حماس: السلطة الفلسطينية تعرقل إعادة إعمار غزة

حماس: السلطة الفلسطينية تعرقل إعادة إعمار غزة

بقلم خالد أبو توامة    

27-6-2021

جيروزاليم بوست


قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في نهاية الأسبوع الماضي إن حماس لا تثق بالسلطة الفلسطينية فيما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة.

وقال إن حماس ترفض اى محاولة لربط اعادة اعمار غزة بقضية اتفاقية تبادل الاسرى مع اسرائيل .  

تصريحات أبو مرزوق في مقابلة مع صحيفة عربي 21 على الإنترنت هي علامة أخرى على النزاع المستمر بين حماس والسلطة الفلسطينية حول جهود إعادة الإعمار في الجيب الساحلي الذي تحكمه حماس، في أعقاب القتال الذي نشب الشهر الماضي مع إسرائيل.

وتصر السلطة الفلسطينية على أن تكون حكومتها التي تتخذ من رام الله مقرًا لها مسؤولة عن إعادة الإعمار، بما في ذلك الأموال التي توجهها مختلف البلدان والأطراف الدولية.

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقادة فتح في رام الله الأسبوع الماضي إن "دولة فلسطين" هي العنوان الوحيد لأي جهد لإعادة بناء المنازل والمباني التي دمرت خلال القتال بين إسرائيل وحماس.

يمكن للسلطة الفلسطينية أن تلعب دورا في جهود إعادة الإعمار، ولكن فقط من خلال هيئة تتألف من ممثلين عن عدة فصائل فلسطينية، أبلغت حماس الوسطاء المصريين والأمم المتحدة.

كما تصاعدت حدة التوتر بين السلطة الفلسطينية وحماس منذ وفاة الناشط في الخليل نزار بنات، الذي يزعم أنه تعرض للضرب حتى الموت على أيدي ضباط أمن فلسطينيين جاءوا لاعتقاله صباح الخميس الماضي.


وقال مسؤولون في السلطة الفلسطينية إن بنات المرشح السابق للانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي كان من المفترض أن تجري في 22 ايار/مايو توفي بعد ان "تدهورت" صحته خلال اعتقاله.

قالت حكومة السلطة الفلسطينية إنها شكلت لجنة خاصة للتحقيق في الظروف المحيطة بوفاة بنات، المطلوب للاشتباه في "إهانته" لكبار المسؤولين الفلسطينيين، بمن فيهم اشتية، في سلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها على فيسبوك.

وقال أبو مرزوق في إشارة إلى مطالبة السلطة الفلسطينية بأن يتم تسليم جميع الأموال المخصصة لقطاع غزة، بما في ذلك المنح النقدية القطرية، فقط من خلال حكومة اشتية، "إن السلطة الفلسطينية تضع العراقيل أمام جهود إعادة الإعمار من خلال المطالبة بتمرير الأموال من خلالها".

وقال "على الرغم من أننا (حماس) لن نحصل على دولار واحد، وسوف نسهل أي عملية إعادة إعمار، إلا أننا لا نشعر بالثقة بشأن الأموال التي تذهب إلى خزانة السلطة الفلسطينية". "قبل بضعة أيام فقط أهدروا 27 مليون دولار على صفقة من اللقاحات الفاسدة. فما الذي يمنعهم من إهدار الأموال لإعادة إعمار غزة؟"

وكان مسؤول حماس يشير إلى اتفاق تبادل اللقاحات الفاشل الأخير بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وبموجب بنود الاتفاق الذى الغته حكومة السلطة الفلسطينية في وقت لاحق فان اسرائيل ستقدم للفلسطينيين اكثر من مليون لقاح من لقاحات فايزر التي ستنتهي صلاحيتها قريبًا.

وفي المقابل، ستتلقى إسرائيل نفس العدد من اللقاحات من شحنة اشترتها السلطة الفلسطينية ومن المقرر أن تصل في وقت لاحق من هذا العام.

وقال أبو مرزوق إن "السلطة الفلسطينية ليست حزبا نشطا في قطاع غزة حتى تلعب هذا الدور"، مضيفا أن التنافس بين حماس والسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح سيكون له تأثير سلبي على الجهود الرامية إلى إعادة بناء قطاع غزة.

وقال ابو مرزوق "لن نقف مكتوفي الاي شخص امام تعطيل عملية اعادة الاعمار". واضاف ان "حالة الاحباط قد تؤدي الى انفجار الوضع مرة اخرى".

وقال إن حماس ترحب بكل من يريد المساهمة في إعادة الإعمار "مع إخواننا في مصر وقطر والكويت وغيرهما، أو الأمم المتحدة ومن خلال ممثليها في غزة، لأنها مسؤولة عن 75٪ من السكان كلاجئين".

وفيما يتعلق باحتمالات إنهاء الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحماس، قال أبو مرزوق إن التصريحات الأخيرة التي أصدرها قادة فتح ومؤسساتهم "لا تبشر بالخير".

وقال "من غير الممكن الحديث عن حوار بين الفلسطينيين لإنهاء الانقسام الذي يرعاه الرئيس عباس لأنه حزب أساسي في هذا الانقسام".

وعندما نتحدث عن الانقسام، لا نعني الانقسام السياسي بين فتح وحماس، بل الانقسامات الفلسطينية المتعددة التي ظهرت منذ تولي الرئيس عباس السلطة في عام 2005".

وقال أبو مرزوق إن التقارب الأخير بين السلطة الفلسطينية وحماس تعرض للتخريب؛ بسبب قرار عباس المفاجئ باستئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل و إلغاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وقال إن عباس أرجأ الانتخابات بسبب تقييمه بأن حماس ستفوز بالانتخابات البرلمانية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023