بار ليف، أين أنت؟

هآرتس - مقال التحرير

ترجمة حضارات

بار ليف، أين أنت؟ 


لم يتحرك صالح النتشة، 20 عامًا، من سكان القدس الشرقية، يعاني من إعاقة في رجليه، بالسرعة الكافية التي يحبها أحد رجال الشرطة المتمركزين في ساحة باب نابلس يوم السبت الماضي. ردا على ذلك، أخرج الشرطي هراوته وبدأ يضربه على ساقيه مرارا وتكرارا. 

ووجه النتشة الشتائم إلى الشرطي وردا على ذلك هاجمه وقام مع أصدقائه بجره إلى مركز الشرطة على الفور. وهناك تعرض للضرب والرش برذاذ الفلفل والصعق بالكهرباء، وكُبلت يديه بالأصفاد واقتيد للاستجواب. بعد ذلك بقليل أطلق سراحه لعدم وجود دليل ضده.

النتشة هي الضحية الأخيرة لتصرفات الشرطة غير الضرورية ضد سكان القدس الشرقية. وتحدث تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" أمس عن ثماني حالات أخرى لشبان تم نقلهم إلى مراكز الشرطة عند بوابة نابلس وتعرضهم للضرب والإهانة. 

ينضم هذا العنف إلى إطلاق الرصاص الإسفنجي غير الضروري، بما في ذلك مهاجمة فتاة صغيرة ورجل كانا داخل منزلهما، والاستخدام الفوضوي لخراطيم المياه، التي تطلق مياه عادمة في كل مكان، والاستخدام غير المقيد للقنابل الصوتية والغازات التي تسببت في العديد من الإصابات.

انكشفت الشرطة مؤخرًا عن كمية ضعفها: في إدارة حادثة ميرون، في إدارة الاحتجاج الشعبي الفلسطيني في القدس الشرقية، في الاستسلام للحريديم فيما يتعلق بتطبيق إجراءات كورونا وفشلها في ذلك. كبح العنف في المجتمع العربي، لكن كلما يكون رجال الشرطة فاشلين تظهر  تصرفاتهم السيئة وتزيد من قوتها وبطشها على الأرض.

أفيد أمس أن مفوض الشرطة، اللواء كوبي شبتاي، سهّل الإجراء الذي يسمح باستخدام الهراوات من قبل ضباط الشرطة.

والآن، حتى الضابط المبتدئ يمكنه أن يأمر باستخدام الهراوات وقد أصبحت هذه بالفعل الأسلحة الشائعة مرارًا وتكرارًا، يُرى ضباط الشرطة يضربون بسبب ودون سبب. 

أصبحت الهراوات التي يتم استخدامها بشكل عشوائي ضد الجمهور خاصة الأغلبية الفلسطينية، بشكل يشكل عقابًا جماعيًا.

تراكمت أدلة غير محدودة منذ بداية جولة القتال الاخيرة في غزة على عنف الشرطة غير الضروري الذي يضر فقط الأبرياء ويعاقبهم ويهين ويشجع على استمرار العنف، رغم ذلك، لم يتضح ما إذا كان أحد في الشرطة قد فكر في محاولة وقف هذا العنف.

مر أسبوع على دخول الوزير عومر بارليف وزارة الأمن الداخلي بمكان الوزير السابق، أمير أوحانا، الذي كان تعيينه لإضعاف الشرطة، لا يمكن توقع شيء. 

الوزير الجديد عليه مسؤولية لكبح جماح الشرطة ومعاقبة ضباط الشرطة العنيفين وجعلهم يستوعبون الدور الحقيقي للشرطة؛ لحماية المدنيين وحريتهم في التظاهر وعدم تهديدهم وضربهم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023