نيوز "1" - يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات

استئناف الحرب البحرية بين إسرائيل وإيران

تعرضت سفينة شحن اسمها CSAV Tyndall كانت مملوكة سابقًا لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر لهجوم أمس في شمال المحيط الهندي. أفادت قناة الميادين المقربة من حـــ زب الله وإيران عن اندلاع حريق في سفينة أصيبت بنيران أسلحة مجهولة أثناء توجهها إلى الإمارات. ويشير التقرير إلى أن الأضرار التي لحقت بالسفينة حدثت بعد أسبوع من الهجوم على المنشأة النووية في منطقة كرج غربي طهران، والذي أفشل بحسب السلطات الإيرانية ونُفّذ بواسطة طائرة شراعية أطلقت من إيران نفسها.

نفت شركة "زودياك" المملوكة لإيال عوفر، رسميا أي صلة لها بالسفينة التي تعرضت للهجوم. وقال مصدر من شركة "زودياك شيبينغ" المملوكة لإيال عوفر لوكالة رويترز للأنباء، إن الشركة باعت السفينة قبل بضعة أشهر. يبدو أن الإيرانيين لم يعرفوا هذه الحقيقة عندما قرروا مهاجمة السفينة، والتزمت إيران الصمت.

في الأشهر الأخيرة، تم الإبلاغ عن أضرار لعدة سفن إسرائيلية وإيرانية في وسط البحر، كجزء من معركة بحرية بين البلدين. ورد أن "إسرائيل" قصفت ناقلات وسفن تنقل النفط والأسلحة إلى سوريا وحـــ زب الله ابتداء من عام 2019. منذ بداية العام، ورد أن عدة سفن مملوكة لـ"إسرائيل" ضربت في منطقة الخليج والمحيط الهندي. لم تصب أي منهمن ولم تغرق السفن.

في الشهر الماضي اندلع حريق في أكبر سفينة في الأسطول الإيراني وغرقت في خليج عمان. السفينة "هارج". كانت واحدة من عدة سفن في البحرية الإيرانية يمكنها توفير التجديد الكامل في البحر لسفن أخرى. كما أنها تستخدم لحمل الأوزان الثقيلة وعلى متنها منصة هليكوبتر. لم يعرف سبب الحريق. قبل حوالي شهرين، في أبريل، تعرضت السفينة "سافيز"، التي قيل إنها قاعدة عائمة لـ "الحرس الثوري"، لهجوم في البحر الأحمر بواسطة ألغام بحرية.

الاتصال بالمصنع لإنتاج الحشائش

يأخذ المسؤولون الأمنيون في "إسرائيل" على محمل الجد تلميحات قناة الميادين اللبنانية، الناطقة باسم إيران، بأن هناك صلة بين الهجوم على السفينة أمس والهجوم على مصنع أجهزة الطرد المركزي في كرج بإيران، ولم يتهم الإيرانيون رسميًا "إسرائيل" بمهاجمة المصنع.

طريقة مهاجمة مصنع كرج تذكرنا بهجوم آخر منسوب لـ"إسرائيل". في عام 2019، هاجمت اثنان من الطائرات المسيرة المجهولة منشأة حـــ زب الله في حي الضاحية ببيروت حيث كانت المنشاة تعمل في مشروع للصواريخ الدقيقة باستخدام تكنولوجيا إيرانية. تحطمت إحدى الطائرات في المنشأة وتمكنت من تدميرها.

كما أن توقيت العملية ليس من قبيل الصدفة، فقد تمت بعد ساعات قليلة من لقاء رئيس الأركان أفيف كوخافي في واشنطن مع جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي، حيث ناقشا مخاطر المشروع النووي الإيراني وسبل الحد منه. وكذلك بعد انتخاب ابراهيم رئيسي كرئيس ايران الجديد.

يقدر مسؤول سياسي كبير أنه إذا كانت "إسرائيل" هي المسؤولة عن هذا الإجراء، فهذه رسالة مزدوجة أن الحكومة الجديدة في "إسرائيل" كانت مهتمة بإرسالها إلى الولايات المتحدة وإيران: الرسالة هي أن "إسرائيل" ستواصل جهودها لإحباط جهود إيران في الحصول على الأسلحة النووية. وتواصل حكومة بينيت لابيد نفس سياسة نتنياهو، لكن الحكومة الإسرائيلية الجديدة أعادت تبني مبدأ الغموض في ما يتعلق بالأنشطة ضد المشروع النووي الإيراني.

ويقول خبراء استخباراتيون إن مثل هذه العملية تتطلب عدة أشهر من التحضير والإعداد، ويبدو أنها كانت مُعدة جيدًا مسبقًا ونُفذت في أنسب وقت لمن خططوا لها.

زعمت صحيفة نيويورك تايمز أن المصنع الذي أنشأ أجهزة الطرد المركزي الذي تعرض للهجوم كان مدرجًا في قائمة الأهداف المحتملة للهجوم الذي نقلته "إسرائيل" إلى إدارة ترامب العام الماضي.

وفقا لتقارير في إيران، هذا هو مصنع يسمى TESA ينتج أجهزة طرد مركزي متطورة للمنشأة النووية في نطنز، وهذا المصنع والعديد من الشخصيات ذات الصلة محمد فخري زاده وأحمد أصغري شبعي، حيث إنهم يخضعون لنظام العقوبات الأمريكي، وفي الأسابيع الأخيرة شاركوا في الإنتاج المتسارع لأجهزة الطرد المركزي المتطورة لتحل محل مئات أجهزة الطرد المركزي التي دمرت في الانفجار الكبير في قاعة نطنز للطرد المركزي المنسوب أيضًا إلى الموساد الإسرائيلي. تعمل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة على تقصير الوقت المطلوب لتخصيب اليورانيوم بشكل كبير من أجل الحصول على كمية كافية لصنع قنبلة نووية.

ويقدر صحفيون إيرانيون أن الهجوم على معمل الطرد المركزي في كرج نفذته بنية تحتية للتجسس المحلي تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل في إيران منذ فترة طويلة وهي مسؤولة عن سرقة الأرشيف النووي الإيراني وتهريبه إلى "إسرائيل"، وكذلك التفجيران الكبيران في منشأة نطنز النووية في العامين الماضيين. وبحسبهم فإن هذه البنية التحتية تتلقى مساعدة من أذربيجان وأعضاء المعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق"، حيث أن الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي هو المسؤول عن إعدام الآلاف من أعضائها.

وتشير التجارب السابقة إلى أنه من المتوقع أن يكون هناك رد إسرائيلي على الهجوم على السفينة رغم أنها لم تعد مملوكة لـ"إسرائيل"، إلا أن هجومها يشير إلى نوايا إيرانية لمواصلة المعركة البحرية ضد "إسرائيل". وقع الهجوم بينما كانت المحادثات النووية في فيينا في طريق مسدود وربما تنتظر تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي في 3 أغسطس.

قال رئيس الأركان أفيف كوخافي يوم الخميس الماضي في حفل تخريج دورة الضباط :

أي شخص يحاول إيذاء "إسرائيل" يعرف أن أي عمل للعدو، قريب أو بعيد، سيرد برد كبير ".

تشير التقديرات إلى أن إدارة بايدن لن تكون راضية عن استئناف المعركة البحرية بين "إسرائيل" وإيران، وبحسب مصادر سياسية في تل أبيب، طلبت الإدارة من "إسرائيل" عبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي زار "إسرائيل" في أبريل / نيسان، خفض أي شيء يتعلق بالمعركة البحرية ضد إيران حتى لا تضر بالمحادثات النووية في فيينا.