الاحتجاجات والمظاهرات في الشارع الفلسطيني - لمحة عن اليوم التالي لأبو مازن؟

معهد دراسات الأمن القومي

الدكتور كوبي مايكل

ترجمة حضارات



الاحتجاجات الشعبية الواسعة في الضفة الغربية ضد السلطة الفلسطينية والاجهزة الامنية وأبو مازن إثر مقتل نزار بنات، تهدد استقرار السلطة وتهدد أبو مازن المضطرب أصلاً ويقوض شرعية الأجهزة الأمنية والتعاون الأمني مع "إسرائيل".


لا يعقل أن يكون تطور الاحتجاجات في الواقع بداية اليوم التالي لأبو مازن. النظامان الإسرائيلي والفلسطيني يتعاملان مع سيناريوهات "اليوم التالي" وينزعجان منه؛ بسبب عدم وجود أي أجهزة متفق عليها ومنظمة لاستبداله، مما يزيد من احتمالية وقوع اشتباكات عنيفة بين المطالبين بالتاج من حمــ اس وفتح والوصول إلى حرب أهلية وربما  انهيار السلطة الفلسطينية.  


"إسرائيل" في مأزق لأن أي محاولة لتقوية أبو مازن والسلطة الفلسطينية في هذا الوقت، مع تراجع شعبيتهما وشرعيتهما، عندما تنخفض شعبيتها وشرعيتها، وعندما تتعطر حمـــ اس بإنجازاتها الواعية في أعقاب جولة القتال الاخيرة وترجمتها إلى تعاطف شعبي متزايد، فإنها ستواجه انتقادات ومعارضة من الجمهور الفلسطيني، نفس الجمهور سيشعر بأن "إسرائيل" تحاول إقامة واقع حكم سلطوي واستغلالي وفاسد وغير فعال وكل ذلك فقط للحفاظ على مصالحها الحيوية.


إن مساحة "إسرائيل" للمناورة محدودة للغاية وسيكون من المناسب لها الاستعداد لسيناريوهات مختلفة لانهيار السلطة الفلسطينية أو عدم قدرتها على العمل والحكم.


وتشكل الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة دليلاً آخر على أنه من المفارقات أن السلطة الفلسطينية، التي تأسست كمنصة لتحقيق الاستقلال وإقامة دولة فلسطينية ، أصبحت منصة لسحق حلم الاستقلال الفلسطيني.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023