موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
تلتزم حمـــ اس الصمت إزاء الاتهامات الإسرائيلية بأنها تقف وراء إطلاق الصواريخ أمس من جنوب لبنان باتجاه "إسرائيل" على يد فلسطينيين وبموافقة حــ زب الله. ولم تعلن أي منظمة حتى الآن مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، بحسب مسؤولين أمنيين إسرائيليين، يحاول زعيم حمـــ اس في قطاع غزة يحيى السنوار فتح المزيد من الجبهات مع "إسرائيل" بالإضافة إلى قطاع غزة والانتقام من "إسرائيل" لعدم إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة.
الهجوم الصاروخي من لبنان، دون "بصمات"، كان يهدف إلى الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة خلال عيد الأضحى، وعدم إزعاج المخابرات المصرية في خضم عملية الوساطة التي تجريها بين حمـــ اس و"إسرائيل".
أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حـــ زب الله وحمـــ اس، في 20 تموز / يوليو، أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة نقلت رسائل إلى "إسرائيل" عبر وسطاء ومخابرات مصرية وأمم المتحدة مفادها أن الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة والتصعيد في كانت القدس الشرقية تجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة لهم.
تخشى مؤسسة الدفاع أن تستأنف المنظمات أنشطتها ضد "إسرائيل" في نهاية عطلة عيد الأضحى، ربما من خلال استئناف نشاطها على السياج الحدودي مع غلاف غزة، وهو ما يُعرف بـ "الإرباك الليلي" وربما مشروع "مسيرات العودة".
يستند هذا التقييم إلى عدة أسباب
طريق مسدود في تقديم المنحة القطرية الشهرية لقطاع غزة. رفضت حمــ اس والسلطة الفلسطينية الآلية الجديدة التي اقترحتها "إسرائيل" لإدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة عبر الأمم المتحدة وبنوك السلطة الفلسطينية، غادر السفير القطري محمد العمادي قطاع غزة وأعلن أنه سيواصل محادثات ادخال الأموال بعد عيد الأضحى، وهكذا تُركت عشرات الآلاف من العائلات المحتاجة في القطاع خلال 4 أيام من العطلة دون منحة شهرية قدرها 100 دولار لكل أسرة.
الوضع الاقتصادي والإنساني صعب في قطاع غزة، ولا يوجد تقدم في إعادة إعمار قطاع غزة منذ الحرب الأخيرة، والنشاط التجاري ضعيف، والأسواق فارغة، وهناك تراجع في القوة الشرائية النقدية وتزايد البطالة، يشعر الجمهور في غزة أن الحرب الأخيرة ضد "إسرائيل" لم تؤد إلا إلى "انتكاسة" وتفاقم أوضاعها.
تصعيد في الحرم القدسي والقدس الشرقية
هناك "انتقادات" شديدة في الشوارع الفلسطينية لحركة حمـــ اس لعدم التزامها بالمعادلة الجديدة التي يطلق عليها "غزة-القدس" عكس وعودها. اقحم حوالي 1700 يهودي الحرم القدسي برفقة الشرطة، بل وصلوا هناك وغنوا النشيد الوطني "هاتكفا" دون أن تفعل حركة حمـــ اس أي شيء.
شرعت شرطة القدس مرة أخرى في إخلاء مئات الشباب الذين تجمعوا في المساء في ساحة باب نابلس بالقوة، كما فعلوا في الأحداث التي سبقت جولة القتال الأخيرة.
والشعور في الشارع الفلسطيني أن حمـــ اس التزمت الصمت لأنها فضلت الهدوء في عيد الأضحى هذه المرة ولم ترغب في إفساد العيد كما في عيد الفطر الأخير. شعور الفلسطينيين أن حمـــ اس فقدت الزخم وانجازاتها تتلاشى في الحرب الأخيرة ضد "إسرائيل".
طريق مسدود في المحادثات حول صفقة تبادل أسرى جديدة
حتى الآن لا يوجد انفراج في القاهرة. محادثات مع المخابرات المصرية ولا حتى حول المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين "إسرائيل" وحمـــ اس: تقديم معلومات دقيقة عن حالة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة الذين أسرتهم حمـــ اس مقابل إطلاق سراح أسرى مرضى وقصر ونساء.
تدرك حمـــ اس جيداً المزاج السائد بين الجمهور الفلسطيني، لذلك هنأ زعيمها إسماعيل هنية بسكان الأراضي المحتلة بمناسبة عيد الأضحى، ووعد بأن تستمر منظمته في الدفاع عن القدس وأنه سيحدد الوقت ومكان المواجهة القادمة ضد "إسرائيل".
كما وعد حمـــ اس بعدم الانسحاب من الشروط والمتطلبات التي وضعتها بخصوص تبادل الأسرى مع "إسرائيل".
وتطالب حمـــ اس بصفقة تبادل أسرى يتم خلالها الإفراج عن 1111 أسيرا، وهو عدد أكبر من صفقة "شاليط" عام 2011 التي تضم قادة ومئات من الاسرى ذوي الاحكام المؤبدة والعالية. إن مسألة الجولة التالية من القتال بين حمــ اس و"إسرائيل" هي مسألة وقت فقط، فقد قام الجيش الإسرائيلي بالفعل باستعدادات للجولة القادمة من القتال، بما في ذلك إمكانية القيام بعمليات برية واسعة داخل قطاع غزة.
يبدو أن حمـــ اس تريد استنفاد عملية الوساطة المصرية حتى النهاية، فالرئيس السيسي الذي أخذ على عاتقه، بناءً على طلب شخصي من الرئيس بايدن، تحقيق انفراجه في الاتصالات من أجل التهدئة في قطاع غزة يمارس ضغوطًا شديدة على حمــــ اس لكي لا تكسر الأدوات وتواصل المحادثات.
سيستمر لي الأيدي بين "إسرائيل" وحمــ اس بعد عيد الأضحى مع احتمال كبير للتصعيد، مع احترام جهود مصر والأمم المتحدة لتثبيت وقف إطلاق النار وتحقيق التهدئة، حمـــ اس لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة وكما رأينا في لا توجد مشكلة في المبادرة في جولة قتال اخرى كما فعلت في الجولة السابقة من أجل تحقيق أهدافها.