أساليب حــ زب الله في تجنيد الشباب العرب في إسرائيل

واللا

ترجمة حضارات


كانون الأول / ديسمبر 2015. تلقت ياسمين جابر ، 26 سنة ، عزباء ، من سكان القدس الشرقية، تعمل في المكتبة الوطنية في القدس، رسالة عبر البريد الإلكتروني من معطيا أبو سمهدانة، ناشط في حـــ زب الله، دعاها لحضور مؤتمر شبابي سيعقد في بيروت باسم: "العودة الى فلسطين".


قبلت جابر، التي عملت سابقًا في شركة للتكنولوجيا الفائقة، الدعوة وطلبت من صديقتها العزيزة الانضمام إليها في الرحلة. عبرت ممر اللنبي وسافرت من الأردن إلى لبنان،  عندما وصلت إلى بيروت، حضرت المؤتمر واكتشفت أنها مبادرة من حـــ زب الله.


وقالت جابر لمحققي الشاباك "زرنا مخيمي صبرا وشاتيلا ومتحف حـــ زب الله وضريح عماد مغنية (أحد كبار عناصر حـــ زب الله الذي قتلته "إسرائيل" ).


توطدت العلاقة بين جابر وأبو سمهدانة خلال المؤتمر وأصبحت قوية، بعد أسابيع قليلة، سافرت جابر إلى اسطنبول، المدينة التي لها فرعي حـــ زب الله وحمـــ اس، ومن هناك واصلت رحلتها إلى بيروت، بدأ أبو سمهدانة في نسج شبكة ليوقع فيها ياسمين جابر.


"أخذني في جولة في منطقة الضاحية في بيروت ثم التقيت برجل مقرب من حـــ زب الله اسمه" العجوز "  جلسنا في مقهى" ريان "، و ذهبت فيما بعد مع الرجل العجوز الشقة؛ حيث التقيت بشخص آخر سألني أسئلة عن صداقاتي والعائلة ".


وفقًا لها، استمر الاجتماع عدة ساعات "طلب مني معرفة أي من أصدقائي على استعداد للانضمام إلى أنشطة حـــ زب الله. أخبرني الرجل العجوز خلال الاجتماع:" على الكرسي الذي تجلسين عليه جالس أشخاصًا آخرين ".


"خذي 200 دولار وجندي جواسيس"..

كان "العجوز" هو المسؤول عن تجنيد نشطاء للتجسس لصالح حـــ زب الله في "إسرائيل".

بعد أيام قليلة ، تأكد الرجل العجوز من أن ناشطًا في المنظمة في اسطنبول سلمها كتابًا ومبلغًا قدره 200 دولار، وطُلب من جابر إنشاء شبكة لتجنيد ناشطين إضافيين من بين عرب "إسرائيل" للانضمام إلى صفوف حـــ زب الله.


قال لها ناشط بارز في المنظمة في تركيا: "ستكون جميع أنشطتنا عبر Instagram و Facebook وليس المكالمات الهاتفية حتى لا يعرفوا ما تفعله"، تلقت تعليمات من أحد كبار أعضاء المنظمة في تركيا ، حيث سلمها مبلغ 120 دولارًا.
 "تكمن أهمية النشطاء أمثالك في أن لديك حرية التنقل في تحويل وإخفاء الأموال من تركيا الى "إسرائيل".


لسوء حظ جابر، تبعها أعضاء الشاباك لفترة طويلة، وقبل نحو عامين، اعتقلوها لدى وصولها من اسطنبول، واتضح أنها كانت طالبة متميزة عملت في المكتبة الوطنية إلى جانب عملها في منصب رفيع في شركة ذات تقنية عالية.


وأثناء استجوابها اعترفت بالتهم المنسوبة إليها لكنها لم تتحمل مسؤوليتها. وزعمت "فعلت ذلك لأسباب رومانسية ولم أكن عضوا في أي منظمة إرهابية". هذا الأسبوع، أدانت المحكمة المركزية في القدس جابر بارتكاب جرائم مغادرة "إسرائيل" بشكل غير قانوني والاتصال بعميل أجنبي وأعضاء منظمة "إرهابية".


حكم عليها القضاة بالسجن لمدة عامين ونصف، منها عام مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 5000 شيكل، ويعود قرار تخفيف عقوبتها جزئيًا إلى حقيقة أنها لم يكن لديها الوقت لتجنيد عناصر أو مرشحين لحـــ زب الله.


علم أن العشرات من الطلاب والشباب العرب من القدس الشرقية وشمال البلاد الذين ذهبوا في إجازة إلى اسطنبول تلقوا عروضًا للتجنيد في حـــ زب الله، وطُلب من الشباب جمع معلومات استخبارية عن المنشآت الحساسة وإرسال صور لقواعد الجيش الإسرائيلي ونشر القبة الحديدية وبطاريات باتريوت وكذلك محطات القطار ومراكز التسوق الكبيرة.


