حــــ زب الله يضع معادلة الردع

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



تواصلت التوترات على الحدود الشمالية خوفا من المزيد من الهجمات الصاروخية من جنوب لبنان ضد "إسرائيل" من قبل المنظمات الفلسطينية في جنوب لبنان. قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير إن "إسرائيل" تعد خيارات إضافية للرد على إطلاق صواريخ حــــ زب الله من لبنان وإنها سترد وفقًا لجدولها الزمني المناسب.


ومع ذلك، يبدو أن المستوى السياسي في "إسرائيل" غير مهتم بمواجهة عسكرية مع حـــ زب الله، ولا حتى في جولة قصيرة من القتال لعدة أيام، مما سيزيد من التوترات في المنطقة وقد يؤدي حتى إلى انهيار الدولة اللبنانية، والتي تعاني من أزمة اقتصادية حادة للغاية.


على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام العربية، هناك سخرية واحتقار لردود "إسرائيل" المتراخية على إطلاق صواريخ حـــ زب الله، وهو ما انعكس في إطلاق عشرات قذائف المدفعية على مناطق في جنوب لبنان.


تركز معظم الانتقادات على تخوف "إسرائيل" من رد حـــ زب الله والبحث عن أعذار لاحتواء الموقف وعدم الرد بشكل كبير على إطلاق الصواريخ.
 وجاء في أحد المنشورات "يخشى بينيت أن يؤدي رد إسرائيلي قوي إلى انهيار حكومته، عدو بينيت ليس حـــ زب الله بل نتنياهو".


ومع ذلك، يقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار أن مواجهة عسكرية وشيكة مع حــ زب الله، وستواصل المنظمات الفلسطينية في جنوب لبنان "تنقيط" الصواريخ على "الأراضي الإسرائيلية" لفتح جبهة جديدة، وبالتالي تأتي المواجهة العسكرية، ولن تتمكن "إسرائيل" من تجنب الرد.


يقوم نشطاء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بإطلاق صواريخ على "إسرائيل" لمساعدة حمـــ اس والضغط على "إسرائيل" لتسريع دخول الأموال القطرية إلى قطاع غزة وتسريع عملية إعادة إعمار غزة.


لماذا أطلق حـــ زب الله الصواريخ؟


ويخشى حـــ زب الله من تقويض مكانته في لبنان ومن الصورة التي خلقها لنفسه "كمدافع عن لبنان" ضد العدو الإسرائيلي.
 في الأسابيع الأخيرة، أطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ على "إسرائيل" عدة مرات، ردت "إسرائيل" بنيران المدفعية، لكن عندما شنت غارة جوية على البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية في جنوب لبنان، تم استدعاء حـــ زب الله للرد لأنه رأى في ذلك انتهاكًا لقواعد اللعبة.


كان الهدف من إطلاق صواريخ حــ زب الله هو إعادة تحديد "خطوطه الحمراء" ومعادلة الردع مع "إسرائيل"، ولم يصب القصف الجوي الإسرائيلي على لبنان أحداً، فأطلق حـــ زب الله صواريخ على "مناطق مفتوحة" في هضبة الجولان، باتجاه مزارع شبعا التي يزعم حـــ زب الله أنها منطقة تحتلها "إسرائيل".


أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية الناطقة بلسان حـــ زب الله، في 7 آب، أن القصف الإسرائيلي قبل أيام قليلة في منطقة المحمودية بجنوب لبنان كان انتهاكاً لـ "الخطوط الحمراء" وقواعد اللعبة الموضوعة عام 2006.،وزعم التقرير أن "إسرائيل" اعتمدت على حـــ زب الله في عدم الرد؛ بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والوضع السياسي في لبنان، لكن التنظيم فاجأه بنيرانه الصاروخية وأعاد "خطوطه الحمراء". 
ويبدو أن الهجوم الصاروخي كان يهدف أيضًا إلى تحويل الانتقادات الدولية عن الهجمات الإيرانية على السفن الأجنبية في الخليج قبل جلسة مجلس الأمن يوم الجمعة.


تزعم مصادر لبنانية أن حـــ زب الله، الذي لم يتردد في تحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، بل نشر رسمياً شريط فيديو يظهر إطلاق الصواريخ التسعة عشر، لم ينسق مع ناشطين فلسطينيين سبقوه وأطلقوا الصواريخ على "إسرائيل" و خشيت أن تضر بمكانتها. 
يشير إطلاق حـــ زب الله على "مناطق مفتوحة" في "إسرائيل" إلى أنه حاول تفادي وقوع إصابات في الجانب الإسرائيلي والتصعيد، ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حسن نصر الله غير مهتم بمواجهة عسكرية مع "إسرائيل" في الوقت الحالي، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان عام 2006..


أوقف السكان الدروز الغاضبون في منطقة حاصبية جنوب لبنان الشاحنة التي قادت منصة إطلاق الصواريخ باتجاه "إسرائيل" و 4 من عناصر حـــ زب الله، وتم تسليمهم للجيش اللبناني الذي أطلق سراحهم فيما بعد، غضب الجمهور في جنوب لبنان على حـــ زب الله كبير، فلا أحد يريد اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل" أو العيش تحت التهديد الإسرائيلي المستمر بقصف إسرائيلي لمناطق في جنوب لبنان تطلق منها صواريخ على شمال "إسرائيل". 
ويتهم سكان لبنانيون التنظيم بقيادتهم إلى مستقبل غامض، وعدم استقرار أمني وخدمة أجندة إيران.


وتقول مصادر تابعة لحــ زب الله إن "إسرائيل" أخطأت في تقدير موقفها من نوايا حـــ زب الله لأنها أخطأت في مايو الماضي فيما يتعلق بنوايا حمـــ اس وفاجأت في احتفالات "يوم القدس" عندما أطلقت حمـــ اس وابلًا من الصواريخ على القدس. يبدو أن "إسرائيل" لن تكون قادرة على احتواء استمرار إطلاق الصواريخ على أراضيها لفترة طويلة وسيتعين عليها الرد بقوة أكبر، بينما تعمل دبلوماسياً لتوضيح للحكومة اللبنانية والرئيس خطورة الوضع إذا الهجمات الصاروخية استمرت على هذا النحو.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023