عشرون عامًا على العملية: الأسيرة المحررة أصبحت بطلة الثقافة العربية

القناة ال-20
أحيكام هملفرب
ترجمة حضارات



إن التفجير الاستشهـــ ادي الذي وقع في 9 آب (أغسطس) 2001 في مطعم سبارو في قلب القدس كان متجذرًا في الذاكرة الوطنية الإسرائيلية باعتباره أحد أكبر الكوارث في تاريخ البلاد، بعد ظهر يوم الخميس، في عملية استشهـــ ادية مشتركة بين حمـــ اس والجهـــ اد الإسلامي، فجّر استشهـــ ادي فلسطيني نفسه في قلب مطعم كان مليئا بالناس في ذلك الوقت،وأسفر الهجوم المميت عن مقتل 15 شخصًا - 7 منهم أطفال، وإصابة 140 آخرين.


وكان اسم الإستشهـــ ادي 'عز الدين المصري' جنده رجل يدعى محمد دغلس، الشخص الذي ساعد في التخطيط للهجوم وهو الذي أوصل الإستشهــ ادي إلى مكان التنفيذ كانت أحلام التميمي التي كانت في العشرين من عمرها فقط.


أسيرة محررة لديها طابع المبادرة الوطنية

بالإضافة إلى الهجوم القاتل على مطعم سبارو، خططت التميمي، التي عمل مع دغلس، لعدد من الهجمات الأخرى الفاشلة معه.
 التميمي لم تنفذ جميع أنشطتها الواسعة من منطلق التبعية أو تحت تأثير الضغط - بحسب الحكم الذي أصدرته لجنة من القضاة العسكريين في محكمة بيت إيل برئاسة القاضي ناثانيئيل بنيشو:


"من الجدير بالذكر أن المدعى عليها لم تكن لعبة في يد محمد دغلس، لكنها ساهمت بشكل كبير وجريء ومهذب في تحقيق أفكارها هي وشريكها. على سبيل المثال، قامت بجولات أولية في القدس أثناء انتحال شخصية يهودية لكي تجد المكان الذي سيحدث فيه الهجوم، هكذا أخفت العبوة الناسفة في آلة الجيتار وبالطبع هي التي أخذت منفذ الهجوم إلى القدس وأرشدته في لحظاته الأخيرة".


"رغبة قوية في سفك دماء "الإسرائيليين"

التميمي، التي حُكم عليها بـ 16 مؤبدًا، يعتبر حكمها بأقسى عقوبة في تاريخ إسرائيل، على الرغم من ذلك، لم تعرب أبدًا عن ندمها على أفعالها، وكانت تفتخر بها في مناسبات عديدة، وهكذا حسب الحكم:


"يمكن أن نتأثر بكل من الأعمال الموصوفة في لائحة الاتهام وظهور المتهمة أمامنا، وأن هذه امرأة تصرفت بوعي تام، ومن رغبة قوية في إراقة دماء الإسرائيليين أينما كانوا، المتهمة لم تخف هذه الرغبة في ظل تصرفاتها، فقد علقتها في المعاناة التي لحقت بشعبها، على حد قولها ".


من أسيرة إلى مقدمة برامج تلفزيونية

رغم كل هذا، لم يتم تجنب الإفراج عن التميمي في 2011 في صفقة شاليط، ومنذ الإفراج عنها تعيش في الأردن، التي عادت إليه بشرف.
 في الأردن، عادت التميمي، التي كانت تعمل صحافية قبل الهجوم، إلى مهنتها القديمة،وبذلك حصلت على برنامج ترفيهي يذاع على شبكة القدس يتناول شؤون الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
 تمت مقابلتها من قبل وسائل إعلام مختلفة في العالم العربي تدعم المقـــ اومة مثل قناة الجزيرة.

ويصادف هذا الأسبوع اليوم الذي انقضى 20 عامًا على تلك العملية الصادمة. بعد الإفراج عنها في صفقة شاليط - اليوم تتنقل بحرية، بل وتكتسب مكانة بطلة ثقافية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023