22 أكتوبر 2024, الثلاثاء 1:27 م
بتوقيت القدس المحتلة
المستجدات
الروبوتات بديلاً عن الجنود

يديعوت أحرونوت
اليكس فيشمان
ترجمة حضارات


مركبات جاكوار ذاتية القيادة التي تقوم بدوريات وتطلق النار بأمر من بعيد طائرات "تسور" المسيرة التي تقوم بفتح المحور بالقرب من السياج المزدوج مستشعرات متطورة تجمع المعلومات الصوتية وعائق هائل لعشرات الكيلومترات، فوق الأرض وعميقاً تحتها أكثر من مليوني كوب من الخرسانة و 120 ألف طن من الحديد وحوالي 5.3 مليار شيكل تم استثمارها في مشروع "وهج جنوبي"، وكل ذلك لغرض واحد: ابتداء من الصيف القادم، لن يتمكن أحد من قطاع غزة الدخول إلى "إسرائيل".

قال العقيد يوآف برونر قائد اللواء الشمالي في فرقة غزة "هذا جزء من التاريخ." في راحة يده 3 فوارغ من طلقات رشاش التي كان قد التقطها للتو من الممر الترابي بين السياجين الحدوديين، وسلمها لضابط القصاصين الرائد ابراهيم الهواشلة. 

يقول برونر: "هذه هي أول ثلاث رصاصات أطلقها ' جكوار ' في أول محاولة تشغيلية على هدف في منطقة السياج الأمامي للقطاع".

من الواضح لكلا الضابطين أنه من الآن فصاعدًا، قد بدأ عهداً جديداً في كل ما يتعلق بالدفاع عن حدود الدولة بشكل عام، وعن حدود قطاع غزة بشكل خاص.

جاكوار هو في الأساس روبوت - عربة تحمل أجهزة استشعار وكاميرات وأنظمة أسلحة قادرة على التعامل مع الإرهابيين والمتفجرات والعقبات على السياج الحدودي.

هو يعرف كيف يفعل كل شيء بمفرده، بشكل مستقل، ولكن فقط أمر اطلاق النار الوحيد الذي سيحصل عليه من غرفة القيادة (غرفة الحرب). 

في غضون عام إلى عامين، ستتجول مثل هذه "الجاغوارات" حول قطاع غزة لتحل محل الدوريات الروتينية لقوات الأمن الميدانية المتنقلة والراجلة، والتي تشكل هدفاً للعبوات المتفجرة والكمائن ونيران القناصة، سوف تحلق فوق "جاكوار" طائرة مسيرة بشكل دائم، والتي ستوفر لهم صورة عن التهديدات في قطاع النشاط - سواء بشكل مباشر أو من خلال غرفة الحرب.

حتى الإجراء الإشكالي المتمثل في فتح المحور في ساعات الصباح الباكر، والذي يتضمن تهديدات ومفاجآت، لن يتم تنفيذه بواسطة قصاصي الأثر.

في غضون بضعة أشهر، سيقوم بذلك "كولوجو" تسور( وهي طائرة مسيرة كبيرة مزودة بكاميرات عالية الجودة وأجهزة استشعار أخرى، والتي ستطير على طول المحور وترسل إلى غرفة المراقبة صورة مفصلة تسمح بتحليل المنطقة والتغييرات التي حدثت خلال الليل، سيتم تحليل الصور بواسطة قصاص أثر وخبير تشفير، وهو رجل مخابرات.

سيتم نشر الجنود على طول الحدود فقط لأنشطة غير تقليدية مثل إحباط محاولات التسلل، والدوريات على عمق بضع عشرات من الأمتار داخل القطاع من أجل تفكيك العبوات أو ما شابه.
الروبوتات القاتلة التي ستحل محل البشر هي قطع صغيرة مقارنة بالأحجية الضخمة للعائق المحيط بغزة، والذي سيتم الانتهاء من بنائه هذا الصيف.

هذا العائق، وهو الأول من نوعه في العالم، سيغلق قطاع غزة برًا، لكن استكمال المشروع الوطني الضخم، الذي كلف ثلاثة مليارات ونصف المليار شيكل، هو أيضًا اعتراف من دولة إسرائيل بعدم وجود فرصة لتطبيع العلاقات مع الفلسطينيين، على الأقل في قطاع غزة، للعشر سنوات القادمة.
في حين أن هذا نظام أسلحة - وهذا الحاجز ليس سياجًا بل نظام أسلحة دفاعي - فقد يكون له تداعيات سياسية بعيدة المدى. 

إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها؛ فمنذ الصيف المقبل لن يتمكن أحد من التسلل من قطاع غزة إلى إسرائيل، تحت الأرض أو فوقها. باستثناء المعابر الرسمية والخاضعة للرقابة، سيتم إغلاق غزة بإحكام. 

