هل وكيف استطاعت ماكنة الاحتلال احتواء ما خفي كان أعظم ؟

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

هل وكيف استطاعت ماكنة الاحتلال احتواء ما خفي كان أعظم ؟

ناصر ناصر
8-6-2021

ما تم بثه في برنامج ما خفي أعظم خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح وتحديداً كلمات القائد مروان عيسى والتي أكدت بأن ما لدى المقاومة يسمح بصفقة مشرفة، ومعنى مشرفة بالتأكيد: إطلاق سراح مئات المؤبدات والأحكام العالية، إضافة الى المقطع المسجل لصوت الجندي، لست بصدد تحليل المقطع ولكن يمكن الاشارة الى ان لكنة الجندي أثيوبية بالتأكيد، مما يفتح المجال لاحتمالين: أن هذا الشخص هو منغستو أو اثيوبي آخر لم يكن معروفا . 
القضية بالأساس هنا هي رد الفعل من قبل الاحتلال، حيث أعلنت وسائل اعلامه في الساعة 20:17 أمس الاثنين وعلى القنوات الثلاث التي رصدتها بأن الشريط غير حقيقي، بل قال ألون بن دافيد " مزيف، وكأنه عربي يحاول تقليد اثيوبي ".

 ومما لا شك فيه أن هذا الموقف هو حرب نفسية لكنها مكشوفة وتافهة جداً.
ومع هذا يمكن القول إن الدوائر الأمنية والسياسية استطاعت بصورة كبيرة احتواء الموقف على صعيد الرأي العام الاسرائيلي وقطع استمرار النحاج الذي كانت تفترضه المقاومة، بعكس النجاح الكبير والمستمر على صعيد الرأي العام الفلسطيني والعربي والرأي العام المؤيد للمقاومة عموما. 
النقطة الأهم هنا هي المعنى الجوهري المستفاد من موقف الاحتلال وهو: لا نريد معلومات من المقاومة؛ لأن المعلومات ستؤدي الى تحريك الرأي العام الإسرائيلي، وهذا يعني الضغط باتجاه صفقة اضطرارية مشرفة.
لماذا استطاع الاحتلال احتواء الموقف؟
لأن المعلومة التي تم إطلاقها من خلال الشريط غير كافية في وضوحها لتحريك الرأي العام.
ختاماً من الواضح ان الاحتلال حلّل صوت الجندي المجهول وتأكد من خلال ما يمتلكه من تقنيات أن هذا صوت منغستو أو صوت آخر، ومع ذلك اختار الانكار والإدعاء بأنه مزيف، وأعتقد جازما بأن المقاومة تحلل وتستنتج وتتخذ الموقف المناسب في الأيام أو الأسابيع القادمة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023