مسار الانتخابات والمصالحة -عشر إنجازات للضفة تستحق الشكر والمباركة

​​​​​​​

بقلم/ أحمد أبو عبادة.

الصيف الماضي بادرت قيادة حركة حماس للدعوة إلى إنهاء الانقسام ورص الصفوف لمواجهة مخططات الضم وصفقة القرن، ولاقت هذه الدعوة قبولًا في أوساط قيادة فتح -إذ كانت تحقق لها بعض المصالح المرحلية- وعلى إثر ذلك حصلت لقاءات إسطنبول، وقدمت قيادة حماس تنازلات ومرونة سياسية عالية وعينها على إحداث اختراقٍ ما في الضفة يعيد إليها زخم العمل المقاوم، وينقذها من مشاريع الضم ... وقد انتقد كثير من أبناء وكوادر الحركة مستوى المرونة المبالغ فيه، ووصل الأمر للتشكيك في جدوى المسار، وكان هذا النقد في المجالس المغلقة وفي منصات التواصل الاجتماعي المفتوحة، *إذ انتقد كثير من الإخوة:
- اعتماد الانتخابات كمدخل لإنهاء الانقسام وليس العكس.
-تنازل الحركة عن شرط التزامن في الاستحقاقات الثلاثة.
- الإصرار على مسار الشراكة والانتخابات بالرغم من إعلان السلطة العودة إلى التنسيق الأمني.
-تأجيل بعض استحقاقات الشراكة كالرواتب والمفصولين وعقوبات غزة.
- التوجه لنقاش إمكانية النزول في قائمة مشتركة مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية.

ولأن القيادة هي من تملك النظرة البعيدة، وتعلم أن ما ينتقدها عليه الناس اليوم سيشكرونها عليه غدًا، مضت قيادة الحركة ثابتة الخطة في هذا المسار حتى وصلت إلى قطف ثمار إنجازات مهمة -بغض النظر ما إن كان المسار سيستكمل أم سيعطل- وأهمها:
1. أعادت أجواء الانتخابات وجهود تشكيل القائمة والإعلان الموفق عنها روح العمل والمبادرة والإيجابية لأبناء الضفة والتي كانت مفقودة على مدار "15" عامًا مضت، وأنهت جو من التشاؤم والسلبية والرهبة خيم على خطاب وسلوك أبناء الحركة.
2.أعادت الثقة لأبناء الحركة بأنفسهم وقيادتهم التي أدارت دفة العمل السياسي بكل تجاذباته باقتدار بما خدم مصالح الحركة وحشر خصومها في الزاوية.
3.نجح هذا المسار بإعادة شرعية الحركة اجتماعيًا في الضفة، وأعاد لها شرعيتها التنظيمية ووزنها وهيبتها في نفوس وقلوب أبناء السلطة والأجهزة الأمنية قبل الشارع العام، وكان عنوانًا لفشل كل أجندات الشيطنة والإقصاء والتعامل مع الحركة ككيان محظور.
4. نجح المسار باستصدار مرسوم الحريات الذي أثر إيجابًا على نشاط الحركة على الأرض، إذ أن ما تتمتع به الحركة اليوم من حريات -على ما فيه من ملاحظات- كان حلمًا قبل أشهر وأعوام.
5.نجح المسار بتسوية ملفات قضائية لكثير من أبناء الحركة في المحاكم التابعة للسلطة وعلى رأسهم الإخوة من قلقيلية.
6. رفع المسار من مستوى قبول الحركة دوليًا خاصة عند الدول الضامنة للاتفاق، وظهرت كحركة تقف عند مواقفها وجاهزة دومًا لأي استحقاق انتخابي وتداول للسلطة.
7.نجح المسار بحل أزمة قرار حل التشريعي وما ترتب عليه من وقف لرواتب النواب، كذلك ثبت رؤية لحل أزمة رواتب الأسرى والمفصولين.
8. وضع المسار خصوم الحركة الإقليميين والمحليين في الزاوية وأحرجهم إحراجًا شديدًا وهم الذين ظنوا أن "15" عامًا من القمع ستضع الحركة في الزاوية.
9.أظهر المسار مدى تفكك وضعف معسكر التسوية، وبشر بمرحلة قريبة جدًا يفقد فيها هذا المعسكر تصدره واحتكاره غير الشرعي للقرار الفلسطيني.
10. أجبر المسار حركة فتح على قبول وتبني مبدأ المناصفة مع حركة حماس في مراكز القرار الفلسطيني (40% - 40%) وأصبح قاعدة ومنطلق لأي اتفاقات مستقبلية حول السلطة ومنظمة التحرير.

لكل ما سبق حُقَّ لأبناء حماس الاحتفال والمباركة، وكان لزامًا علينا أن نتوجه إلى قيادة الحركة بالشكر والمباركة ونقول:
"جزاكم الله عنا وعن حماس وعن الضفة وعن فلسطين خير الجزاء".



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023