22 أكتوبر 2024, الثلاثاء 6:14 م
بتوقيت القدس المحتلة
المستجدات
عريضة مونترو والأسلمة الزاحفة للجيش التركي

الدكتور هاي إيتان كوهين ياناروتشاك

خبير في السياسة التركية الحديثة

ترجمة حضارات


أثارت العريضة التي قُدمت للمرة الثانية من قبل ضباط بحريون متقاعدون عاصفة كشفت عن توترات طويلة الأمد بين الحكومة التركية المدنية والجيش التركي، وبين خطط أردوغان لتعزيز الإسلاميين الموالين للنظام في الجيش.


 لقد أصبحت قضية حدود سلطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موضع تساؤل في السياسة التركية، وذلك في أعقاب قرار أردوغان في 20 مارس/آذار بالخروج من اتفاقية اسطنبول لمكافحة العنف ضد المرأة، وبما أن اتفاقية اسطنبول هي اتفاقية دولية صدق عليها البرلمان التركي، فذلك يطرح العديد من الأسئلة حول مصير المعاهدات الدولية الأخرى، مثل اتفاقية مونترو بشأن نظام المضيق (1936).


في الواقع، منذ أن أعلن أردوغان لأول مرة عن نيته في عام 2011 لبناء "قناة إسطنبول"، كطريق بحري مواز بديل إلى البوسفور، ازداد النقاش حول اتفاقية مونترو. [1] 

أصبحت هذه المسألة موضوعا ساخنا في 3 أبريل عندما وقع 104 من الأدميرالات البحرية التركية المتقاعدين عريضة عبر الإنترنت تحذر الحكومة من تعديل اتفاقية مونترو. [2]


وبالنظر إلى أن البيان الأخير لأردوغان حول قناة إسطنبول ووضع اتفاقية مونترو قد صدر خلال مقابلة تلفزيونية في يناير/كانون الثاني، فإنه يبدو أن توقيت الالتماس له دوافع خفية. [3] فالالتماس يتزامن مع حادثتين إضافيتين لا علاقة لهما بالاتفاقية، ويبدو أن العسكريين المتقاعدين قرروا الاستفادة من مسألة مونترو للاحتجاج على الاختراق الزاحف للجماعات الدينية الإسلامية في الجيش التركي.


مؤتمر مونترو في السياسة التركية

بدأت سلسلة الأحداث في 24 مارس/آذار عندما تم سن لائحة جديدة بشأن القبول في الكليات العسكرية التركية (أكاديميات الحرب)، حيث ألغت اللائحة الجديدة لائحة سابقةتمنع المرشحين من دخول الكليات إذا كان أفراد أسرهم ينتمون إلى "تنظيم غير قانوني مناهض للنظام"، بما في ذلك الأوامر الدينية. [4] 

وكان من الواضح أن الهدف من اللائحة الجديدة هو تمهيد الطريق أمام تلاميذ الطوائف الدينية الإسلامية التركية للوصول للرتب العليا في الجيش التركي، وبعبارة أخرى، عملت حكومة أردوغان على تسهيل تغلغل الإسلاميين الموالين للنظام في الجيش.


وفي اليوم التالي لتعديل شروط الانضمام إلى الأكاديميات العسكرية، هز حادث ثان أنقرة، حيث ظهرت على شبكة الإنترنت صور الأدميرال محمد ساري – الذي يعمل حاليا في البحرية كأدميرال للإمدادات البحرية – تُظهره وهو يرتدي الزي الرسمي وهو يصلي في نزل ديني مرتديا عمامة إسلامية وسترة. [5] 

ومن غير المستغرب أن الصحافة العلمانية التركية أعلنت أن هذه "فضيحة"، متهمة الحكومة بالفشل في استخلاص الدروس والعبر من محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 - والتي اعتبر النظام الديني لفتح الله غولن مسؤولا عنها، وجاء ذلك في أعقاب احتجاج علماني آخر ضد أردوغان، إبان إزالته صورة أتاتورك من أوسمة وأوامر الدولة في مارس/آذار.


