هآرتس - ينيف كوبوفيتش
ترجمة حضارات
البحث الداخلي للسلطة الفلسطينية: الصراعات في القدس الشرقية هي النموذج المناسب للنضال ضد إسرائيل
يشعر جيل الشباب الفلسطيني بالإحباط من قيادة فتح ويرى أنها مترددة وضعيفة، بحسب دراسة داخلية أجراها في السلطة الفلسطينية فريق من الأكاديميين من فتح.
وتشير الدراسة التي وصلت نقاطها الرئيسية إلى "هآرتس"، إلى أن الاشتباكات التي اندلعت في القدس الشرقية في شهر أيار في حي الشيخ جراح ومنطقة المسجد الاقصى، وأدت إلى تصعيد انتهى بجولة قتال مع غزة. هي النموذج المناسب للنضال الفلسطيني ضد "إسرائيل".
التحليلات التي أجرتها السلطة وصلت إلى المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية وتشغلهم؛ لأن الحالة المزاجية في الشارع الفلسطيني قد تؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني.
أجريت الدراسة بناء على طلب قيادة فتح، بعد انخفاض غير مسبوق في التقدير والثقة التي تتمتع بها قيادة السلطة الفلسطينية بين سكان الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتم تنفيذه بعد نشر استطلاع الشهر الماضي الذي أجراه المركز الفلسطيني للمسح وبحوث السياسات، والذي أشار إلى وجود اتجاه لتعزيز مكانة حمـــ اس بعد المواجهة العسكرية مع "إسرائيل".
سبب آخر لإجراء الدراسة هو انتقاد الشارع الفلسطيني لوفاة الناشط السياسي والناقد اللاذع للسلطة الفلسطينية، نزار بنات، في 24 حزيران / يونيو، بعد ساعات قليلة من اعتقاله من قبل قوات الأمن الفلسطينية.
دفع مقتل بنات آلاف الفلسطينيين إلى موجة من الاحتجاجات ضد السلطة الفلسطينية، والتي تضمنت أيضًا إضرام النار في مراكز الشرطة.
وتزعم الدراسة أن "النضال الشعبي" أي التظاهرات التي اندلعت في القدس الشرقية والضفة الغربية في أيار / مايو بعد نية إجلاء العائلات من الشيخ جراح "كانت نموذجاً ناجحاً لتسخير المجتمع الدولي لصالح الفلسطينيين في كفاحهم ضد "إسرائيل".
وكتب الباحثون أن أنشطة حركة فتح في القدس الشرقية التي شجعت السكان على التظاهر ومواجهة قوات الأمن الإسرائيلية كانت نموذجًا لهذا النضال "بل ونجحت في تسخير جيل الشباب للقيام بذلك".
وقال الباحثون إن نقطة التحول في الصراع كانت "أن حمـــ اس حولت الانتباه من الحرم القدسي إلى غزة بإطلاق الصواريخ على "الأراضي الإسرائيلية".
لكن الباحثين لاحظوا أن هناك فجوة كبيرة وعميقة بين قيادة فتح ونشطاء الحركة الميدانيين.
وقالت ان "الجمهور الفلسطيني وخاصة جيل الشباب محبط". وبحسب الباحثين، فإن جيل الشباب "يلاحظ قلة النشاط من جانب القيادة، وفشلها في قراءة المشاعر العامة وتحديد الفرص والاستفادة منها".
وقالوا إن الأحداث كشفت عن منظمة التحرير الفلسطينية التي عثر عليها ميتة دون أي تحرك.
وأشاروا إلى أن جيل الشباب في حركة فتح أرجع ذلك إلى "تردد السلطة الفلسطينية التي تخشى اندلاع انتفاضة جديدة وضعف ناتج عن الصراع على إرث أبو مازن بين كبار أعضاء المنظمة".
كما قدمت الدراسة لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية طرقًا للعمل في المستقبل القريب من أجل تعزيز موقف الحركة بين السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة.
وبحسب الباحثين فإن "الاحتـــ لال و" الحركات الإسلامية "و" الفساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية "هم" أعداء "حركة فتح، ويوصون بإحداث فصل واضح بين فتح والسلطة الفلسطينية وقيادة حوار من أجل الوحدة مع حمـــــ اس.
