مركز القدس للشؤون العامة والدولة
8 حزيران 2021
يوني بن مناحم
ترجمة حضارات
ابتزاز حمـــاس: إما أموال أو تصعيد متجدد
كان الوضع في قطاع غزة شديد التوتر منذ إعلان وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحمــ اس، ولم تعد الحياة إلى طبيعتها، تحاول مصر تثبيت وقف إطلاق النار والترويج لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد بين الطرفين، لكنها تواجه العديد من الصعوبات.
أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية من مصادر في حمــ اس في 4 حزيران / يونيو أن المنظمة بعثت برسالة إلى "إسرائيل" مفادها أنه إذا لم تصل المنحة المالية القطرية الشهرية إلى قطاع غزة بنهاية الأسبوع المقبل، فإنها ستبدأ خطوات لتصعيد الوضع الأمني.
أبلغ السفير القطري محمد العمادي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أن "إسرائيل" ترفض إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة.
وأبلغ القطريون إدارة بايدن والأمم المتحدة أن مثل هذا التحرك من جانب "إسرائيل" هو استفزاز للفلسطينيين سيؤدي إلى انفجار داخل قطاع غزة.
وقالت مصادر في "إسرائيل" إنها لن تتمكن من الموافقة على إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة لأنه لا توجد ضمانات بأن هذه الأموال لن تصل إلى حمـــاس؛ لأن السيطرة على الأموال محدودة.
حمــ اس تهدد "إسرائيل" برسائل نقلتها المخابرات المصرية بأنها ستعيد إجراءات التصعيد إلى حدود غزة: بالونات حارقة ومتفجرة، مظاهرات على السياج الحدودي تشمل رشق حجارة وإطارات محترقة، وكذلك إطلاق صواريخ، وتصعيد تدريجي حتى تخضع "إسرائيل" لمطالبها.
تستمر "إسرائيل" في هذه الأثناء بفرض قيود على قطاع غزة، والمعابر الحدودية من "إسرائيل" إلى قطاع غزة مفتوحة جزئيًا فقط لإدخال البضائع الأساسية، وتم تقليص منطقة الصيد إلى 6 أميال، ومع ذلك، فقد دخلت الكثير من المساعدات الإنسانية إلى غزة قطاع من مصر مرورا بمعبر رفح.
تحاول حمــ اس الآن استغلال الغموض في الساحة السياسية في "إسرائيل" للضغط على "إسرائيل" وربما لفحص حكومة التغيير بقيادة نفتالي بينيت، إذا حدث ذلك.
قطر دولة داعمة "للإرهاب" ومئات الملايين من الدولارات التي وافقت "إسرائيل" على إدخالها إلى القطاع ذهبت في الغالب إلى الجناح العسكري لحركة حمــاس، وذهب جزء صغير فقط من هذه الأموال إلى العائلات المحتاجة وشراء الوقود لمحطة الكهرباء في غزة التي تنتج الكهرباء.
الوساطة المصرية بين حمـــ اس و"إسرائيل" تسير بتكاسل. يعقد هذا الأسبوع في القاهرة، بمبادرة مصرية، لقاء بين كافة الفصائل الفلسطينية بمشاركة رئيس السلطة الفلسطينية في محاولة لدفع المصالحة الوطنية مرة أخرى.
الوضع على الأرض متوتر للغاية. خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت هناك عدة مظاهرات واشتباكات مع جنود الجيش الإسرائيلي في أماكن مختلفة بالضفة الغربية حيث أصيب عشرات الفلسطينيين، ووافقت شرطة القدس على مسيرة الاعلام آخر في 10 يونيو في أزقة البلدة القديمة بالقدس، وبدأت حملة تحريض فلسطينية في وسائل التواصل الاجتماعي ضد المسيرة بإدعاء أنها ستدخل الأقصى والتحريض الفلسطيني مستمر على خلفية زيارات اليهود المستمرة للحرم القدسي . لذا ليس من المستحيل أن تأتي جولة قتال جديدة على بابنا.