هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
كانت الفيضانات والحرائق في الأسابيع الأخيرة في أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط ذات حجم وكثافة غير مسبوقة، مما تسبب في أضرار جسيمة في الأرواح والممتلكات، تتطلب الأحداث دروسًا يمكن تعلمها، من أجل تحسين الاستعداد للمستقبل؛ حيث ستؤدي أزمة المناخ والتوسع في البناء إلى تفاقم شدة الضرر. هذا الاستعداد ضروري أيضًا في "إسرائيل"، التي تقع في منطقة ستتأثر بشدة بالاحترار العالمي المتوقع.
هناك حاجة إلى الاستعدادات، لأنه من الواضح اليوم أنه حتى العمل النشط لإبطاء آثار أزمة المناخ لن يمنع حدوثها، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث زيادة كبيرة في عدد السكان والبناء، خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط ، وفي "إسرائيل" على وجه الخصوص.
يتطلب الاستعداد للمستقبل استخدام الحلول القائمة على الطبيعة، ولكن في نفس الوقت يتطلب إدارة دقيقة للمناطق الطبيعية.
في مناطق الغابات، يلزم المزيد من التدخل البشري، والذي يشمل الرعي المتحكم فيه الذي يقلل من كمية الغطاء النباتي الذي يمكن حرقه، وإنشاء خطوط عازلة يتم فيها قطع الأشجار بالقرب من المستوطنات ويقلل من خطر انتشار الحرائق للمناطق السكنية.
من ناحية أخرى، هناك حالات تتطلب فهم العمليات الطبيعية وتكييف التنمية البشرية معها، وأبرز مثال على ذلك هو الحفاظ على المناطق الطبيعية بالقرب من الجداول والأنهار، والتي يمكن أن تمتص مياه الفيضانات بحيث يمكن إبطاء تدفقها والسماح لها بالتسرب إلى الأرض بدلاً من إغراق المدن والقرى.
يعتبر التنبؤ السليم ونظام الإنقاذ المحترف والمنظم من الشروط الضرورية. أشار تقرير مراقب الدولة الذي تم نشره مؤخرًا إلى العديد من الإخفاقات في تنظيم وميزنة نظام التنبؤ بالفيضانات، ويجب على الحكومة التحرك قريبًا لتحسين هذا النظام.
لقد تحسن نظام مكافحة الحرائق في "إسرائيل" في السنوات الأخيرة بفضل تشغيل سرب متخصص في مكافحة الحرائق، لكنه يحتاج أيضًا إلى التعزيز. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى دعم كبير لتشجيع الرعي وإزالة الغابات.
وافقت الحكومة في السنوات الأخيرة على عدة قرارات بشأن إنشاء إدارة التأهب لتغير المناخ، لكن في هذا الشهر فقط، تمت الموافقة على الميزانية التي ستسمح لها ببدء عملياتها.
يجب أن تعمل هذه الإدارة في أسرع وقت ممكن لتحسين القدرة على التنبؤ بالمناخ وتقييم المخاطر، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تساعد في وضع توصيات المناخ في إطار خطة الإسكان الحكومية، التي تستهدف عام 2040.
يجب أن يكون أحد الأهداف الرئيسية للحكومة هو وضع إجراء تخطيط يأخذ في الاعتبار منذ البداية عواقب التغييرات التي ستحدث نتيجة للتطوير والبناء على البيئة، وإلى أي مدى ستزيد من مخاطر الأحداث المناخية المتطرفة.
يجب على "إسرائيل" أن تفترض أن الظواهر المناخية المتطرفة ستصل إلى عتبة أبوابها، وأن تستعد لهذا الأمر بجدية الآن.