في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، أغلق أردوغان المدارس الثانوية العسكرية، متخذًا الاحتياطات اللازمة ضد نمو "ثقافة الانقلاب" في الجيش، وأنشأ بدلًا منها جامعة الدفاع الوطني(NDU)، وقد اعتبر ذلك وسيلة لارتقاء خريجي مدارس إمام وخطيب الدينية في صفوف الجيش التركي. 

إنشاء هذه الجامعة (NDU)وضع حدا لاحتكار الطلاب العسكريين العلمانيين في الجيش التركي؛ حيث تم ترقية خريجي جامعة الدفاع الوطني بسرعة إلى رتب أعلى في الجيش، ومن أجل تحقيق ذلك، قام أردوغان بتقصير دورات الضباط من أربع سنوات إلى سنة واحدةفقط. [6] 


تقليديًا، كانت البحرية التركية تعتبر من بين الأوصياء الأساسيين للعلمانية التركية وإرث أتاتورك. ففي عام 1997، كان الأدميرال غوفن إركايا أحد الجهات الفاعلة الرئيسية في "الانقلاب العسكري ما بعد الحداثة" في 28 شباط/فبراير 1997 ضد حكومة يقودها إسلاميون بقيادة نجم الدين أربكان، ثم شغل منصب قائد البحرية التركية، ووصف الإسلام السياسي بأنه أخطر تهديد للدولة خارج حزب العمال الكردستاني الانفصالي. وبالمثل، في عام 2012، أصبحت البحرية التركية محط الاهتمام خلال تحقيق المطرقة (باليوز) عندما حُكم على 36 أميرالا و115 ضابطا بالسجن لتخطيطهم لانقلاب عسكري. [7] 

وهكذا، فإن تضاؤل الاضطرابات بين الأدميرالات المتقاعدين الذين يشهدون إرث أتاتورك لا ينبغي أن يفاجئ أحدًا.


وعبرت "عريضة مونترو" على الإنترنت عن استياء الأدميرالات المتقاعدين من انخفاض تأثير الأتاتوركية والعلمانية، ولكيلا توجه إليهم تهمة الانتماء لجماعة غولن؛ فقد شعروا بضرورة انتقاد جماعة غولن باعتبارهم إرهابيين لتسللهم إلى صفوف الجيش والقيام بمحاولة الانقلاب الفاشلة، ثم طلب الأدميرالات من الحكومة العمل ضد جميع محاولات محو الأتاتوركية، مما يعني أنهم اختلفوا مع التغيير في سياسة القبول فيما يتعلق بالكليات العسكرية، واعترضوا على فصل الأدميرال ساري.

وليس من المستغرب أن الحكومة لم تنظر إلى هذه العريضة على أنها عمل من أعمال النقد البناء، بل قامت جميع القنوات الإعلامية [8] المدعومة من كبار المسؤولين الحكوميين بمهاجمة الأدميرالات المتقاعدين باعتبارهم "بقايا ثقافة الانقلاب العسكري للجيش التركي". [9]

كان بإمكان الحكومة أن تأخذ الالتماس كتحذير ودي مهني فيما يتعلق باتفاقية مونترو فقط، ولكن بالنظر إلى ثقافة الانقلاب العسكري والذكريات السلبية الأخيرة لمحاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، فقد اختارت عدم القيام بذلك، وعلاوة على ذلك، تجاهلت تركيز العريضة على الأهمية الاستراتيجية لاتفاقية مونترو بالنسبة لتركيا والمخاطر المترتبة على نقضها بالنسبة للأمن القومي التركي.


وبدلا من ذلك، رفع مدع عام حكومي في أنقرة دعوى قضائية ضد الموقعين على الالتماس، واحتجز عشرة من كبار الموقعين، بمن فيهم الأدميرال جيم غوردينيز والمعروف بأنه أحد مهندسي عقيدة الوطن الأزرق.


