المهمة: منع انفجار أمني في الضفة الغربية

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



كجزء من زيارته لـ"إسرائيل"، زار رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز مقاطعة المقاطعة في رام الله في 11 أغسطس كضيف على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
 يعرف بيرنز محمود عباس منذ سنوات عديدة، وهما صديقان، وصل ويليام بيرنز إلى رام الله بطائرة مروحية وكان من المقرر أن يلتقي برئيس السلطة الفلسطينية في مكتبه، وفقًا لمسؤولين في السلطة الفلسطينية، يشكلون معًا "المحور القوي" في السلطة الفلسطينية وهو الأقرب لمحمود عباس والمسؤول عن التنسيق بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" والولايات المتحدة.


تكتمت السلطة الفلسطينية على الاجتماع بشكل كامل ولم تنشر أي إعلان في نهايته أو صورة له، ربما بسبب حساسية القضايا التي نوقشت في الاجتماع.
 قال مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية إن الاجتماع تناول إلى حد كبير استقرار الوضع الأمني ​​في السلطة الفلسطينية بعد تعزيز موقف حمـــ اس في الشارع الفلسطيني بعد الحرب الأخيرة، والأزمة الاقتصادية الحادة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، والغضب الشعبي في الشارع بعد مقتل الناشط نزار بنات على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية ".


تخشى إدارة بايدن حدوث انفجار أمني في الضفة الغربية وسط الضائقة الاقتصادية الشديدة ونشاطات حمـــ اس للإطاحة برئيس السلطة الفلسطينية. تخشى إدارة بايدن، مثل "إسرائيل"، من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، لكن وفقًا لمصادر أمنية في "إسرائيل"، فإن السلطة الفلسطينية تسيطر جيدًا على الوضع وتمكنت من احتواء الغضب الشعبي في الشوارع الفلسطينية بشأن مقتل نزار بنات.


يقول مسؤولون إسرائيليون كبار إنه لا يوجد خطر مباشر من انهيار السلطة الفلسطينية وأن السلطة الفلسطينية كانت في أوضاع أكثر صعوبة في الماضي، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بصحة جيدة، على الرغم من قيام حمـــ اس وخصومه في فتح بنشر أخبار غير صحيحة أنه على فراش الموت، وهو مسيطر على الوضع بشكل جيد.


ومع ذلك، فإن إدارة بايدن تريد تحسين وضع رئيس السلطة في الشارع الفلسطيني، خاصة من أجل تحييد التأثير المتزايد لحركة حمــــ اس، وتخشى المخابرات الإسرائيلية ووكالة المخابرات المركزية من أن حمـــ اس تخطط لتصعيد آخر في أعقاب محادثات القاهرة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، ودخول الأموال القطرية وصفقة تبادل أسرى مع "إسرائيل".


ويبدو أن يحيى السنوار يبحث مرة أخرى عن أعذار لأسباب دينية لإشعال النار في المنطقة، ومن المواعيد القادمة 21 آب / أغسطس، وهو ذكرى حرق المسجد الأقصى.

وقالت مصادر في حمـــ اس إن الفصائل في قطاع غزة تخطط "ليوم غضب" كبير على غرار "مسيرات العودة" على حدود قطاع غزة مع "إسرائيل".


تخلص إدارة بايدن إلى أن أفضل طريقة في الوقت الحالي لمحاولة تعزيز موقف السلطة الفلسطينية هي تعزيز موقعها الاقتصادي على الأرض، مما قد يقلل من حدة الغضب ضدها. 
زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية إلى الضفة الغربية هي ثاني زيارة يقوم بها عضو بارز في إدارة بايدن إلى الأراضي الفلسطينية، منذ حوالي شهر، زار هادي عمرو، حامل الحقيبة الفلسطينية في وزارة الخارجية الأمريكية، رام الله وقدم لرؤسائه سلسلة من التوصيات حول كيفية تعزيز السلطة الفلسطينية اقتصاديًا.


وفقا لمصادر فتح، ناقش رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز مع رئيس السلطة الفلسطينية عددا من القضايا الاقتصادية والأمنية، واشتكى محمود عباس من قرار حكومة بينيت بتوسيع البناء في المستوطنات، على الرغم من موافقة "إسرائيل" على بناء 1000 وحدة سكنية للفلسطينيين في المنطقة ج في الضفة الغربية، واستمرار "إسرائيل" في اقتطاع مبلغ 50 مليون شيكل من أموال الضرائب التي تجمعها للسلطة الفلسطينية كل شهر، وهو المبلغ الذي تدفعه السلطة الفلسطينية كرواتب لأسرى والشهـــ داء وعائلاتهم.


طلب محمود عباس من وليام بيرنز أن تؤجل "إسرائيل" اقتطاع هذه الأموال حتى تتغلب السلطة الفلسطينية على أزمتها الاقتصادية وتسعى إلى دعم إدارة بايدن لتغيير اتفاقية باريس، كما ناقش الاثنان استئناف المساعدات المدنية للسلطة الفلسطينية، والتي أوقفها الرئيس السابق دونالد ترامب.


أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية في 13 آب / أغسطس، بحسب مصادر من فتح، أنه خلال لقاء مع محمود عباس، بحث رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إمكانية استئناف العملية السياسية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية واقترح أن يلتقي محمود عباس برئيس الوزراء نفتالي بينيت، بحسب التقرير، وافق محمود عباس على حضور مثل هذا الاجتماع بشرط أن يعقد برعاية أمريكية.


تقول مصادر سياسية في تل أبيب أن هذه القضية ليست مطروحة على جدول الأعمال الآن وأن "إسرائيل" تبذل جهدًا بناءً على طلب حكومة بايدن للمساعدة في تحسين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، وتحاول "إسرائيل" إظهار أنها جادة بشأن نواياها قبل زيارة البيت الأبيض الشهر المقبل، كما يناقش ويليام بيرنز مع محمود عباس سبل تعزيز قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية وتقوية الصلة بين وكالة المخابرات المركزية وقوات الأمن الفلسطينية التي تعتبر ضرورية لإبقاء محمود عباس في مقعده.


وترى إدارة بايدن أن الجنرال ماجد فرج، رئيس المخابرات الفلسطينية، شخصية إيجابية تتبع خطى محمود عباس ويجب تقويته، ماجد فرج بحاجة إلى تعزيز داخل حركة فتح نفسها وداخل السلطة الفلسطينية، والشخصية القوية اليوم في حركة فتح هي جبريل الرجوب، الذي لا تقبله "إسرائيل" والولايات المتحدة كخليفة محتمل لمحمود عباس.

استمرار حكم محمود عباس مصلحة إسرائيلية - أمريكية وعربية، والخوف من وصول حمـــ اس إلى السلطة كبير، وبالتالي فإن زيارة وليام بيرنز لرام الله لها أهمية كبيرة.

الكثير مرهون بما سيحدث في قطاع غزة، هل حمـــ اس في مواجهة تهدئة أم تصعيد؟ كل هذا يؤثر أيضًا على الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية، فقد تحسن وضع السلطة الفلسطينية بشكل طفيف منذ جولة القتال الاخيرة، لكن حكمها لا يزال في خطر.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023