالنا، كذلك في الضفة الغربية رغم صعوبة الظروف."
وأردف مشعل: " أسر جولدن في حرب 2014 وتستمر الجهود وإن شاء الله ننجح كما نجحنا من قبل في صفقه تبادل جديدة على أن نستكمل تبيض السجون والإفراج عن كافة أسرانا وأسيراتنا."

2. المسار الثاني: الدعم المعنوي والمادي للأسرى في السجون ولعائلاتهم وأبنائهم وأهاليهم؛ ليعيشوا حياة كريمة بقدر استطاعتنا، مما نستطيع توفيره من مال وجهد واهتمام، وه1ا أقل واجب نحوهم أن نطمئنهم، وأن نخلفهم خيرا في أهاليهم وأن نضمن لهم الحياة الكريمة، وأن نقتطع من أعز ما نملك من مال، وإن كان قليل من أجل أسر الشهداء وأسر الأسرى وأسر الجرحى وعلاج الجرحى، ودعم المجاهدين والمقاومة وسلاح المقاومة.
3. المسار الثالث: الوقوف إلى جانب أسرانا في نضالهم المرير داخل السجون نعلم أن لديهم اضرابات، ولديهم احتجاجات ومعارك يخوضونها ولم تقصّر الحركة ولا الفصائل ولا المقاومة المختلفة."
وتابع: "شعبنا لديه يوم الأسير كل فصائل المقاومة معنية بنضالات الأسري والأسيرات؛ ليحصلوا مطالبهم أن يحقق أفضل ما يمكن داخل السجون، إلى حين الإفراج عنهم هو المطلب الكبير والأهم."
واستذكر مشعل عندما قرر قادة الاحتلال زرع أجهزه تشويش في عام 2019 داخل السجون وانتفض أسرانا والحركة من أجلهم وإثارة قضيتهم مع الدول، وفي مقدمتهم مصر العربية، وذلك عندما اقتحم العدو وقواته وطائرات الأباتشي، سجن النقب وسقط جراء ذلك عدد من الجرحى وانتفضت الحركة من أجل قضيتهم، وساندتهم وأطلقت كتائب القسام صواريخ من قطاع غزه تضامنا معهم."
وأكد مشعل بأن كل إضراب عن الطعام يقوم به أبناؤنا وبناتنا نحن نقف معهم ونساندهم ونثير في الاعلام والسياسة وعبر الدبلوماسية التي نملكها قضيتهم."
وتابع مشعل: "هذه المسارات الثلاثة هي بعض ما تقوم به الحركة وفصائل المقاومة وكل القيادات الفلسطينية؛ لأن قضيه الأسرى على رأس أولوياتنا."

وعند سؤله عن هل كل ما قدمته الحركة حتى الآن لقضية الأسرى كافٍ برأيك؟
قال مشعل: "بالتأكيد إذا قسناه بالهدف الكبير فليس كافٍ؛ لأن هدفنا كما قلت وأكرر وهذا التزامنا أمام الله ثم أمام أسرنا وأمام حركتنا وأمام شعبنا وأمام العالم أن نضمن حرية الأسرى، وأن تفرج عنهم، وأن نجبر الاحتلال، أن يفرج عنهم، وبالقياس بهذا الهدف الكبير أكيد ما قدمناه ليس كافياً، وبالقياس بما نأمل ليس كافياً، وبالقياس باستشعارنا بالمسؤولية أيضاً ليس كافياً، ولكن بالقياس لما نملك والظروف الصعبة التي نمر بها نعتقد أن ما بذل جيد نسأل الله القبول، وأن يعيننا على المزيد، ونبقى إن شاء الله أمام هذه المسؤولية تجاهكم أيها الأحبة."
وعند سؤاله عن انجازات الحركة على أرض الواقع، لاسيما أنها تعبر دائماً أن قضية الأسرىقال مشعل: "بالتأكيد الإفراج عن الأسرى على رأس الأجندة والوطنية الفلسطينية في كل ملتقياتنا، وعندما نخاطب الدول نبحث هذه القضية حتى في قصص التهدئة بعد حروب أو بعد اعتداءات، وبعد كل تصعيد يأتي الحديث عن التهدئة دائماً."
وأكد بأن المقاومة تضع موضوع الأسرى جزء من أي تفاهم حول التهدئة مع الاحتلال الصهيوني، فهذا الموضوع دائماً على رأس الأجندة."
وعن منجزات الحركة في الاهتمام بقضية الأسرى على أرض الواقع، أشار مشعل بأنها تجلت في جوانب مختلفة وهي:
- للأسرى مكتب أساسي داخل المكتب السياسي للحركة وهذا تعبير عملي ونظامي وقيادي عن اهتمام الحركة وقيادتها بالأسرى.
- لدينا صندوق خاص سميناه صندوق الوفاء للأسرى وأسر الشهداء أيضاً؛ كي نسعى لجلب المال، لنضمن أسر الشهداء والأسرى وأن نضمن الحرية للأسري.
- الإفراج عن أسرانا وهذا يشغل قيادة الحركة ويشغل قيادة كتائب القسام وكل فصائل المقاومة  تفكر الأسرى والأسيرات، وتحرر الإنسان.
- دعم ورعاية أسر الأسرى ورعاية الأسرى في سجون معنوياً ومادياً، وتقديم كل ما يمكن تقديمه لهم داخل السجون وأهاليهم من رعاية واهتمام حتى يطمئنون على عقبهم وخلفهم؛ ليكونوا في حالة معنوية عالية وقادرين على الصمود ومواصلة المعركة.
- إسناد الأسرى في إضراباتهم، وفي معاركهم واحتجاجاتهم ومطالبهم المشروعة من إدارة السجان أو السجون الصهيونية.
- إحياء قضية الأسرى إعلامياً وسياسياً وجماهيرياً ودبلوماسية والتحرك بها على كل السبل، ومع كل الأطراف المختلفة إقليمياً ودولياً.
وأكد مشعل: "بأن هذه المنجزات جزء من تجليات كون قضية الأسرى على رأس الأجندة الفلسطينية وعلى رأس أجندة حماس ولا أشك أنها كذلك على رأس كل الفضائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية."