من الناحية النظرية، إذا تم تشكيل حكومة هنا ذات يوم، وقررت إغلاق بوابات غزة والتخلص من المفتاح، فستكون قادرة على القيام بذلك، على المستوى التقني على الأقل.

المرونة للمستوى السياسي
العائق هو نظام سلاح استراتيجي، وهكذا يتم التعامل معه في المنظومة الأمنية.

حالما لا يكون هناك تهديد مباشر لاختراق المستوطنات أو خطر الاختطاف، يقل الضغط العام ويمكن تنفيذ الإجراءات العقابية والرادعة من الجو، وبالتالي اختصار الدخول البري.

ترك القائد العام للقيادة الجنوبية المنتهية ولايته، هرتسلي هاليفي، لسلفه اللواء اليعازر توليدانو، إرثًا مزدوجًا: خطة عملياتية شاملة لتدمير القوة العسكرية لحماس في غزة، إلى جانب خطة لتحسين جودة الحياة في القطاع من أجل اجتثاث الدافعية لاستخدام العنف ضد إسرائيل. 
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي أعد خططًا تفصيلية لعملية واسعة النطاق في قطاع غزة، إلا أن العائق يجعل من الممكن الحفاظ على هذه الخطط للمواقف القصوى التي يقرر فيها المستوى السياسي استبدال نظام حماس، وليس فقط ردعه وكسب فترة أخرى من الهدوء.

على الرغم من الخطاب المثير لقيادة حماس، فإن المنظمة تكثف بشكل أساسي جهودها الدفاعية وأسلحتها الصاروخية لمنع نفسها من الإذلال وربما حتى فقدان السلطة نتيجة الفشل العسكري.

إذا نجحت العقبة الجديدة في تفادي حاجة إسرائيل إلى عملية برية كبيرة في قطاع غزة، فإن جميع استثمارات حماس الضخمة في مجال الدفاع - إنشاء مدينة تحت الأرض في غزة، والكمائن، والمنظومات المضادة للدبابات وغيرها - ستبدو غير ضرورية.

في نهاية المطاف، سيطالب الجمهور في قطاع غزة بتفسيرات - لماذا لا تعمل الأموال على تحسين مستوى المعيشة؟ لذا فإن الحاجز حول غزة، مثله مثل القبة الحديدية، يمنح القيادة السياسية هامش قرار أوسع قبل اتخاذ قرار بشأن العمل العسكري البري في القطاع.

إن الحكومة التي تقرر الانفصال النهائي عن قطاع غزة ستكون قادرة على إغلاق أبوابها والتعامل مع حدود قطاع غزة مثل الحدود اللبنانية. أو بعد ذلك يحدث نظام ردع عسكري بين "إسرائيل" وقطاع غزة، يتم تعزيزه بين الحين والآخر في جولات من النيران.

مكالمة عاجلة من قائد الفرقة

مع اكتمال الجدار، الذي ظل قيد الإنشاء منذ أربع سنوات ونصف، ستمر الأيام التي كانت كل لمسة على السياج الاستقرائي تدخل سكان الغلاف في نفس القطاع على أهبة الاستعداد داخل المنازل. سيبقى التهديد في إطار الأسلحة الصاروخية: الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيرة الحاملة للقنابل، إلى جانب محاولات عبور السياج بالمظلات أو الطائرات بدون طيار ومحاولات الهجمات من البحر> 

لكن الكابوس الكبير - اقتحام القوات الخاصة أو دخول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى الأراضي الإسرائيلية – لن يكون موضوعياً. الصور التي شوهدت هنا قبل ثلاث سنوات بالضبط، عندما اقتحمت حشود من الفلسطينيين حدود قطاع غزة في محاولة لاختراقها- لن تتكرر.
بدأت "مسيرات العودة"، التي قُتل خلالها أكثر من 300 فلسطيني وجرح حوالي 27 ألف شخص، في "يوم الأرض"، 30 آذار / مارس 2018. وقتل في ذلك الوقت سبعة اشخاص في حوادث وقعت في محيط قطاع غزة. جنود ومدنيون، وأصيب المئات. 

انضمت حماس إلى الأحداث في مرحلة لاحقة وعملت على تنظيمها بما يتناسب مع حاجاتها ومصالحها. تلاشى الثوران الشعبي أواخر عام 2019 واختفى مع انتشار كورونا. لكن أسبابه باقية. 

كورونا لم يحسن أوضاع السكان في القطاع والعنف سيعود.

