معهد دراسات الأمن القومي
كوبي مايكل ويوشانان زوريف
ترجمة حضارات
إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بعد فترة طويلة نسبيا من الصمت هو أول تعبير عنيف عن الصراع الداخلي المستمر منذ عدة أسابيع في الساحة الفلسطينية.
أبو مازن الذي وافق بالتنسيق مع حمــ اس على إجراء الانتخابات، سرعان ما اكتشف أن هذه الخطوة استخدمت من قبل خصومه للإطاحة به من قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية التي يرأسها منذ أكثر من 15 عامًا.
وإدراكًا لذلك؛ يسعى لإلغاء الانتخابات ويعلق آماله في "إسرائيل" على عدم السماح بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية وتزويده بالعذر اللازم.
تحركاته لا توحي بالثقة بين خصومه الجدد في فتح أو خصومه القدامى في حمـــ اس، ولا بين الجمهور الفلسطيني، بل إنها تثير الكثير من الغضب والنقد الشديد، ويُنظر إليها على أنها خطوة يائسة؛ بسبب خوفه من خسارة الانتخابات التي ستنهي حياته السياسية.
الاضطرابات في القدس الشرقية، والتي قد تكون مدعومة أيضًا من قبل عناصر إسلامية تعمل عن بعد، تمنح حمـــ اس والفصائل الأخرى في قطاع غزة الذريعة اللازمة لإثارة الأمور والتضامن مع الجزء الشرقي من المدينة ومكانتها كموقع مقدس لجميع المسلمين المهتمين بالمسجد الأقصى.
ومع ذلك، فإن الرسالة الرئيسية المنبثقة عن إطلاق الصواريخ الأخير من غزة تهدف إلى توضيح لأبو مازن و"إسرائيل" أن إلغاء الانتخابات قد يؤدي إلى توسيع نطاق الاضطراب من القدس إلى المناطق الأخرى التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية.
رسالة أخرى هي أن حمـــ اس تتمسك بطريقها التقليدي ولن تحيد عنه بينما هناك تراجع وتصعيد "يهودي".
يعتقد مسؤولون سابقون في فتح أن هناك حاجة إلى فحص ذاتي واسع، في فتح على وجه الخصوص وفي الحركة الوطنية بشكل عام، قيادة فاشلة فككت المعسكر الوطني، وهم يحذرون عباس من تأجيل الانتخابات ويصرون على أن القدس الشرقية لن تكون رهينة "لإسرائيل" في هذه الانتخابات.
إذا ألغى عباس الانتخابات بعد استكمال الاستعدادات ورفع التوقعات للتغيير بين الجمهور، فإن استمرار حكمه سوف يقوضه خصومه المحليون، إلى حد الإطاحة به.
من ناحية أخرى، إذا سمح بإجراء الانتخابات ، فقد ينهي حياته السياسية كشخص تمت إزالته من منصبه وفشل في تنفيذ سياساته.
استخدام العذر الإسرائيلي لن يقبله خصومه، والمخرج له هو تصريح مستقل لسحب ترشيحه من الانتخابات الرئاسية.