أجرى الجنرال في الجيش الإسرائيلي المكلف بالملف الإيراني أول مقابلة على الإطلاق للجيش مع صحيفة بحرينية يوم الأحد، مشيدا بالعلاقات بين البلدين ومناقشا التهديدات التي تشكلها طهران وبرنامجها النووي.
في مقابلة أجرتها معه صحيفة “الأيام” البحرينية، قال الجنرال طال كلمان إن إسرائيل تفضل حلا دبلوماسيا لوقف الأطماع النووية الإيرانية على الرغم من التعنت الإيراني الحالي في هذا الشأن، لكنه حذر من أن "إسرائيل"، “تستعد لسيناريوهات أخرى” إذا فشلت تلك المفاوضات، في إشارة على ما يبدو إلى ضربة عسكرية محتملة.
وقال كلمان، إن برنامج إيران النووي يمثل تهديدًا ليس فقط على إسرائيل؛ وإنما على العالم بأسره أيضا.
وأضاف: “سيكون هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط لأن الدول الأخرى قد ترغب أيضا في الحصول على سلاح نووي”.
(وفقًا لتقارير أجنبية، تحتفظ إسرائيل بالترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، والتي يُقال إنها تعتبرها ضرورية لاستمرار بقائها في منطقة معادية تاريخيًا).
في الأشهر الأخيرة، ماطلت إيران في العودة إلى المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بشأن العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب في 2018 وتخلت عنه إيران بعد عام.
في الأسبوع الماضي، قال مسؤولون إيرانيون إنهم يعتزمون العودة إلى المحادثات بحلول نهاية نوفمبر، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أعربت عن نفاد صبرها وهددت باستكشاف “خيارات أخرى” إذا فشلت المفاوضات.
وقال كلمان: “ما زلنا نؤمن بالحاجة إلى حل دبلوماسي ونعتقد أنه من خلال التحركات الصحيحة، والتي يجب أن تكون صارمة – بعضها لم يتم تجربته بعد وبعضها جهود دبلوماسية – من الممكن إعادة إيران إلى المفاوضات”.
لكنه كرر القول إن "إسرائيل" تستعد لبدائل في حال فشلت إيران والغرب في التوصل إلى اتفاق.
وقال: “جزء من عملي هو بناء الخطط والقدرات الإسرائيلية للصراع مع إيران. لا نريد الصراع، لا نريد الحرب، وأضاف، نريد حل هذه المشكلة دبلوماسيًا، لكن عندما يكون أمامك جانب عدواني، يقوم ببناء قدرات عسكرية؛ فعلينا أن نستعد لسيناريوهات أخرى”.
كلمان، يقود الاستراتيجية العسكرية ومديرية الدائرة الثالثة، وهي هيئة تم إنشاؤها العام الماضي للتركيز بشكل خاص على التهديد الذي تشكله إيران.
يأتي اسمها من ممارسة الجيش "الإسرائيلي" لتحديد التهديدات من خلال قربها الجغرافي، مع تلك ذات الطبيعة المباشرة – مثل حماس في غزة، على حدود "إسرائيل" مباشرة – التي يشار إليها باسم “الدائرة الأولى”، وأعداء أبعد قليلا مثل وكلاء إيران في العراق في “الدائرة الثانية”، وهناك التهديدات الأكثر بعدا مثل إيران نفسها في “الدائرة الثالثة”.
في شهر يناير، أعلن رئيس أركان الجيش "الإسرائيلي"، أفيف كوخافي، أنه أصدر تعليمات للجيش بالبدء في وضع خطط هجوم جديدة لضربة على المنشآت النووية الإيرانية، وفي وقت سابق من هذا الشهر، ورد أن الحكومة خصصت مليارات الشواقل لجعل هذه الخطط قابلة للتطبيق.
وأشاد كلمان، في مقابلته، بما يسمى ب "اتفاقات إبراهيم”، وهي سلسلة اتفاقيات تطبيع بين "إسرائيل" وعدد من الدول العربية، قائلًا: "إنها تمثل فرصة مهمة لـ “شرق أوسط جديد”.
وقال كلمان أنه في ضوء الاتفاقات، وكذلك اتفاقيتي السلام السابقتين مع الأردن ومصر، لم تعد "إسرائيل" تشعر أنها مضطرة لتحمل عبء قتال أعدائها وحدها.
وقال: “إذا اعتمدت "إسرائيل" في الماضي على مبدأ أنه يجب علينا الدفاع عن أنفسنا بأنفسنا، فقد قمنا الآن بتغيير استراتيجيتنا لصالح التعاون مع شركائنا لأن لدينا شركاء في المنطقة”.
وأضاف أن الاتفاقات “تفتح الطريق لتحالف معتدل بين "إسرائيل" والبحرين والإمارات والأردن ومصر ودول أخرى قد تنضم في المستقبل ضد المحور المتطرف في المنطقة بقيادة إيران التي لها وكلاء في لبنان وسوريا واليمن والعراق”.
وأعرب كالمان عن أمله في العمل على المدى القصير بشكل أوثق مع نظرائه البحرينيين وغيرهم في الخليج لمواجهة إيران.
وأضاف أن "إسرائيل" تأمل على المدى الطويل في توسيع هذا التحالف ليشمل دولا أخرى في الخليج، بما في ذلك عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية، “لإنشاء سلسلة من الدول ذات الأهداف نفسها، والتي تسعى إلى السلام والاستقرار والازدهار من أجل الشرق الأوسط”.