يتذكر العميد عيران أوفير، رئيس إدارة الحدود في وزارة الدفاع، أنه "قبل شهر من يوم الأرض في عام 2018"، تلقيت مكالمة هاتفية عاجلة من قائد فرقة غزة: "عشرات الآلاف من الفلسطينيين سيتجمعون عند معبر كارني من أجل الدخول إلى "إسرائيل"، ماذا ستفعلون؟!

كان الحل الوحيد في ذلك الوقت هو الدخول في سباق مجنون مع الزمن لبناء عائق بطول 3.3 كيلومتر في منطقة كارني مصنوع من ألواح فولاذية بسمك اثنين ونصف ملم وسياج فوقه.

انتقل مصنع الصلب إلى منطقة كارني، عمل ليل نهار وأكمل بناء الجدار الفولاذي قبل يومين أو ثلاثة أيام من يوم الأرض. هذا الارتجال أنقذ " إسرائيل" من كارثة كان من الممكن أن تصاحبها مجزرة ".

كان أوفير العنوان الطبيعي، قامت الإدارة التي يرأسها منذ عام 2002 ببناء أكثر من 1000 كيلومتر من "السياج الذكي" حول " إسرائيل" من أصل ( 1500 كيلومتر من الحدود). في عام 2018، استثمرت إسرائيل بالفعل في بناء جدار غير عادي حول قطاع غزة. لكن ذلك كان مجرد البداية.

كانت فكرة بناء العائق نتيجة صدمة الأنفاق في عملية الجرف الصامد. في أواخر العام 2014، قدم الجيش خطة لبناء حاجز ضد الأنفاق من غزة بمبلغ خيالي قدره 22 مليار شيكل كما هو متوقع، لم تتم الموافقة على الخطة وتم إرسال الجيش للقيام بواجبه البيتي وإيجاد شيء ما بثمن أكثر واقعية.

في نهاية العام 2016، تم إجراء أول تجربة لمفهوم الحاجز الجديد، والذي وُلد في إدارة الأسوار والحدود.

دار الحديث عن أعمال بقيمة ثلاثة مليارات شيكل ستستمر من ثلاث إلى أربع سنوات، إلى جانب تقوية السياج الحدودي الاستقرائي القديم على محور "هوفرس" (الجدار القديم حول الحدود البرية مع غزة)، والذي لم يشكل عائقاً حقيقياً، تضمنت الخطة بناء سياج جديد بعمق عشرات الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية، على امتداد 60 كم من الحدود.

اتخذ القرار أن يتم تقسيم الجدار إلى قسمين: جدار أرضي يسمى " قبا" (جدار خرساني استقرائي) وفوقه جدار فولاذي، وهو في الواقع نسخة طبق الأصل من السياج الحدودي مع مصر) "الساعة الرملية" ( تلك التي أوقفت المتسللين من سيناء).

تم تعلم تقنية الحفر تحت الأرض من قبل المهندسين من خلال مراقبة بناء أساسات الأبنية المرتفعة في تل أبيب، لكنها ليست مجرد صب خرساني: يشمل العائق الأرضي أنظمة من أجهزة الاستشعار القادرة على اكتشاف الحركة نحو الحدود في وسط الأرض على عمق عشرات الأمتار.

منذ بدء العمل، في عام 2017، تم الكشف عن 21 نفقًا هجوميًا آخر في اتجاه "إسرائيل".

 أصبحت الأنفاق جزءًا من سباق تسلح بين إسرائيل وحماس، سينتهي هذا العام باستكمال مشروع الجدار المسمى " الوهج الجنوبي "Southern Glow".
معظم السياج تحت الأرض قائم بالفعل. بدأت حماس تدرك أن شيئًا ما يتغير، ومن المحتمل أن أفرادها يدرسون كيف يمكن تجاوز هذا الجدار الخرساني أو اختراقه.

المستشعرات (المجسات) في غرفة مراقبة فرقة غزة تخبر مسؤولي المخابرات عن النشاط الذي يحدث على عمق عشرات الأمتار تحت سطح الأرض.

يذكرنا عمل المستمعين بعمل رجل السونار في الغواصة، الذي يكتشف التهديدات بناءً على تحليل الضوضاء الذي يلتقطه.
تشير صورة الضوضاء، التي تظهر أيضًا على الشاشة، إلى طبيعة النشاط الذي ينتجها.

على سبيل المثال، ضوضاء حفر، هنا يدخل قسم الاستخبارات مجالًا قديمًا جديدًا يُعرف في اللغة المهنية باسم "أكينت" - الاستخبارات الصوتية.

لا يمكن اختراق السياج الأمامي - على عكس السياج الاستقرائي - إلا عن طريق اقتحام "ساخن" بكمية كبيرة من المتفجرات. 

