ســـاعة الإفطار

بقلم /  معتز حافظ
28-04-2020

زوجتي الغالية ؛ ولدي العزيز؛ صغيرتي الجميلة
أرواحكم تُحلّق حولي في إفطار كل يوم في رمضان

شارف العشاء على الآذان ولا زلت أنتظر أن نأكل سويا، علّ وعسى أن تحدث معجزةٌ ما وتتجسدون أمامي
ربّما طول مدة أسري جعلت من عقلي يشيد عالمًا من الفانتازيا أسلّي به شوقي لكم، وأرمّم به روحي المتهالكة.
وفي وسط فوضى الحواس تلك، ترامى على مسامعي خبر صفقة تبادل على وشك الحدوث !
هل يعقل ذلك ؟ أبعد كل تلك السنين يمكن أن أصبح حرًا ؟ أيمكن أن أفطر معكم في رمضاننا هذا ؟
بدأت أرسم في مخيلتي جلستنا معا .. دعواتنا .. ضحكاتنا .. طقطقة الأواني والملاعق .. مشاكسات ولدي وصغيرتي معًا .. صلاة التراويح ..
"جمال.. جماااااال ..."
اقتحم حلمي صوت جاري في الزنزانة المقابلة وهو يناديني 
" نعم "
" أتعرف الأسير محمد حسين المعتقل في سجن المسكوبية؟
 بالطبع، ما به ؟
 أعلنوا عن إصابته بالكورونا ! !
تمنيت لو أنّ الأرض انشقت وابتلعتني قبل سماع الخبر، الذي ردّني إلى غياهب السجن وحُلكته مرة أخرى ، وحطّم آمالي تحطم موجةٍ على صخرةٍ صمآء، وأصبحت بعد  بلوغها عنان السماء هباءًا منثورًا 

تقوقعت في زنزانتي مرة أخرى ، وجلست أنتظر مصيري المجهول