ووجدت الدراسة أيضًا أن الانقسام الذي قادته حمــــ اس في عام 2007 سمح للمنظمة بمشاركة السلطة فعليًا مع فتح، لكنهم يدّعون أن "حمــ اس اليوم هي بديل للتنمية وليست شريكًا حكوميًا" عمليًا بفضل السلاح الذي يمتلكونه والدعم الإقليمي الذي تلقته منذ جولة القتال الأخيرة".
يعتقد الباحثون أنه من أجل استعادة مكانة فتح كـ"مدافعة عن القدس" وتمثيل الفلسطينيين في شرق المدينة، يجب على الحركة "السماح لجيل الشباب بلعب أدوار رئيسية في قيادة الحركة والاستثمار في شباب القدس الذين يعملون لدى الإسرائيليون ويتحدثون لغتهم، لكنه في اوقات الازمات يقود النضال ضد "اسرائيل ".
كما أوصى الباحثون بأن يعقد كبار قادة فتح مؤتمرات بقيادة القيادة بهدف إحداث تغيير في مزاج الجمهور الفلسطيني "بما في ذلك عرب "إسرائيل" والعالم العربي تجاه القضية الفلسطينية".
بالإضافة إلى ذلك، أوصى فريق البحث بإنشاء معاهد بحثية تعمل في ظل حركة فتح، وإنشاء قناة اتصال مخصصة تخدم الحركة، ودمج شباب الحركة فيها. كما أوصوا "بإعادة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية وإقامة وحدة وطنية مع حمـــ اس".
بحسب استطلاع الشهر الماضي للمركز الفلسطيني للإستطلاعات، والذي شمل 1200 خريج من قطاع غزة والضفة الغربية، يعتقد حوالي 65٪ من المستطلعين أن إطلاق حمــــ اس الصاروخي على "إسرائيل" دفع "إسرائيل" إلى وقف إبعاد العائلات الفلسطينية من الشيخ جراح.
وأجاب 53٪ من أفراد العينة بأن حمـــ اس هي من يجب أن تمثل الفلسطينيين وتقودهم، و 14٪ فقط فضلوا فتح بقيادة عباس.
إضافة إلى ذلك، اعتقد 77٪ من المستطلعين أن حمـــ اس قد انتصرت في المواجهة العسكرية مع "إسرائيل" وأن حمـــ اس فتحت مواجهة للدفاع عن القدس وبغض النظر عن الإلغاء السابق لانتخابات السلطة الفلسطينية.
تعتقد مؤسسة الدفاع، وخاصة القيادة المركزية، أن السلطة الفلسطينية ستستمر في الانخراط في استعادة السيطرة الأمنية في جميع أنحاء الضفة الغربية في المستقبل القريب، في العام الماضي، تم تعليق التنسيق الأمني بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية لمدة ستة أشهر بعد نشر صفقة القرن للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب.
تم تجديد التنسيق في تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن الطرفين يقولان إن تأثير إنهاء التنسيق واضح حتى يومنا هذا.
وبحسب مصادر أمنية، خلال فترة عدم التنسيق، لم يُسمح لقوات الأمن الفلسطينية بفرض النظام في مناطق واسعة من الضفة الغربية، بما في ذلك منطقة سي، المنطقة الريفية البعيدة عن المدن والأحياء الواقعة خلف السياج في القدس الشرقية.
بسبب نقص التنسيق، ازدادت قوة حمـــ اس في الضفة الغربية، ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذا أدى إلى قيام انقسام في حركة فتح خاصة في منطقة الخليل وشمال الضفة الغربية بالبدء في إظهار استقلالها، والذي تجلى في مظاهرات بمشاركة المسلحين والنقد الصريح للسلطة الفلسطينية.
بالتزامن مع الانتهاء من الدراسة، التقى مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار مع عباس ومسؤولين كبار آخرين في السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية خلال الشهر الماضي. هذا من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة بعد أحداث بؤرة إيفتار الاستيطانية.
وبحسب مصادر معنية بالاتصالات، وجهت السلطة الفلسطينية رؤساء الأجهزة بتعميق التنسيق الأمني مع "إسرائيل".
في محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، ادعى عباس أنه لم يكن ينوي اللجوء إلى النضال العنيف ضد "إسرائيل" في الضفة الغربية، لكنه وجد في التحركات الدولية حلاً يثبت نفسه، كما كان الحال في الإجراءات الأخيرة من قبل السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.