روسيا تغير قواعد اللعبة في سوريا

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


تحدث الرئيس بوتين ورئيس الوزراء نفتالي بينيت عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر؛ حيث ناقشا القضايا الأمنية والسياسية، بما في ذلك قضية الأسرى والمفقودين الإسرائيليين الأربعة في قطاع غزة، وشكر بينيت بوتين على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي بفضل روسيا، كما تم الاتفاق على أن يجتمعوا قريباً.


في "إسرائيل"، تشير التقديرات إلى أن علاقة الرئيس بوتين الجيدة مع رئيس الوزراء السابق نتنياهو ستستمر مع رئيس الوزراء بينيت بسبب المصالح المشتركة للبلدين، لكن يبدو الآن أن روسيا تخشى أن يضر النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا بمصالحها، وهي على وشك تغيير قواعد اللعبة التي استخدمت حتى الآن في العمليات الجوية الإسرائيلية ضد التموضع العسكري الإيراني في سوريا، ضد نشاط حـــ زب الله في سوريا وضد مشروع الصواريخ الدقيقة.


وأصدرت وزارة الدفاع الروسية، الأسبوع الماضي، بيانين منفصلين بشأن هجومين إسرائيليين، أحدهما في منطقة السفيرة بمحافظة حلب والآخر في منطقة الكوتسير بمحافظة حمص، توجه جنرال روسي في وقت لاحق إلى صحيفة الشرق الأوسط وأبلغهم أن أنظمة الدفاع الجوي لبلاده ساعدت في إحباط هجمات القوات الجوية الإسرائيلية على تلك المناطق.


وقال المصدر الروسي للصحيفة إنه في محادثات قمة جنيف الشهر الماضي بين الرئيس بايدن والرئيس بوتين، أوضحت الولايات المتحدة أنها تعارض الهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا وأنها تسببت أيضًا في قيام روسيا بمعارضة علنية لأي نشاط عسكري إسرائيلي ينتهك السيادة السورية.


هل هذا التقرير صحيح أم أنه حرب نفسية روسية تهدف إلى تخريب علاقات إدارة بايدن مع الحكومة الجديدة في "إسرائيل" فيما يتعلق بالنشاط الإسرائيلي في سوريا؟ من المحتمل أن تتضح الأمور في الاجتماع المقبل بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء بينيت في البيت الأبيض.


قال الجنرال الروسي فاديم كوليت، نائب قائد المركز الروسي للمصالحة بين مختلف الفصائل في سوريا، لوكالة الأنباء الروسية تاس في 24 تموز / يوليو، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية التي زودتها للجيش السوري، بوك و بانزر -1 إس، قد أثبتت قدرتها على اعترض معظم الصواريخ التي أطلقتها طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في هجماتها على منطقتي حلب وحمص، وأكد أن الصواريخ انطلقت من طائرات إسرائيلية تحلق في الأجواء اللبنانية.
وأكد المصدر الروسي الذي أطلع صحيفة الشرق الأوسط، أن "إسرائيل" تلقت رسائل مباشرة تفيد بأن الوضع قد تغير، بما في ذلك ما يتعلق بالهجوم على أهداف إيرانية في الأراضي السورية، والتي كانت روسيا تغض الطرف عنها في الماضي.
وبحسب الصحيفة، في بداية العام، عرض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على "إسرائيل" اطلاعها على التهديدات المحتملة القادمة من سوريا، لكن الهجمات الإسرائيلية المستمرة في سوريا تشير إلى عدم تحقيق آلية التحديث هذه في نهاية المطاف.

هناك تنسيق عسكري بين "إسرائيل" وروسيا بشأن الرحلات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية، و"إسرائيل" حريصة للغاية بشأن هذا التنسيق خاصة بعد حادثة 2018 التي أسقطت فيها أنظمة الدفاع الجوي السورية بطريق الخطأ طائرة روسية كانت تحلق في البحر المتوسط ​​بينما هاجمت طائرات إسرائيلية أهدافًا في سوريا واتهم الروس "إسرائيل" في حادث تحطم الطائرة وكان هناك توتر منذ عدة اشهر في العلاقات بين البلدين.

قد تكون هناك بعض التفسيرات لسبب محاولة روسيا الآن تغيير قواعد اللعبة التي كانت معتادة حتى الآن:

يعتقد في روسيا ان تشكيل الحكومة الجديدة في "إسرائيل" أن هذه الحكومة أضعف من سابقتها وتحاول ردعها عن مواصلة الهجمات في سوريا كما فعلت حكومة نتنياهو. ويقدر المعلقون العرب أن منطقة حلب مهمة للغاية بالنسبة لروسيا وهي تشير إلى "إسرائيل" بعدم مهاجمة أهداف في المنطقة التي يشرف عليها مستشارون روس وعدم مهاجمة أهداف سورية لا علاقة لها مباشرة بإيران.

تشير روسيا لـ"إسرائيل" إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الجديدة التي قدمتها لسوريا فعالة للغاية ولا جدوى من استمرار الهجمات الإسرائيلية لأنها تعترض معظم الصواريخ الإسرائيلية.
محاولة روسية للمساعدة في استعادة مكانة الرئيس بشار الأسد الذي "انتخب" لولاية أخرى وقبل بدء حوار بين الرئيس الأسد والمجتمع الدولي. الهجمات الإسرائيلية في سوريا تسخر من الرئيس السوري وتصوره على أنه ضعيف وأداة لروسيا.

وتقدر روسيا أن الولايات المتحدة ستسحب قريباً قواتها من سوريا ولو جزئياً، وتريد خلط الأوراق مرة أخرى بسبب التداعيات الأمنية. إن كثرة التقارير في وسائل الإعلام الروسية والعربية تظهر بوضوح أن "إسرائيل" حريصة للغاية وأن الضربات الجوية على الأراضي السورية تتم من الأجواء اللبنانية أو من الأجواء في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، حتى لا تتورط فيها مع القوات الروسية المتمركزة في سوريا.

تقول شخصيات سياسية بارزة في تل أبيب إن "إسرائيل" ستواصل أنشطتها ضد المؤسسة العسكرية الإيرانية في سوريا، ومن المحتمل أن يتم التطرق إلى الموضوع في الاجتماع الأول بين رئيس الوزراء بينيت والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023