وعن سؤاله: ماهي أفاق عملية تبادل أسرى جديدة وأينا وصلت وأين وصلت الأمور حتى الآن؟
وأكد مشعل بأنه من أجل تنفيذ صفقة تبادل أسرى جديدة يجب أن تدفع تل أبيب الثمن، ويجب علينا الحصول على أوراق قوة مثلما كان في صفقة شاليط، قال مشعل:"حتى ننجز صفقة لا بد أن يدفع عدونا الثمن، وأن نملك أوراق تضغط عليه، وتضغط بها عليه كما فعلنا في موضوع شاليط منذ 2014، وبعد أسر الجندي الإسرائيلي داخل غزة جولدن، وهناك أسرى أخرون كما تعلمون بدأت المفاوضات طبعا العدو يكابر حاول بعد صفقة تبادل المتعلقة بشاليط وفاء الأحرار أن يقيد نفسه بألا يسمح بتبادل آخر لييئس المقاومة الفلسطينية، ولا مجال لصفقة تبادل أخرى."

موضحًا بأن هذه مناورة نفسية يستخدمها المحتل، لكن المحتل سيخضع لمطالبنا قائلًا: "نحن نعلم ذلك مناورة، وجزء من الحرب النفسية، وعندما نملك أسيرا صهيونيا لا يستطيع قادة الاحتلال إلا أن يخضعوا لمطالبنا وخاصة في ظل الرأي العام الإسرائيلي، وأهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، لكنها لعبة عض أصابع، وحرب نفسية لمن يصبر أكثر."
مشيرًا إلى أن المحتل يسعى لتبخيس ملف الأسرى قائلًا: "يحاولون تبخيس هذا الملف، الاحتلال يسعى لذلك، ولكن تعلمون أن إخوانكم في قيادة المقاومة، خاصة في قيادة الحركة الفريق الذي يدير هذا الملف من قيادة الحركة يجتهد في أن يوصل هذه الصفقة لبر الأمان، وإلى أن نراكم أحراراً بإذن الله، ونجبر الاحتلال أن يدفع الثمن بالإفراج عنكم وضمان حريتكم وإن شاء الله نزيد من الصلابة والإصرار وسنسعى؛ بل نسعى إلى أن نمتلك المزيد من الأوراق مما يجبر الاحتلال على وقف تسويفه ومماطلته، وهذا التباطؤ الذي نراه والإعاقة منه، وليس من إخوانكم."
وتابع مشعل مخاطبًا الأسرى: "نحن حريصون عليكم، وأن ترو الحرية قريباً -إن شاء الله-، ولكن هذا العدو المماطل المخادع الذي يحاول أن يتجاهل معاناتكم، وأن يبخس ما نملك، ولكن لن ينجح نحن الذين سننجح -بإذن الله- فالصبر الصبر، ولن نكتفي بما نملك؛ فالحركة تسعى لامتلاك المزيد من الأوراق التي ترفع سقف مطالبنا من أسرنا وأسيراتنا -بإذن الله تعالى-."

