ليّ الأيدي بين إسرائيل وحمـــ اس

نيوز "1"
يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


للمرة الثالثة على التوالي، هاجمت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أهدافا لحركة حمـــ اس في قطاع غزة في محاولة لمنع استمرار اطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات في غلاف قطاع غزة. منذ "مسيرة الاعلام" في القدس، أطلق نشطاء حمـــ اس عشرات البالونات الحارقة على "إسرائيل"، مما تسبب في اندلاع أكثر من 40 حريقا في الحقول والغابات على الجانب الإسرائيلي من حدود قطاع غزة.


وجهت "إسرائيل" تحذيرات إلى حمـــ اس عبر المخابرات المصرية، وردت حمـــ اس بأنها لا تستطيع منع البالونات لأنها كانت "رداً شعبياً" على استمرار إغلاق المعابر إلى قطاع غزة، وتقليص مساحة الصيد، ومنع دخول منحة القطرية ومحاولة "إسرائيل" تعطيل اعمار قطاع غزة.


مسؤولون أمنيون كبار يرفضون تفسيرات حمـــ اس ويقولون إنها أكاذيب. وبحسبهم، فإن حمــ اس هي التي تشغل نظام البالونات، من أجل الاستمرار في الحفاظ على "الإرهاب الخفيف" من أجل إجبار الحكومة الجديدة في "إسرائيل" على الاعتياد مع ظاهرة إطلاق البالونات الحارقة.



ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء السياسي والأمني "الكابينيت" ​​الجديد للموافقة على استراتيجية جديدة للتصدي لهذه الظاهرة. وتقدر مصادر أمنية أنه سيكون من الصعب للغاية إيقافها.
 ومن المتوقع أن تصعد حمــ اس ردها على قصف الجيش الإسرائيلي. وستحاول منع "إسرائيل" من تغيير قواعد اللعبة التي كانت معتادة عليها حتى الآن. 
حمـــ اس لن تتخلى عن أي سلاح هجومي يسمح لها بمهاجمة "إسرائيل" تحت غطاء «الاحتجاج الشعبي».


قصف "إسرائيل" في قطاع غزة رداً على إطلاق البالونات الحارقة كان محدودًا، لكن الجيش الإسرائيلي يستعد للتصعيد والدخول في جولة أخرى من القتال مع حمــاس. 
التقدير بين كبار أعضاء جهاز الدفاع هو أن حمـــ اس مصممة على تطبيق معادلة "غزة - القدس" الجديدة، لذا فإن جولة جديدة من القتال بين حمــ اس و"إسرائيل" هي مسألة وقت فقط. لا تزال المشاكل في القدس، مثل الأزمة في حي الشيخ جراح وقرية سلوان وقضية الحرم القدسي، تشكل نقطة خلاف خطيرة للغاية ستستخدمها حمــ اس لتصعيد الوضع الأمني.


المنازل التي هُدمت في قطاع غزة خلال معركة سيف القدس لم يتم إعمارها بعد. 
من ناحية أخرى، بدأت حمــ اس في إعادة تأهيل مجموعة الأنفاق التي دمرت ، واستأنفت أيضًا إنتاج الصواريخ.
 تعرف المنظمة كيف تخفي نواياها الحقيقية، لكن من الواضح بالفعل أنها وضعت استراتيجية جديدة، لمحاولة السيطرة على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ووضع قواعد جديدة للعبة في القدس الشرقية من خلال إطلاق البالونات الحارقة وإطلاق الصواريخ بما في ذلك جولات قصيرة من القتال ضد "إسرائيل"، وتهدف إلى إثارة عرب "إسرائيل" والضفة الغربية لانتفاضة جديدة.


تتطلب هذه الاستراتيجية تصميم استراتيجية إسرائيلية مضادة.
 تمتلك "إسرائيل" نفوذاً فعالاً للتعامل مع استراتيجية حمــ اس الجديدة؛ حيث يمكنها تشديد الحصار على القطاع من خلال إغلاق المعابر ومنع التيار الكهربائي للقطاع، ومنع استيراد مواد البناء وإدخال الأموال القطرية إلى غزة، وإذا لزم الأمر، إعادة احتلال قطاع غزة وتنظيفه من البنية التحتية لحمــ اس وتسليمه للسلطة الفلسطينية.


حمــــ اس تصعد الموقف وتتحدى الحكومة الجديدة، إنها مصافحات عسكرية وسياسية تهدف إلى محاولة وضع الحكومة الإسرائيلية، في نهاية العملية، في واقع تمليه حمــ اس. 
الافتراض هو أن الحكومة الجديدة تخشى، مثل سابقتها، من نشاط عسكري بري واسع النطاق في قطاع غزة يسفر عن عدد كبير من الضحايا. لذلك تستطيع من جهتها الاستمرار في لعب البوكر وتعويد "إسرائيل" على واقع جولات القتال بين الحين والآخر دون حسم عسكري.


في النهاية، لا مفر من حقيقة أنه سيتعين على الحكومة اتخاذ قرارات صعبة فيما يتعلق بقطاع غزة، سيكون عليها أن تقرر أي الجهات الدولية والإقليمية تريد العمل معها، وما إذا كانت ستستمر في سياسة التمايز التي يقودها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

تغيير في هذه السياسة يمكن أن يضعف حمــ اس ويقوي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهذا قرار سياسي ستحتاجه الحكومة الأمنية المصغرة "الكابينيت".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023