مونترو، السياسة الخارجية التركية وقناة اسطنبول

وتعتبر تركيا اتفاقية مونترو نتيجة ثانوية لاتفاق لوزان للسلام لعام 1923م، ففي حين جردت اتفاقية لوزان مضيقي البوسفور والدردنيل تماما من السلاح، سمحت اتفاقية مونترو للجيش التركي باستعادة مواقعه في هذه المنطقة الاستراتيجية، وبالإضافة إلى ذلك؛ وفرت الاتفاقية لتركيا أداة دبلوماسية هامة تسمح لها بالحياد عندما تخوض الدول الساحلية للبحر الأسود حربا، وبالتالي تعتبر اتفاقية مونترو بالنسبة لتركيا بوليصة تأمين لعلاقاتها مع جيرانها في البحر الأسود بشكل عام ومع روسيا بشكل خاص.


في الماضي، كانت روسيا، العدو التاريخي لتركيا، تنظر نظرة قاتمة إلى اتفاقية مونترو، وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، طالب الاتحاد السوفياتي بإنشاء قاعدتين للجيش في المضيق وطلب تعديل الاتفاقية للسماح بحق المرور الحر للسفن الحربية عبر المضيق. [11] 

اعتبرت أنقرة هذه المطالب الروسية ضارة بالأمن القومي التركي، ونتيجة لذلك، سعت تركيا إلى الانحياز إلى المعسكر الغربي وأيدت الاتفاقية، ومنذ ذلك الحين؛ اعتبرت تركيا اتفاقية مونترو شهادة تسجيل لسيادتها في المضيق باعتبارها أراضٍ تركية.

وخلافا لمعاهدة لوزان، فإن المادة 13 من اتفاقية مونترو تتطلب من البلدان الساحلية في البحر الأسود أن تطلب إذنا تركيًّا بالمرور عبر المضيق قبل ثمانية أيام، في حين يتعين على أي دولة أخرى إبلاغ السلطات التركية قبل مرورها بأربعة عشر يوما.

في غضون سنوات، وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، بدأ موقف موسكو تجاه الاتفاقية يتغير، وبفضل بند مونترو الذي يسمح للدول الساحلية على البحر الأسود فقط بالإبحار بالسفن الحربية لأكثر من ثلاثة أسابيع في البحر الأسود، بدأت روسيا ترى في مونترو رصيدا استراتيجيا مهما، ووفقا للاتفاقية، لا يسمح بمرور حاملات الطائرات والغواصات. ومع ذلك، في 1976 و1981، سمحت تركيا لحاملات الطائرات الروسية "كييف" و"الأدميرال كوزنيتسوف" بالمرور عبر المضيق - على الرغم من احتجاجات حلف شمال الأطلسي، وفي عام 2017، سمحت تركيا أيضًا بمرور الغواصات الروسية من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط والعودة عبره. [11]


وعلى النقيض من ذلك، خلال الحرب الجورجية الروسية عام 2008، لم تسمح أنقرة لسفينتي USN"كومفورت" و"ميرسي" الأمريكيتين بالمرور عبر المضيق. وقد حال ذلك دون حدوث أزمة مع روسيا.

في عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، قيدت تركيا عمليات حلف شمال الأطلسي التي تهدف إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا، من خلال الإصرار على بند مونترو الصارم بشأن الإقامة لمدة ثلاثة أسابيع في البحر الأسود. [12] 

وبناء على ذلك، بدأ القادة الغربيون يشككون في فائدة الاتفاقية، وفي الآونة الأخيرة، في 9 أبريل/نيسان 2021، قالت الولايات المتحدة إنها قد ترسل سفنا حربية إلى البحر الأسود لإظهار التضامن مع أوكرانيا؛ وفي 9 أبريل/نيسان 2021، قالت الولايات المتحدة إنها قد ترسل سفنا حربية إلى البحر الأسود لإظهار التضامن مع أوكرانيا كاختبار آخر لتركيا في إطار اتفاقية مونترو. [13]   

وبالنظر إلى هذه الصورة الاستراتيجية، بدأ العديد من الأتراك العلمانيين الذين يتأثرون كثيرا بنظرة أوراسيا (أفراسياسيلك)، في الدعوة إلى التقارب الاستراتيجي بين تركيا والمحور الروسي الصيني، وهذا يشمل جنرالات الجيش السابقين العلمانيين والأدميرالات الذين يطلقون على أنفسهم اسم أولوسالكلار (الدولة القومية)، فهم ينظرون إلى الغرب باعتباره تهديدا محتملا للأمن القومي التركي، وهم قلقون للغاية إزاء المطالب الغربية المحتملة بالتغيير في شروط مونترو، وتشكل عريضة مونترو الأخيرة محاولة للحفاظ على الوضع الراهن في المضائق.