وعن سؤاله عن مدى الاستفادة من تجربة وفاء الأحرار الأولى قال مشعل: "العاقل من يستفيد من تجربته، والخبرة هي تراكم، وأين كنا وأين أصبحنا، وربنا سبحانه وتعالى، منّ على نبيه صل الله عليه وسلم- ويمنُّ علينا، وعلّمك ما لم تكن تعلم، وكان فضل الله عليك عظيما."
وأكد بأن حماس استفادت من تجاربها السابقة في محاولات الأسر التي نجح قليل منها، وفشل كثير منها، وبعضها نجح وفي الاخير جرت المواجهة كما في فاكس مان وتوريتادو كذلك الخبرة تراكمت وتعاظمت في البعد الفني العسكري الأمني الاستخباري، وكذلك التقني الذي يساعدنا على النجاح في أسر جنود الاحتلال."

وأكد بأن الخبرة تعاظمت في لعبة عض الأصابع، وفي التفاوض المرير مع عدو مجرم كالعدو الصهيوني.
واستذكر مشعل عملية التفاوض في عام 2006 على صفقة شاليط قائلًا: " عندما بدأنا التفاوض بعد 2006يعني بدءًا من قول البعض في منطقتنا العربية والدولية (أعيدوا هذا الولد إلى أهله)"؛ لتنجو غزة من ردة فعل إسرائيل والبعض أراد يعني أن نقوم بخطوة إنسانية، وكأن الواجب الإنساني علينا، وليس على كل الأطراف على عدونا نحن الضحية وهو الجلاد والمحتل، ثم دخل بعض الوسطاء كأفراد وكدول والصليب الأحمر وهيئات مختلفة، وكانت العروض محدودة إلى أنه بفضل الله تعالى نجحنا في 2011وعبر الوسيط المصري في أن نحصّل أعلى سقف ممكنًا من خلال تبادل شاليط بأسرانا وأسيراتنا بفضل الله تعالى."
وتابع بأن "الخبرة تعاظمت ومعرفتنا بنفسية العدو وأساليبه -إن شاء الله- ننجح والخبرة في أسر الجنود، وفي التفاوض وفي عض الأصابع، وإدارة المعركة النفسية هذه بتعاظمها لدينا وإن شاء الله ينجح إخواننا أيضا من فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرون في أن نصل نحن وإياهم إلى هدفنا الكبير ضمان حريتكم وأن ننجح في هذا الوعد وهذا الوفاء وفي الالتزام بإذن الله."

وعند سؤاله عن متابعة حركته لحالة الأسرى ومعاناتهم في ظل جائحة كورونا التي اجتاحت السجون؟
قال مشعل: "لا حول ولا قوة الا بالله والله .. هذا جرح دامي السجن وحده معاناة وألم وعذاب وابتلاء كبير فكيف مع الكورونا."
وتابع مشعل: "من خلال اطلاعنا على حالات الكورونا من حوالينا ممن يملكون حريتهم تكون أعراض الكورونا على بعضهم صعبة جدا، فنتخيل بكل ألم وحسرة عندما يكون هذا الأسير بعيدا عن أمه بعيدا عن أبيه عن زوجته عن أبنائه، وفي ظروف قاسية في السجن، ولا يأنس بأحبابه سوى بزملائه في السجن ثم يعاني من أعراض، وآثار الكورونا القاسية الصعبة."
وأردف مشعل: "لا شك أن ذلك يؤلمنا وخاصة بعد أن رأينا الكورونا اجتاحت عدداً من السجون يعني جلبوع ورامون والنقب في رامون القسم (4) 90 شخصًا مصابًا بكورونا، ومن أكثر من تألم وعانى بسبب أعراض الكورونا أخونا أيمن سدر (55) عامًا، ومسجون منذ عام 1995، سجن وعمره 26. 
وقد أرسل مشعل له التحية ودعا له ولكل من أصيب بالكورونا قائلًا: "وأنا أدعو لكم جميعاً ممن مرض بالكورونا والسرطانات والأمراض المختلفة كان الله في عونكم، وفرج الله عنكم، والله مهما فعلنا نحن مقصرين من أجلكم، ولكن نسأل الله أن يعيننا وأن يجعل بدنا قوية وبصيرتنا نافذة، وعزمنا ماضيًا -بإذن الله تعالى- نحن لا ننساكم نتابع حالتكم -إن شاء الله- ما تعانون منه أجر على أجر، أجر الجهاد وأجر الأسر وأجر الصبر وأجر المرضى؛ لينقيكم الله سبحانه وتعالى، ولكن لا نسعد ولا تهنأ نفوسنا إلا بعد أن نراكم محررين -بإذن الله تعالى- معززين مكرمين وتعودوا لأهلكم وأحبابكم كان الله في عونكم -إن شاء الله- أنتم في قلوبنا، وعلى رأسنا ونأمل ونرجو، ونعمل من أجل حريتكم عما قريب بإذن الله تعالى."