من المرجح أن أبناء النخبة - القوات الخاصة التابعة لحماس الذين من المفترض أن يقتحموا مخيمات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات في الغلاف، يتدربون على اقتحام من هذا النوع.
لكنهم لن يحتاجوا فقط إلى قدر كبير من المتفجرات، بل سيتعين عليهم أيضًا عبور السياج الاستقرائي، وعبور منطقة القتل بين الأسوار، وعندها فقط عليهم البدء في معالجة السياج العلوي. معظم المدنيين الذين عبروا السياج عالقون داخل هذه المنطقة من الأرض. عند الانتهاء من الأعمال، في غضون بضعة أشهر، سيتم أيضًا إغلاق الفجوات التي لا تزال موجودة في الجدار الأمامي.

في بعض أجزاءها، وخاصة تلك التي تواجه التجمعات الإسرائيلية، تم بناء جدار يمنع القناصين من إطلاق النار على التجمعات ولا تسمح للمواطنين - على جانبي الحدود - برؤية بعضهم البعض. الجدار الأمامي مرتبط بالكاميرات ومواقع إطلاق المدافع الرشاشة الثقيلة التي تعمل عن بعد، من غرفة الحرب.

خلف السياج، داخل الأراضي "الإسرائيلية"، توجد عشرات الرادارات التي تتمثل مهمتها في رصد التحركات من قطاع غزة باتجاه السياج.

تم بناء مواقع قناص محصنة على السدود الترابية داخل وخارج منطقة القتل. 

علاوة على الحدود الشمالية للقطاع، في البحر، تم بناء رصيف بطول 200 متر، أقيم عليه حاجز مادي.
هذا اللسان مزود بكاميرات وأنظمة استشعار وأسلحة ثقيلة تعمل عن بعد. 

تم نشر أجهزة استشعار تحت الماء للكشف عن السباحين والغواصين. بالإضافة إلى كل هذا، فإن بالونات المراقبة تنتشر باستمرار فوق غزة.

هذه الأنظمة مدعومة بغرف حرب محصنة مبنية على طول حدود غزة وعدد كبير من الأعمدة التي تم تركيب أنظمة إلكترونية عليها تخدم جميع الجهات المعنية بجمع المعلومات ومراقبة ما يجري في قطاع غزة - من سلاح الجو الى الشاباك، وحتى شرطة "إسرائيل". 

بالمناسبة، يوجد أكثر من 1200 من هذه الأعمدة على طول حدود الدولة، ويتم تشغيل حوالي 80 غرفة حرب والتي تكشف ما يحدث عبر الحدود.

إلى كل ذلك تنضم المكونات المختلفة للروبوتات - الطائرات المسيرة، الجاغوار والمزيد - والتي تؤدي بعض أنشطة الأمن الميداني بدلاً عن الجنود. مع مرور الأيام، ستعرف كل هذه الأنظمة الذكية كيفية التحدث مع بعضها البعض، حتى أن الضباط والضابطات الجالسين في غرف الحرب لن يتلقوا فقط صورة عن الوضع ولكن أيضا توصيات للعمل.

يتم تغذية العائق المحيط بغزة، بجميع مكوناته، من مصدر طاقة مستقل، منفصل عن التيار الكهربائي في إسرائيل، حتى لو كان هناك ضرر في خطوط الكهرباء، فإن هذا النظام سيستمر في العمل.

تم بناء العائق على مدار الساعة (24 ساعة يومياً)، ما عدا أيام السبت. استخدم 1500عامل، معظمهم من الأجانب، عملوا على فترتين ليلا ونهارا. وظفت إدارة الحدود، بالتعاون مع وزارة الدفاع، حوالي 20 مقاولاً رئيسيًا، وظفوا بدورهم مئات آخرين.

أقيمت ستة مصانع خرسانية في المنطقة، وتم تنفيذ الأعمال في 28 موقعا في نفس الوقت. من أجل السماح ببناء الجدار تحت الأرض، تم حفر 75 حفرة عميقة بهدف اختبار الأرض.
تم شراء معدات حفر لم تكن موجودة في إسرائيل حتى ذلك الحين. وإجمالاً، استثمرت "إسرائيل" في الأرض المحيطة بغزة أكثر من مليوني متر مكعب من الخرسانة - وهي كمية تسمح ببناء طريق إسمنتي للمشاة من تل أبيب إلى أثينا. 

تم استخدام حوالي 120 ألف طن من الحديد - وهي كمية يمكن استخدامها لبناء 12 برج إيفل. 

لا يوجد مثل هذا العائق في أي مكان في العالم، ولا حتى على الحدود بين الكوريتين.

تكلفة إقامة العائق - 5.3 مليار شيكل - تعادل ثمن 4 طائرات للتزود بالوقود اشترتها إسرائيل من بوينج، هذا أيضًا سعر 12 بطارية قبة حديدية.

الأمن يكلف المال، والكثير.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023