تُرك في الشجاعية-ما زال وقع المعركة يُذكر بطعم الهزيمة

إسلام حامد

باحث وأسير فلسطيني

بقلم الأسير: إسلام حامد

في كشف جديد لأهوال الحرب وشدة الخسائر التي أصابت العدو الصهيوني، وارتدادات كل ذلك على عناصر الجيش الصهيوني تحديدًا، وذاكرة الجمهور الصهيوني والتي تم كيها عمومًا، قام أحد عناصر لواء غولاني من الكتيبة 13 "مشاة مدرعات"، الجندي "إيتسيك سعديان" بحرق نفسه والذي أدى إلى إصابته بحروقٍ بالغة، تم إدخاله إلى المستشفى (قسم العناية المكثفة)، لتستنفر وزارة الحرب الصهيونية في محاولة منها لاحتواء هذا الحدث الذي بين هشاشة المنظومة الإدارية للجيش الصهيوني، وعدم وجود قاعدة قيمية حتى مع جنوده.
مؤخرًا قامت القناة العبرية 13 بنقل احتفالات ووقائع ما يطلق عليه يوم ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك الكيان الصهيوني، ترافق ذلك مع خبر تم بثه قبل أيام بحرق الجندي سعديان نفسه اعتراضًا على تقصير قيادة الجيش في علاجه.
البداية كانت في حي الشجاعية عندما تم استهداف ناقلة الجند التي كان متواجدًا فيها إيتسيك سعديان بقذيفتين مضادتين للدروع، وعليه قُتل من قُتل وأصيب سعديان، وعلى مدار سنوات بعد الحرب تم ترك المصابين يعانون من الجروح الجسدية، والأخطر النفسية، حتى وصل الجندي سعديان لقراره بالانتحار حرقًا استسلامًا لانهياره النفسي وحياته الكئيبة.
سعديان ومن خلال أهله تم التعليق، ذهب إلى مراكز العلاج الجسدي في البداية إلا أنهم رفضوا علاجه بحجة أن إصابته كانت تقدر ما بين 25% إلى 50%، وأن هناك أولويات للعلاج، وعلى مدار السنوات التي طالب فيها بعلاج، تحول إلى المريض النفسي كما تم تقييمه لاحقًا.
سعديان قدم كل ما يملك للدولة العبرية، والدولة قابلته بالجحود والنكران، التفسير الوحيد لذلك يدلل على عدم أخلاقية هذه الدولة حتى مع مواطنيها وبالأخص جنودها.
الجيش وبشكل مستغرب قام بسحب سلاح الجندي إيتسيك سعديان وادعى أنه مصاب بمرض نفسي قبل الالتحاق بالجيش، العائلة تعقب حول ذلك بسؤالها عن كيفية قبول الجيش تجنيد ابنها إن كان يعاني من مرض نفسي.
القرائن من كل ما سبق تقود إلى أن مصير الجنود المصابين إن كان الإهمال وصولًا إلى محاولة الانتحار حرقًا، هل يؤثر ذلك على من يرغب في التجنيد لصالح الجيش من أن يراجع حساباته حول مصيره إن أصبح مصابًا أو أبعد من ذلك إن تم اختطافه كما شاؤول أورون وهدار غولدن؟
ونحن نكتب هذه السطور يتواجد الجندي إيتسيك سعديان في العناية المكثفة بإصابته الخطيرة، ليس من الحرق فقط، بل من آثار وارتدادات الحرب التي لن تنتهي، سعديان ليس الأول ولن يكون الأخير في هذا الكيان، ومع ذلك سُمع صوته من خلال حرق جسده


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023