سيف القد س في ميزان الربح والخسارة من وجهة نظر صهيونية ... من سيحقق النصر
بعد أسبوع من بدء معركة سيف القد س، أصبحت القناعة لدى الطبقة الأمنية والاجتماعية في الكيان الصهيوني أكثر استسلامًا لنتائج المعركة، القناة 13 العبرية منذ اليوم الأول فتحت أستوديو تحليلي على مدار الساعة لمتابعة يوميات الحرب من خلال الصوة التي يتم السماح بنشرها من قبل المراقب العسكري، وأيضًا من خلال الشخصيات الأمنية والسياسية التي يتم استضافتها لتحليل المسارات المتعددة للمعركة التي تدور رحاها على امتداد فلسطين التاريخية.
وفي إطلالة موجزة لمجمل التحليلات الواردة ممن ذكرنا سابقًا، يتبين أن هناك شبه إجماع على النقاط التالية:
النقطة الأولى: الربح والخسارة في الجانب الفلسطيني، وهنا المتمثل بقيادة حركة حماس للمعركة والشأن العام:
1. استطاعت حماس أن تسجل "نصر الصورة"، ويقصد بها الضربة التي تم توجيهها للقدس بعد تحذير القس ام يوم الإثنين 10/5/2021م، وهذا يعني أن كل المنجزات أو الإخفاقات ستكون دائمًا ملزمةً بصورة النصر الثابتة كما ذكرنا.
2. قيادة حماس للمعركة: لا شك أن حماس تقود الغرفة المشتركة في غزة، لكن ما يميز قيادتها للمعركة اليوم هو إمكانية وصولها للجمهور الفلسطيني في الداخل المحتل، وتشكيل رأي عام مقاوم ورافض للاحتلال الصهيوني، عدا عن عودتها الواضحة إلى سياق المواجهة في الضفة الغربية، وإعادة بوصلة الرأي العام العربي بما يتوافق مع الطرف الحمس اوي للوضع الفلسطيني، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وللوجدان الدولي في التعاطف والحضور الرسمي والشعبي الداعم للقضية الفلسطينية، في نفس الوقت الذي تراجع فيه الأداء الرسمي للسلطة الفلسطينية على الساحات الدولية.
3. إعلان منع التجول على العاصمة السياسية للكيان الصهيوني "تل أبيب"، ومنع أو السماح للجمهور الصهيوني بالحركة بما يتوافق مع قرارات قيادة القس ام، وأيضًا بما يتوافق مع الرشقات الصار وخية على المواقع والمدن الصهيونية.
4. حرق أشرعة سفن السلطة في رام الله بما يضعها في زاوية الاتهام بالعمالة للعدو الصهيوني، وإسقاط نموذج جيش لحد عليها، وتمرد المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية على السطوة الأمنية التي تم فرضها من قبل السلطة على مدار السنوات الماضية.
5. كشف زيف التعايش السلمي بين المجتمع الفلسطيني في الداخل وبين مكونات الجمهور اليهودي، حيث تم العمل على إنهاء الهوية الفلسطينية من وجدان المجتمع الفلسطيني منذ نشأ الاحتلال حتى اليوم، وعليه كشفت المعركة أن الضمير الوطني الفلسطيني متجذر في وجدان الشعب وأن صورة التعايش ما هي إلا غشاوة ضبابية فرضها الاحتلال، أم الخسائر فهي ما يتم دفعه دائمًا من أرواح الشهداء المباركة وحجارة المنازل والتي تدفع ثمنًا للانتصار.
النقطة الثانية: الربح والخسارة في الكيان الصهيوني عسكريًا وسياسيًا:
إن كان هناك ربح في هذه المعركة، فيسجل ضمن الانتصار التكتيكي ولا يتعداه، وهو المتمثل بقصف الأبراج السكنية وهدم البيوت وإتلاف المحاصيل الزراعية والمصانع المحلية في غزة، بالإضافة إلى أبنية سلطة حم اس الحاكمة في غزة، والتي هي في مجموعها تهدف إلى تعطيل عودة حكم حماس في غزة إلى شكله الطبيعي السابق، أما الخسائر فهي كل ما تم ذكره سابقًا في النقطة الأولى لصالح حركة حماس تحديدًا، وعموم فصائل المقاومة الفلسطينية ومشروعها الوطني الإسلامي.
الأسير/ إسلام حسن حامد
17 آيار2021م.