ليس استقلالاً .. بل إبادة وتطهير عرقي
بقلم / ناصر ناصر
29-4-2020
حتى لا تنجح ماكنات "إخفاء الحقائق " وتزويرها والمدعومة مؤخرا بأموال " التطبيع العربي " في طمس حقيقة وجذور احتفالات " اسرائيل " بيوم استقلالها المشؤوم ال 72 ، وكي لا تكسب معركتها على الوعي والذاكرة الجماعية للفلسطينيين والعرب وغيرهم عبر أساليبها وآلياتها الممنهجة والتي حوّلت التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في عام 1948 الى حرب استقلال ، والتهجير القسري الى رحيل وهروب ، فلا بد من نهضة فلسطينية عربية اسلامية وعالمية لمواجهة هذا التزوير والتضليل الاسرائيلي الممنهج بكافة الوسائل ، ومنها تعزيز دراسات النكبة " وتوثيق الحقائق وكشف زيف الرواية الصهيونية الاستيطانية الكولونيالية الغاشمة .
حتى لا ننسى وكي لا يمر البهتان : يقول المؤرخ الاسرائيلي قبل ان يرتدّ عن حقيقته بيني موريس عن الرواية الاسرائيلية للنكبة بأنها " هدفت لتجميل الماضي وتضليل المؤرخين ومن خلالهم لتضليل الشعب برمته " ، وتنقل مصادر اسرائيلية شهيرة عن اسحاق رابين قوله " حرك بن غريون يده بإيماءة كانت تعني :اطردوا 50 الف عربي من سكان اللد والرملة سنة 1948 .. هكذا بدأ استقلالهم المزعوم .
كي لا تتمكن " اسرائيل " من إبادة الذاكرة على حد وصف المؤرخ "الموضوعي " ايلان بابيه :فقد شملت الخطة " د " للجيش في يوم استقلالهم المزعوم أوامر " بإبادة" القرى الفلسطينية حريق ، تفجير وزرع الالغام في الركام ، وهكذا تم تهجير وتدمير أكثر من 150 قرية فلسطينية " ، ثم أشارت اليها فرية الاستقلال الغاشمة " كخرائب عتيقة ، قبور مشايخ ومغر ...الخ " ، وعن مذابح كدير ياسين فحدّث ولا حرج ، فهو غيض من فيض من بطولات "استقلالهم " ضد الفلسطينيين الآمنين في بيوتهم وقراهم.
في يوم استقلالهم المشؤوم كانت مدينة يافا الفلسطينية وباعتراف الباحث شارون روطبيرد " موسو ،عة من الدمار ، قاموس من الخراب ،فعملية انتقال المدينة من العربية الى العبرية هي بمثابة أمر مسح تام لكل القصص والذكريات " .
في يوم استقلالهم المسموم -اليوم بالتاريخ العبري- الملطخ بدماء عشرات آلاف الأبرياء من الفلسطينيين أصحاب البلد الأصليين يؤكد الفلسطينيون : لن ينسى الآباء ولن يغفر الأبناء ولا الأحفاد ولن تنطلي عليهم أساليب التزوير وآليات الإنساء ، حتى وان سقط بعضهم في أوحال التعاون الأمني "المقدس" تذرعاً بالعجز والتآمر العربي الرسمي ضدهم ، وسيبقى من يزعم الاستقلال "أسيراً" لجرائمه ، حبيسا لعنصريته "وتابعاً" لأسياده المستعمرين مهما حاول التغطية والتعتيم ومهما صفق وطبل وزمّر .