الوطن لا يحتمل تأجيل الانتخابات
بقلم ناصر ناصر
30-3-2021
تكررت في الساعات الأخيرة تصريحات بعض القادة والمسؤولين الفلسطينيين ومنهم عزام الأحمد والمالكي والمجدلاني التي تفيد بإمكانية تأجيل الانتخابات؛ بسبب الرفض الاسرائيلي لعقدها في القدس، وكأن هذا الرفض قد جاء في اللحظات الأخيرة، وكأنه لا يوجد توافق وطني على تحدي القرار الاسرائيلي وإجراء الانتخابات -وتحديدا في القدس - عن طريق " المقاومة " لا عن طريق التسهيلات الاسرائيلية، فالقدس كانت اولاً وقبل كل شيء في ضمير الفلسطينيين وأحرار العالم، ونأمل أن لا تعبر هذه التصريحات عن الموقف الرسمي والسائد لدى الأخوة في حركة فتح، فالوطن لا يحتمل تأجيل بدء عملية إنهاء الانقسام من خلال الانتخابات، كما نتمنى أن يستطيع الإخوة في فتح تجاوز بعض المخاوف والعقبات والتي قد تزين لبعضهم خيار ضرورة تأجيل الانتخابات.
وهنا لا بد من القول:
- أولاً: الانتخابات هي الطريق شبه الوحيد حاليا؛ لإنهاء الانقسام ولتعزيز التماسك الفلسطيني داخل الفصائل وبين الفصائل أنفسها، كما من غير المتوقع ان يستطيع حزب واحد فقط كحماس أو قائمة " القدس موعدنا " الفوز وحدها بأغلبية الأصوات نتيجة نظام التمثيل النسبي، وقد يكون السبب الوحيد في قيام حماس بعرض قائمة مكونة من 132 مرشحاً هو رغبتها في مواجهة احتمالية راجحة بقيام الاحتلال باعتقال الكثير من أبنائها وبالتالي يحل مكان المعتقل من يليه في القائمة، بمعنى آخر: ليست رغبة حماس في السيطرة والتفرد هي ما دفعها لعرض قائمة كاملة.
- ثانياً: التوافق الوطني المسبق يحتم التعاون والشراكة بين كافة الأطراف ويعزز مبدأ الشراكة بدلا من المغالبة مهما كانت نتائج الانتخابات.
- ثالثًا:إنّ تأجيل الانتخابات لا يعالج أي مشكلة داخلية لهذا الفصيل أو ذاك، وسيعزز عملية تراجعه وتآكل مصداقيته الأخلاقية والوطنية، بل إنه قد يؤدي في لحظة من اللحظات لانفجار غير متوقع وغير مرغوب فيه لكافة أوضاعه التنظيمية، فالشجاعة والحسم، بل الحكمة والفطنة تتطلب التمسك بالتوافق الوطني وبمرسومات الرئيس عباس بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وهذا ما نتمناه بل ونتوقعه من أحرار فتح وهم الغالبية الساحقة من أبنائها وكوادرها.
وأخيرا فان واجب اللحظة الديني والوطني والانساني يتطلب من كل المخلصين بذل الجهد واستنفاذ الطاقة من أجل إنجاح الانتخابات في موعدها، وتعزيز الآليات الوطنية لعقدها في القدس رغم إجراءات الاحتلال الغاشمة، فهذا هو الانتصار الوطني الحقيقي، والذي ينزع من الاحتلال ورقة إفشال عملية تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال إفشال الانتخابات.