قوة التدخل الأردنية في الحرم القدسي

مركز بيغين - السادات للدراسات الاستراتيجية..جامعة بار إيلان

ترجمة حضارات

الدكتور: إيدي كوهين 6 أغسطس 2021

قوة التدخل الأردنية في الحرم القدسي 


في نهاية حرب غزة وخلال لقاء بين أعضاء لجنة الشؤون الفلسطينية في مجلس الشيوخ الاردني ووزير الأديان في المملكة الهاشمية الدكتور محمد الخلايلة كشف الوزير عن حقيقتين مهمتين.


الأولى أن كلفة صيانة عمال المسجد الأقصى الممول من الأردن تبلغ نحو 56 مليون شيكل سنويا (12 مليون دينار أردني). وكما هو معلوم، يولي الأردن أهمية كبيرة للمسجد، والمملكة هي "وصية على الأماكن المقدسة" على غرار ملك السعودية، "خادم الحرمين الشريفين" (مكة والمدينة). بالإضافة إلى ذلك، يتحمل ملك الأردن نفقات إعادة تأهيل المسجد والكنائس في القدس، وهو دور يجلب الكثير من التبرعات من دول الخليج والدول العربية إلى المملكة. بعبارة أخرى، إنها ربح صافٍ لعشرات الملايين من الأموال تدخل في خزائن الملك.


أما الثاني الذي كشف عنه الوزير فهو أن هناك 850 موظفا في المسجد الأقصى مسجلين كموظفين رسميين في وزارة الأديان الأردنية.
 من يزور المسجد لا يمكنه اكتشاف أكثر من عشرات من حراس الأوقاف الأردنيين. ليس بالمئات وبالتأكيد ليس عددًا قريبًا من 850 موظفًا. إذن أين الباقي؟


على الأرجح يتم استخدام نفس العمال كنوع من "المرتزقة" في أوقات الأزمات. نتذكر جميعًا التجمعات العديدة والسريعة في كل حدث في الحرم القدسي في السنوات الأخيرة، سواء في المظاهرات العنيفة خلال حرب غزة الأخيرة أو أثناء أزمة البوابات الالكترونية (يوليو 2017) وأزمة بوابة الرحمة (مارس 2019)، والعديد من الأزمات الأخرى.
 إن استخدام هؤلاء العمال "كقوة تدخل سريع" يزيد من حجم الحدث، ويحفز الجماهير ويحفزهم على المواجهات أو الانضمام إلى الحشد بشعور "بالعمل الجماعي ضد الاحــ تلال". 
إذا جاء كل من هؤلاء العمال مع رجل أو رجلين، فمن المتوقع في وقت قصير وصول الآلاف من الشباب. 
وهذا يسمح لمنظمي المظاهرات بممارسة ضغوط هائلة على السلطات الإسرائيلية، وزيادة حجم التظاهرة، وتجعل من الصعب على الحكومة إيجاد حل أو بدائل. والطريق من هنا للاستسلام قصير.


لماذا هناك حاجة لهذا العدد الكبير من "العمال" ولماذا سمحت "إسرائيل" بهذا العدد الكبير؟ هل تعرف الجهات الأمنية هويات هؤلاء "العمال"؟ هل يتم إبلاغ السلطات الضريبية قانونًا دخلهم المادي ؟ وكم عدد الذين تم اعتقالهم وكم منهم مشاركون في المظاهرات؟


ملاحظة: هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب فقط.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023