وفي ختام المقابلة قال مشعل موجهًا تحيته للأسرى جميعًا قائلًا: "لا يسعني إلا أن أكرر الشكر لكم أيها الأحبة أنتم من أعطيتموني هذه الفرصة أنتم الأسرى؛ لأحدثكم عن قضيتكم لأذكركم بواجبنا نوحكم، وأعبر لكم عن محبتنا الفياضة نحوكم."

وجاء مشعل على ذكر المصالحة والانتخابات قائلًا: " نحن مقبلون على مسار مصالحة ومسار انتخابات نسأل الله تعالى أن ننهي ما نعاني من انقسام بغيض، وأن ننجح في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية على أسس سليمة تبدأ بالانتخابات على مستوى السلطة ومنظمة التحرير، وتجديد ديمقراطيتنا، وأن نصل إلى مرحلة نكون فيها شركاء في القرار السياسي والقرار الميداني، والقرار النضالي، ونسعى من أجل حريتكم معا بجهود مشترك، ونتحرك بقرار سياسي منحاز لثوبتنا الوطنية، منحاز بحقوقنا منحاز الخطوط الحمر الأساسية في قضيتنا الفلسطينية، وهي الارض والقدس وحق العودة وتحرير الوطن والمقدسات والمقاومة وملف الأسرى، وكذلك أن نتحرك من أجل كل أمورنا معكم فنسأل الله تعالى أن يعجل بالفرج، وأن يعزز برنامج للمقاومة الذي تتطلع إلى استعادتها في فوج كبير غزة، ناضلت وتناضل الضفة رغم ظروفها الصعبة، وأهلنا في الداخل والخارج عليهم مسؤولية كبيرة."
وأكد مشعل بأن الشعب الفلسطيني قضيته الطبيعية أن تكون قضية تحرر، طالما أنه يعيش تحت الاحتلال قائلًا: "نحن أبناء شعب يعيش تحت الاحتلال فقضيتنا الطبيعية هي التحرر والتحرير، وأن المقاومة خطنا الاستراتيجي وثوابتنا الوطنية برنامجنا السياسي، وحدتنا الوطنية، إنهاء الانقسام، استعادة ديمقراطية، وتعزيزها على مستوى المنظمة والسلطة، والتحامنا مع

أمتنا ودول الطوق والتحامنا مع العالم، تفاعلنا وتحاورنا مع العام من أجل قضيتنا، هذه أولويتنا آلتي نشهدها، وما نشهد هذه الأيام من خطوات نحو المصالحة ما هي إلا جزء من هذا المشوار الكبير."


وقد نعى مشعل الشيخ عمر البرغوثي "أبو عاصف" قائلًا: "أعزي نفسي وأعزيكم أيها الأسرى، وأعزي أبناء شعبنا، وأعزي عائلة فقيدنا الكبير الشيخ المجاهد الشهيد (بإذن الله) عمر البرغوثي أبو عاصف، الذي لقي ربه؛ بسبب الكورونا، وهو بذلك أسأل الله له أجر الشهادة."
كما استذكر مشعل تاريخ البرغوثي النضالي قائلًا: "هذا البطل الذي عرفتموه في سجون الاحتلال، قضى سنوات طويلة، عاش مجاهدًا، داخل السجن وخارجه، صامدًا، صابرًا، محتسبًا."

وأشاد مشعل خلال المقابلة بأسرته التي شكلت تاريخًا ذاخرًا بالتضحية ككل الأسر الفلسطينية، فقال: " أضاف لمسيرة عطائه أسرة عظيمة، زوجته الصابرة المحتسبة أم عاصف التي أعزيها ووأعزي أبناءها وأهلها الكرام، وكذلك هو والد الشهيد البطل صالح البرغوثي، ووالد الأسير البطل عاصم البرغوثي -فرج الله عنه وعن إخوانه جميعًا- وشقيق الأسير البطل نائل البرغوثي -عميد الأسرى في سجون الاحتلال- فهذه أسرة عظيمة كريمة، وأسر شعبنا كلها دائمًا نفخر بعطائها."

وتابع مشعل : "رحم الله فقيدنا الكبير، وعوضنا الله خيرًا، وجعل بركته في أسرته وأحبابه وأبناء شعبه."








جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023