إسرائيل هيوم
دانيال سريوتي
ترجمة حضارات
يحيى السنوار، زعيم حمــ اس في غزة والرجل الذي سيحقق حسب كلامه شيء في قطاع غزة، أثبت في الماضي أنه يعرف كيف يساوم الإسرائيليين.
السنوار، الذي أطلق سراحه في صفقة شاليط - وأقسم لرفاقه الأسرى أنه سيفعل أي شيء للإفراج عنهم - قضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية، حتى أنه أصيب خلالها بمرض خطير وتلقى العلاج الطبي الذي أنقذ حياته.
إنه يعرف تعقيدات المجتمع الإسرائيلي الحساس، الملتزم بإعادة أبنائه الذين بقوا في ساحة المعركة، أحياء أو أموات.
ليس من قبيل الصدفة أنه أصدر تصريحا مفاجئًا، حتى قبل بدء عملية "حارس الاسوار"، والتي تم بموجبها إحراز تقدم كبير في الاتصالات غير المباشرة لصفقة تبادل الأسرى، أذا كانت "إسرائيل" جادة في تنفيذ صفقة يمكن انهاؤها في غضون أيام قليلة.
كما أشار السنوار إلى عدد الأسرى الذين تطالب حمــ اس بالإفراج عن هدار غولدين وأورون شاؤول - 1111 أسيرًا أمنيًا فلسطينيًا مأسورين في "إسرائيل" كجزء من صفقة تبادل.
هنا يحاول السنوار وضع عتبة رمزية جديدة، منذ صفقة شاليط أفرجت عن 1020 أسيرًا فلسطينيًا، وبالتالي ربطًا بشكل رمزي وواعي صفقة مستقبلية لإعادة جثث القتلى وإعادة المدنيين المفقودين إلى صفقة الإفراج عن جلعاد شليط التي حققت حماس نجاحا باهرا من ناحية عدد الأسرى الذين أطلق سراحهم مقابل جندي واحد.
هناك سبب آخر، بل وحتى رئيسي، لإثارة السنوار لموضوع صفقة التبادل في الوقت الحالي: حقيقة أن "إسرائيل" لا تنوي الانسحاب من مطلبها؛ لأن أي تحرك نحو اتفاق هدنة طويل الأمد في غزة، والذي يتضمن إعادة إعمار و تنظيم قطاع غزة مشروط بعودة الإسرائيليين. وتطالب "إسرائيل" بأن تخضع هذه الخطوة لآلية رقابة وإشراف على كل من المصريين عبر معبر رفح والسلطة الفلسطينية، والتي ستتلقى وتخصص الأموال والميزانيات المخصصة لإعادة إعمار قطاع غزة.
يتفهم السنوار أن "إسرائيل" تنوي ربط إعادة إعمار قطاع غزة وتسوية دائمة بصفقة لإعادة الموتى والمفقودين، بل إنها تلقت رسائل من كبار المخابرات المصرية مفادها أن الوسطاء المصريين يدعمون ويدعمون المطلب الإسرائيلي.
وهكذا يسعى السنوار إلى فصل قضية الأسرى عن قضية إعادة إعمار غزة. وذلك من خلال محاولة لإثارة نقاش عام في المجتمع الإسرائيلي، مما سيضغط على الحكومة، في ظل التغيير الناشئ للحكومة في "إسرائيل" - للسعي من أجل صفقة لإعادة الموتى والمفقودين تتم بالتوازي مع إعادة إعمار قطاع غزة، بغض النظر عن الهدنة طويلة الأمد.
كما يدرك السنوار وكبار مسؤولي حمـــ اس في غزة أنه على الرغم من الرغبة الإسرائيلية - الأمريكية - المصرية في إدراج السلطة الفلسطينية كعامل أساسي وفعال في عملية إعادة إعمار قطاع غزة من خلال السيطرة على الأموال والمنتجات المنقولة إلى غزة.
تشير رام الله إلى عدم اهتمامهم بالمشاركة. قال مسؤول كبير في مكتب أبو مازن في رام الله: "لدينا آليات رقابة ورقابة غير ضرورية وغير فعالة في الضفة الغربية.
لا نحتاج لآليات أخرى في غزة.
دع حمـــ اس تضرب رأسها بالدمار الذي ألحقته بالقطاع، نحن لسنا عمال النظافة الذين سننظف ورائهم. "