في طريق التصعيد مع قطاع غزة؟
19 أبريل 2021
مركز القدس للشؤون العامة والدولة
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
في نهاية الأسبوع الماضي، استؤنف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه "الأراضي الإسرائيلية" بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي كان قطاع غزة منشغلا بشؤونه الداخلية: وباء كورونا المستمر والانتخابات الداخلية داخل حمـاس.
تم إطلاق صاروخين من قطاع غزة على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة كل يوم، وسقطا في مناطق مفتوحة دون وقوع أضرار.
يميل الجيش الإسرائيلي إلى تحميل مسؤولية إطلاق النار على "عناصر متمردة"، لكن مسؤولين في قطاع غزة يقولون إنه بالرغم من عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق النار، فمن الواضح أن حمـاس تقف وراءه، بشكل مباشر أو من خلال "مقاولين - موالين".
يقول مسؤول كبير في إحدى المنظمات في قطاع غزة: حمــاس اليوم لديها سيطرة كاملة على إطلاق الصواريخ، ولن تطلق أي منظمة النار على "إسرائيل" دون إبلاغ حمــاس أولاً، والحصول على "الضوء الأخضر" منها، حتى لو نفذت منظمة أخرى، مثل الجهاد الإسلامي إطلاق الصواريخ، يجب التصدي لذلك، كأن حمـاس هي من نفذت إطلاق النار ".
وبالفعل فإن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع الأمور بهذه الطريقة، فهو يفرض مسئولية إطلاق الصواريخ على إسرائيل على حماس، بحكم سيادتها في قطاع غزة؛ لذلك هاجمت طائرات سلاح الجو مرتين أهدافًا لحركة حماس في قطاع غزة ردًا على إطلاق الصواريخ.
وما سبب استئناف إطلاق النار؟
من الصعب الحصول على رد من مسؤولي حمـاس حول أسباب استئناف إطلاق النار، لكن مختلف المعلقين في قطاع غزة، بعضهم محسوب على التنظيم، يقدمون التفسيرات التالية:
التفسير الأول: انتهت الانتخابات الداخلية في حركة حمــاس في قطاع غزة، ودخلت الانتخابات على منصب رئيس المكتب السياسي للحركة في مراحلها الأخيرة، في غضون أيام قليلة.
يحيى السنوار، زعيم حمــاس في قطاع غزة، الذي انتخب بفارق ضئيل لولاية أخرى، عاد مرة أخرى ليظهر لـ"إسرائيل" أنه لا يزال يسيطر في قطاع غزة.
التفسير الثاني: رغبة قيادة حمـاس، وخاصة يحيى السنوار، في الضغط على "إسرائيل" للإسراع في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى الجديدة بين حمـــاس و"إسرائيل".
حيث تجددت الاتصالات حول هذا الموضوع في الآونة الأخيرة بمبادرة من المخابرات المصرية وألمانيا والنرويج، وزار وفد من المخابرات المصرية قطاع غزة وتل أبيب والتقى بشخصيات بارزة في حمــاس و"إسرائيل" في محاولة لدفع الصفقة قدما.
التفسير الثالث: رد حمـــ اس على حملة الاعتقال المكثفة التي نفذها الجيش الاسرائيلي بين نشطاء حمـاس في الضفة الغربية.
وحتى الآن، اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي عشرات النشطاء، بعضهم من المرشحين على قائمة حمـــاس للانتخابات البرلمانية الفلسطينية الشهر المقبل. تهدف عملية الاعتقال الإسرائيلية إلى تعطيل فرص حمـــاس في الفوز بالانتخابات النيابية إذا تحققت.
التفسير الرابع: رسالة من حمــ اس تحذر فيها "إسرائيل" من التدخل في الانتخابات الفلسطينية والموافقة على مشاركة سكان القدس الشرقية في الانتخابات حتى لا يتمسك رئيس السلطة الفلسطينية برفض "إسرائيل" ذريعة لتأجيل الانتخابات. على عكس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فإن حمـــ اس مهتمة للغاية بإجراء الانتخابات في 22 مايو ، دون أي تأخير.
تقييم الوضع في حمـــ اس هو أن أمام الحركة فرصة جيدة جدًا للفوز في الانتخابات ، في ظل الانقسام الكبير في حركة فتح، ولا تريد "إسرائيل" أن تسلبها من احتمالية فوزها في الانتخابات؛ لذلك فإن إطلاق الصواريخ يهدف إلى ردع وتحذير "إسرائيل" عن اتخاذ قرارات أو اتخاذ خطوات تؤدي إلى تأجيل الانتخابات.
قد تكون جميع التفسيرات الواردة أعلاه صحيحة يبدو أن استئناف إطلاق الصواريخ مرتبط بنتائج انتخابات حمــاس الداخلية والانتخابات المتوقعة للبرلمان الفلسطيني، والتي يجب أن يضاف إليها السبب الدائم الذي يجعل حمــاس تعتبر نفسها بالدرجة الأولى "حركة مقاومة" ضد "لإسرائيل"؛ لذلك لا يسعها أن تبقى مكتوفة الأيدي لفترة طويلة، في نظر سكان قطاع غزة .
على أية حال، لا تنوي "إسرائيل" تغيير سياستها، وهي تعارض إجراء انتخابات نيابية في هذا الوقت وتضغط بشتى الطرق على رئيس السلطة الفلسطينية لتأجيل الانتخابات، مع الأخذ في الاعتبار احتمال رفضه واعتقالات في صفوف نشطاء حمــاس في الضفة الغربية؛ لتخريب فرص الحركة في الفوز في الانتخابات.
لذلك، ليس من المستبعد أن تشهد حمــاس في الأسابيع الأربعة المقبلة حتى الانتخابات تصعيدًا من قطاع غزة بإطلاق الصواريخ على "إسرائيل" للضغط عليها فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية الفلسطينية.