إيران: الاحتجاجات بسبب الماء تتوسع - مظاهرات كبيرة في العاصمة طهران

إسرائيل هيوم
نيتع بار

ترجمة حضارات


وصلت مظاهرة المياه في إيران إلى العاصمة طهران، اليوم (الاثنين)، حيث تجمع الآلاف في نقاط مختلفة بالمدينة وتظاهروا ضد نقص المياه في محافظة خوزستان الجنوبية وضد النظام.
 وتظهر مقاطع الفيديو التي تم تحميلها على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر شبابًا يرددون شعارات مناهضة للنظام مثل: "لا لحكم الوالي" و "الموت للديكتاتور" في إشارة إلى الحاكم الأعلى للبلاد علي خامنئي.


هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها حشود في وضح النهار للاحتجاج على سلوك النظام في العاصمة منذ اندلاع الاحتجاج قبل أكثر من أسبوع، تخشى السلطات في البلاد من اتساع نطاق الاحتجاج وقطعت الإنترنت عدة مرات في أجزاء مختلفة من إيران.


أفادت وسائل إعلام البلاد، خلال الليل، عن مقتل ثلاثة شبان على الأقل من سكان منطقة خوزستان بنيران أفراد من ميليشيا الباسيج.
 دار الاحتجاج حول نقص حاد في المياه في محافظة خوزستان الجنوبية، نتيجة مزيج من الجفاف المدمر وموجة حر غير مسبوقة، إلى جانب استمرار إهمال وتحويل موارد المياه من المنطقة، ومعظم سكانها من الناطقين بالعربية.


وبحسب إفادات نشطاء التواصل الاجتماعي، اندلعت مظاهرة حاشدة في عدة مدن بمحافظة خوزستان ليلاً، وفتحت قوات النظام الرصاص الحي على المتظاهرين. وتظهر الوثائق التي تم تحميلها على الشبكة عناصر من ميليشيا الباسيج، وهي قوة احتياطية تابعة للحرس الثوري تهدف لقمع معارضة النظام؛ حيث يقومون بفتح النار على منازل في الأحياء السكنية لترهيب السكان.


وعلى الرغم من ذلك، ورغم تصاعد العنف من قبل النظام، فقد امتد الاحتجاج في الأيام الأخيرة إلى 18 محافظة أخرى في إيران، وخرجت يوم السبت مظاهرات حاشدة في مدينة تبريز سادس أكبر محافظة في البلاد.


أبدى قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، اليوم، استجابة متفائلة لأعمال الشغب المستمرة خلال زيارة لإقليم كردستان في إيران، قائلاً: "الوضع في خوزستان جيد. فالناس هناك على مستوى ثقافي وسياسي يسمح لهم بالتفريق بين الاحتجاج المبرر والعنف. وبمساعدة التعاون والتضامن سنتمكن من حل جميع المشاكل التي يواجهها سكان المقاطعة."


محافظة خوزستان غنية للغاية بالنفط والغاز الطبيعي، والمنطقة وحدها هي مصدر 80 % من إنتاج النفط و 60 % من إنتاج الغاز الطبيعي في إيران.


لكن على الرغم من الثروة الهائلة التي تجنيها الجمهورية الإسلامية من المنطقة، فهي لا تعطي إلا القليل لسكانها. تعاني المنطقة، وخاصة المناطق الريفية منها، من إهمال شديد وتعتبر من أفقر المناطق في عموم إيران.
 شجع مزيج الاختلافات العرقية والإهمال المستمر من قبل السلطات لعقود الحركة الانفصالية في المحافظة، التي تعارض حكم طهران.


في السنوات الأخيرة، وبسبب تدفق المهاجرين إلى المنطقة، ازداد استياء الأهالي، وعادت الحركة السرية التي بقيت غير نشطة لسنوات عديدة لتنفيذ هجمات، كان أكبرها هجوم إطلاق نار على عرض عسكري للحرس الثوري في عام 2018. وأسفر الهجوم عن مقتل 29 شخصًا، وأدى إلى عملية اعتقال واسعة النطاق نفذها الحرس الثوري في عموم المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023