غادرت طالبتان سابقتان من منطقة في شمال البلاد إلى لبنان وتعملان على تجنيد الشباب في المنظمة.
 ونبه جهاز الأمن العام بعض الشباب الذين تلقوا عروضا للعمل مع التنظيم مقابل تمويل جزء من إجازتهم في اسطنبول بعدم الاستمرار في الاتصال بعناصر حـــ زب الله، وإلا سيتم اعتقالهم ومحاكمتهم وسجنهم.


"وقوع أغلب الشباب على الشبكات الاجتماعية"..

يقول مصدر سابق في جهاز الأمن العام: "حـــ زب الله يغري الشباب من عرب "إسرائيل" ليكونوا عملاء وجواسيس له؛ بسبب حرية تنقلهم في جميع أنحاء البلاد" ولهذا يبذل جهاز الأمن العام الكثير من الجهد في هذه الوسائل الإعلامية لتحديد مكان هؤلاء الشباب وإحباط تجنيدهم في صفوف حـــ زب الله ".


وقال مصدر أمني عن أساليب التجنيد في التنظيم والرد عليها : "للمسؤولين الأمنيين القدرة على مراقبة عناصر حـــ زب الله الذين يحاولون تجنيد مواطنين إسرائيليين، فهم يستهدفون الشباب في الوسط العربي على وسائل التواصل الاجتماعي أو تحديد مواقعهم في تركيا وإغرائهم بالعروض المالية. "


إحدى الحالات الخطيرة تخص محمود جبارين، 38 عامًا، من أم الفحم؛ حيث ظل الأخير على اتصال مع عنصرين من حـــ زب الله، شاهد الكثير من مقاطع فيديو وخطب نصر الله وكان عضوًا في مجموعة WhatsApp تابعة لحـــ زب الله.



في عام 2012، تم استدعاء جبارين للقاء مع عناصر جهاز الأمن العام وحُذر من دعم أنشطة حــــ زب الله، وزعم مصدر في الشاباك أنه "تم تحذيره هذا العام من الاتصال بالمنظمة".
 "في عام 2016، تم استجوابه وتبين له أن عدم الإبلاغ عن محاولات تجنيده كان مشكلة كبيرة. لكنه اختار التجاهل".


وواصل جبارين التواصل مع عناصر حـــ زب الله واعتقل قبل نحو عامين، كان ذلك في خضم تحديد أنفاق حـــ زب الله على الحدود مع لبنان، جند حزب الله جبارين لمساعدته في حرب نفسية مع "إسرائيل"؛ حيث اعترف جبرين في استجوابه في الشاباك "طلب مني أحد عناصر حـــ زب الله أن أرسل صورًا ومقاطع فيديو من أماكن مختلفة في البلاد إلى WhatsApp الخاص به حتى يتمكن من التحدي على Twitter مع أفيحاي أدرعي (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية). 
لقد أراد إثارة الذعر والخوف بين المواطنين الإسرائيليين، وافقت على مساعدته ".


ووصف ضمن أشياء أخرى: "ذهبت إلى المطلة في المنطقة الحدودية مع لبنان، صورت علمًا أسود كتب عليه تمنايتنا بالشفاء لوالدة عماد مغنية:" من فلسطين إلى "أم عماد" أتمنى لك الشفاء العاجل ".


أرسل إلى مشغله في حــ زب الله صوراً لمحطات الكهرباء في عسقلان والخضيرة والسجون والمنشآت الأخرى؛ حيث كتب : "عماد مغنية هنا. نحن في قلب احتلالهم ... إن شاء الله ستصبح الاحلام حقيقة". حيفا - مستوطناتكم تحت اقدامنا ".


وأشاد في إحدى التدوينات التي نشرها جبارين على صفحته على فيسبوك بنصرالله: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرى فيك تعبيرًا عن أحلامنا، وما زلنا نراك قائدًا عربيًا حوّل عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات ".


وكان جبرين قد أُدين مؤخرًا في محكمة بتهم أمنية واتصالات مع عناصر حـــ زب الله ونقل معلومات للعدو، بقصد الإضرار بالبلد، لم يعرب للحظة عن ندمه على أفعاله.


حكم قضاة محكمة حيفا المركزية على جبرين بالسجن خمس سنوات. وأشار القضاة إلى أنه "لا يوجد خلاف حول جدية تصرفات المدعى عليه"؛ "حيث أنه دعم حــ زب الله - "منظمة إرهابية" هدفها الإضرار بأمن دولة "إسرائيل".


لا يكتفي حـــ زب الله بأساليب التجنيد هذه فقط. كما أنه يحاول استخدام سكان غزة الذين يتلقون العلاج الطبي في "إسرائيل" لتزويده بالصور والمعلومات حول ما يحدث داخل البلاد.


كما يستخدم محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود اللبنانية للتنسيق مع مرتكبي جرائم المخدرات من الوسط العربي في الشمال حتى يتمكنوا من إبلاغه بانتشار قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، مؤسسة الدفاع على علم بالظاهرة وهي تعمل أيضًا ضد هذه المحاولات.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023