ومن المحتم أن يعتبر نهج أفراسياكليك هذا مشروع "قناة إسطنبول" الفخم للرئيس أردوغان تهديدًا، لأنه قد يفرض إعادة التفاوض على اتفاقية مونترو.

ومع ذلك، يرفض الرئيس أردوغان مثل هذه الصلة بين مونترو ومشروع القناة الجديد، فمن وجهة نظره، فإن القناة الجديدة لن تغير النظام في المضائق، بل إنه سيوفر لتركيا نفوذا دبلوماسيًا جديدًا من خلال منح السلطة التقديرية بشأن حق المرور في قناة إسطنبول للحكومة التركية.

وبصرف النظر عن هذه الحسابات الاستراتيجية، يسعى أردوغان إلى الحصول على دعم الجمهور من خلال التأكيد على الخطر المحيط بالحدود الذي تشكله الممرات البحرية على مدينة إسطنبول، وتقريبا، يمر 360 مليون طن من البضائع سنويا عبر المضيق، ويشمل ذلك النفط الخام والمركبات الكيميائية، وبغض النظر عن حوادث السفن المتكررة التي تلحق الضرر بالممتلكات على طول البوسفور، فإن حريق عام 1979 على سفينة النفط الخام "المستقلة" يُذكر على أنه كابوس بيئي لا ينسى بالنسبة للعديد من سكان اسطنبول.

وفي حين أن الاعتبار الإيكولوجي قد يكون مبررا مشروعا لبناء القناة الجديدة، فإن العديد من الناشطين البيئيين يعارضون بنائها لأنها يمكن أن تلحق الضرر بالنظام الإيكولوجي، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك وغيرها من الأنواع تحت الماء، كما أن مشروع أردوغان مشكوك فيه من منظور اقتصادي، ووفقا لدراسات الجدوى، تقدر تكاليف بناء قناة اسطنبول بنحو 75 مليار ليرة تركية (حوالي 9.2 مليار دولار). والإيرادات الحالية من البوسفور لا تبرر هذا الاستثمار.

الخلاصة


كشفت عريضة مونترو مرة أخرى عن توترات طويلة الأمد بين الحكومة التركية المدنية وبين الجيش التركي، وتسلط العريضة الضوء على استمرار الطابع التدخلي للجيش التركي في السياسة التركية، ويعتبر الأدميرالات -الذين وقعوا على العريضة- اتفاقية مونترو جزءًا لا يتجزأ من الإرث الدبلوماسي لأتاتورك، فهم لا يشعرون بالقلق إزاء إعادة تعديل اتفاقية مونترو لأسباب استراتيجية فحسب، بل يخشون أيضا من خرق الوضع الراهن في مونترو من أجل قناة إسطنبول التي يسيطر عليها أردوغان، والتي سوف تطغى على نجاح أتاتورك السابق بمشروع ضخم آخر لأردوغان.


ويستخدم أردوغان هذا النزاع لتحقيق مكاسب سياسية خاصة به، من خلال تصوير نفسه على أنه ضحية متكررة لتدخل القوات المسلحة التركية في المسائل المدنية، وفي الوقت نفسه، يكشف النزاع عن عمق الأسلمة الزاحفة في الجيش التركي، ففي الماضي كان على ضباط الجيش الديني إخفاء هوياتهم؛ وكان على المسؤولين العسكريين الدينيين أن يخفوا هوياتهم، أما اليوم في عهد أردوغان، فهم يجرؤون على زيارة النزل الدينية بالزي الرسمي، كما يشير التعديل الأخير في سياسة القبول في الأكاديميات العسكرية إلى المزيد من الاختراق الإسلامي لما كان معقلا للعلمانية التركية.


