بقلم: خالد أبو توامة
جيروزاليم بوست
ترجمة حضارات
1-7-2021
دعا رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية وقطاع غزة سفين كون فون بورغسدورف اليوم الخميس الى فتح تحقيق مستقل وشفاف في مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات.
جاءت هذه الدعوة خلال زيارة قام بها مسئولو الاتحاد الأوروبي لأسرة بنات في الخليل.
وأفادت الأنباء أن بنات/ 44 عامًا/ تعرض للضرب حتى الموت على يد ضباط الأمن الفلسطينيين الذين داهموا منزله للقبض عليه الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، قال نشطاء فلسطينيون إنهم سيستأنفون الاحتجاجات ضد وفاة بنات يوم الجمعة.
وقد تم تعليق الاحتجاجات، التي ردد خلالها الفلسطينيون شعارات ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مؤقتا بعد تعرض المتظاهرين والصحفيين لاعتداء جسدي على يد ضباط الامن الفلسطينيين وبلطجية فتح في رام الله في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وستجري الاحتجاجات في رام الله والخليل، وكذلك في المسجد الأقصى في القدس بعد صلاة الجمعة.
وأعرب بورجسدورف عن حزنه لوفاة بنات، وقال إن الاتحاد الأوروبي لن يتوقف عن دعم القضايا التي قتل الناشط من أجلها.
اشتهر بنات، وهو ناقد صريح لعباس والقيادة الفلسطينية، بمنشوراته ومقاطع الفيديو التي نشرها على فيسبوك والتي ندد فيها بالفساد المالي والإداري في السلطة الفلسطينية.
وقال خليل، والد بنات، لوفد الاتحاد الأوروبي إن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية شاركت في "إعدام" ابنه.
وقال خليل بنات "كان هذا اعدامًا مخططًا له"، "وقد شاركت في عملية الإعدام قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، والرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج".
وقال الأب إن أكثر من 20 ضابطًا، يعملون بناء على تعليمات من أعلى المستويات السياسية والأمنية، أمروا ب "إعدام" ابنه على الفور.
وأضاف الأب: "لقد قتلوا ابني بينما كان نائمُا"، ضربوه حتى الموت بأعقاب البنادق والقضبان الحديدية قبل أن يخنقوه".
وسلمت الأسرة مسؤولي الاتحاد الأوروبي رسالة وقعها بنات قبل وفاته يدعو فيها إلى تعليق المساعدات المالية الأوروبية للسلطة الفلسطينية.
نشر بنات الرسالة ردًا على قرار عباس إلغاء الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر أن تجري في 22 مايو/أيار. وكان بنات يخوض الانتخابات كمرشح على القائمة الانتخابية للحرية والكرامة التي تم تشكيلها حديثا .
وقد أثار نداءه غير المسبوق إلى الاتحاد الأوروبي بتعليق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية غضب العديد من مسؤولي السلطة الفلسطينية، وبعد وقت قصير من نشر الرسالة، هاجم مسلحون مجهولون منزل بنات بالرصاص والقنابل الصوتية، ولم يصب أحد بأذى.
وعلى الرغم من مرور أسبوع على الحادث، إلا أن السلطة الفلسطينية لم تنشر بعد نتائج لجنة تم تشكيلها للتحقيق في وفاة الناشط.
وقدمت اللجنة، برئاسة وزير العدل في السلطة الفلسطينية محمد الشلالدة، تقريرها إلى اشتية مساء الثلاثاء.
وقال شلالدة إن اللجنة أوصت بإحالة النتائج التي توصلت إليها إلى "القضاء العسكري" الفلسطيني، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل.
وفي وقت لاحق، قال شلالدة لتلفزيون فلسطين التابع للسلطة الفلسطينية إن التقرير الطبي الأولي عن وفاة بنات يشير إلى أنه تعرض للعنف الجسدي، وقال إن سبب الوفاة هو الصدمة العصبية، التي أدت إلى فشل حاد في القلب والرئة.
أدان العديد من النشطاء السياسيين الفلسطينيين السلطة الفلسطينية لفشلها في نشر نتائج لجنة التحقيق.
وقال الناشط حازم جمعة "من الواضح أن القيادة الفلسطينية لا تريد أن تظهر الحقيقة"، إنهم يعلمون أن الحقيقة ستؤذيهم أكثر".
وقال ناشط آخر، عيسى جودت، إن العديد من الفلسطينيين لا يثقون على أي حال باللجنة التي عينها عباس واشتية، وقال جودت في إشارة إلى قادة السلطة الفلسطينية: "لقد شكلوا اللجنة لإخفاء الحقيقة ومنع إحراجهم".
وقال "الجميع يعلم ان هذه اللجنة مزحة. نريد تحقيقا مستقلا من قبل الأطراف الدولية".
وقال محمود العالول نائب رئيس فصيل فتح الحاكم يوم الخميس إن " ما حدث لنزار بنات مؤلم ومؤسف " .
وأضاف: "قتل بنات ليس جزءا من ثقافتنا، وما حدث كان حادثا غير مقصود".