يــافــا الجٌـــرح الغـــائــر

​​​​​​​يافا الجرح الغائر

بقلم / معتز حافظ

15-05-2020

"لاتبك يا بني"

ربما هي الكلمات الوحيدة التي لا أزال أذكر والدي يرددها وهو يربت على كتفي حين ودعنا يافا..

كنت حينها في سن العاشرة، حين غافلتنا عصابات الهاجانا الصهيونية وفتكت بأمي وأختي الصغيرة.

لن تتبدد هذه المشاهد من عقلي الذي شاخ من هول ما حدث قبل أوانه!

لازلت أذكر رائحة عبق مسجد البحر العثماني المطل على شاطئ يافا، وهو الأثر الوحيد المتبقي الذي يدمي قلبي كلما رأيته وينهش جروحي التي لن تندمل.






لا أدر يا أبتي أي معنى للنكبة لم تتجسد بعد في حالنا هذه؛

ربما نحتاج لوصف أكبر حجمًا ليحتوي مآسينا هذه، التي لم تقف عند تلك الفاجعة؛

فدماء الشهداء وأنين الأسرى وجراحات المصابين، هتكت ما تبقى من أوصال أرواحنا.






لازال الأمل يا أبي يقتات على كلماتك تلك؛ علّه يرسو على شاطئ يافا يومًا ما.

"لاتبكِ يابني"

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023