وفي الوقت الراهن، من المرجح أن يتمسك أردوغان باتفاقية مونترو، وسيخبرنا الوقت ما إذا كان مشروع قناة إسطنبول الفخم الذي قام به أردوغان سيسبب زلزالا في السياسة الداخلية التركية وفي علاقاته مع الغرب.



[1] “İşte Erdoğan’ın çılgın projesi”, Milliyet, April 27, 2011, https://www.milliyet.com.tr/siyaset/iste-erdoganin-cilgin-projesi-1382967 [Accessed: April 4, 2021]

[2] “103 amiralden Montrö ve Atatürk bildirisi”, Veryansın TV, April 3, 2021, https://www.veryansintv.com/104-amiralden-montro-ve-ataturk-bildirisi [Accessed: April 4, 2021]

[3] “Erdoğan: Kanal İstanbul Montrö’nün tamamen dışında olan bir şey”, Euronews, January 6, 2021, https://tr.euronews.com/2020/01/06/erdogan-kanal-istanbul-montro-nun-tamamen-disinda-olan-bir-sey [Accessed: April 4, 2021]

[4] “Harp okullarına giriş koşullarını belirleyen yönetmeliklerde kritik değişiklik”, Veryansın TV, March 24, 2021, https://www.veryansintv.com/harp-okullarina-giris-kosullarini-belirleyen-yonetmeliklerde-kritik-degisiklik [Accessed: April 4, 2021]

[5] “Tekke’deki gizemli apolet!”, Veryansın TV, March 26, 2021,

https://www.veryansintv.com/tekkedeki-gizemli-apolet [Accessed: April 4, 2021]

[6] “Cumhurbaşkanı Erdoğan: “Harp Okullarımıza Subay Yetiştirmek Dışında Misyon Biçmeye Kalkanlara…”, Haberler, November 23, 2017, https://www.haberler.com/cumhurbaskani-erdogan-harp-okullarimiza-subay-10272457-haberi/ [Accessed: April 7, 2021]  

[7] “Deniz Kuvvetleri neden hedefte”, OdaTV, December 6, 2012, https://odatv4.com/deniz-kuvvetleri-neden-hadefte-0612121200.html [Accessed: April 5, 2021] 

[8] “103 emekli amiralden haddini aşan bildiri”, Yeni Şafak, April 4, 2021,  https://www.yenisafak.com/gundem/103-emekli-amiralin-bildirisi-3616770 [Accessed: April 4, 2021]

[9] “‘Montrö bildirisi’: 103 emekli amiral ‘Montrö’nün tartışma konusu yapılacağı eylemlerden kaçınılmalı’ dedi, hükümet ve TBMM Başkanı ‘Haddinizi bilin’ karşılığı verdi“, BBC Türkçe, April 4, 2021, https://www.bbc.com/turkce/haberler-turkiye-56628996  [Accessed: April 4, 2021]

[10] İsmail Köse, “Sovyetler Birliği’nin Türk Boğazlarıyla ilgili talepleri: 1945-1946 Notaları”, Ankara Üniversitesi, SBF Dergisi, Cilt 74, No:4, 2019, pp. 1126 to 1130

[11] “Montrö Anlaşması nedir, Türkiye için ne anlama geliyor?”, Euronews, April 4, 2021,  https://tr.euronews.com/2021/04/04/montro-bogazlar-sozlesmesi-ne-gore-rus-denizaltilar-bogazlardan-gecebilir-mi [Accessed: April 4, 2021]  

[12] “Montrö Anlaşması nedir, Türkiye için ne anlama geliyor?”, Euronews, April 4, 2021,  https://tr.euronews.com/2021/04/04/montro-bogazlar-sozlesmesi-ne-gore-rus-denizaltilar-bogazlardan-gecebilir-mi [Accessed: April 4, 2021]

[13] “US considering sending warships to Black Sea amid Russia-Ukraine tensions”, CNN, April 9, 2021,  https://edition.cnn.com/2021/04/08/politics/ukraine-us-black-sea/index.html  [Accessed: April 4, 2021]


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023