وضعت وزارة التجارة الأمريكية، الأربعاء، شركتي Pegasus و Kendra الإسرائيليتين على قائمة الشركات الخطرة "بسبب ممارساتها الإجرامية، والتجسس وراء الحكومة الأمريكية"، وفق القرار الأمريكي.
جاء الإعلان الأمريكي، بعد إدراج أسماء عدد من البرمجيات والشركات الإسرائيلية في القوائم المتورطة في التجسس، على كبار المسؤولين الأمريكيين والصحفيين، ونشطاء حقوق الإنسان.
"Pegasus" هو برنامج تجسس يمكن تثبيته على الأجهزة التي تعمل بإصدارات معينة من نظام iOS (Apple) أو أي نظام آخر، وذلك للتجسس على الشخص المستهدف، ومعرفة ما يفعله على هاتفه المحمول، وعرض ملفاته وجميع الصور أو الوسائط التي يراها ويحفظها على هاتفه الخلوي. تم اكتشاف هذا البرنامج في أغسطس 2016 بعد إخفاقه في تثبيت iPhone الخاص بناشط حقوق الإنسان.
أما بالنسبة لشركة Kendro، فلها تاريخ طويل من محاولات اقتحام شركة Microsoft الأمريكية، والوصول إلى معلومات مستخدمي تطبيق الشركة.
يعتقد خبير أمن تكنولوجيا المعلومات رائد سمور، أن الخطوة الأمريكية الأخيرة "علامة فارقة في العلاقة التكنولوجية بين واشنطن وتل أبيب".
وقال سمور في مقابلة مع قدس برس: "إن تاريخ التجسس "الإسرائيلي" وراء الولايات المتحدة "عقود طويلة ودائمة"، في إشارة إلى حادثة "جوناثان بولارد"" الذي اعتقل عام 1985، أثناء عمله محلل استخبارات مدني في البحرية الأمريكية، واتهامه بالتجسس بعد الولايات المتحدة واستغلال منصبه لتسريب معلومات لصالح "إسرائيل"". حكم عليه بالسجن المؤبد عام 1986، وأفرج عنه بعفو خاص من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إلى الإقامة الجبرية، وهو شرط ألغاه سلفه دونالد ترامب، عندما غادر إلى تل أبيب في عام 2020.
تابع سمور مراجعة قصص التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه في عام 2018، عثرت أجهزة الأمن الأمريكية على معدات مراقبة لمشتركي الهواتف المحمولة الدوليين، والمعروفة باسم "Stingray Towers" أو "IMSI Catcher"، مقر رئاسي في واشنطن، وغيرها من الأجهزة الحساسة. حول العاصمة، وقد أظهرت تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي أن هذه التقنيات قد تم استخدامها، على الأقل منذ عام 2016، وتكررت القضية في عام 2018، حتى تم استخدام البيانات.
وأشار خبير تكنولوجيا المعلومات إلى اقتحام شركة Fire Eye الأمريكية المتخصصة في الأمن السيبراني في ديسمبر 2020 ، حيث تم الاستيلاء على معلومات حساسة للغاية وأدوات خاصة مستخدمة في الأمن السيبراني، ثم استخدامها لتتبع اعترافات الوكالات الحكومية الأمريكية على المواقع الأمريكية، التي تتعرض لهجوم إلكتروني.
وأضاف سمور: "المثير هنا هو أن جميع وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية والدولية، تحدثت عن هذا الاختراق لبضعة أيام، وفي صورة أخبار عاجلة، تم وضع علامة عليها باللون الأحمر للأهمية، لكنهم فجأة صمتوا ولم يتحدثوا عن ذلك على الإطلاق."
أعرب سمور عن اعتقاده بأن "إسرائيل" متورطة في هذا الاقتحام، وقال: "في فبراير 2014، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس جامعة بن غوريون في النقب، ريفكا كرمي، عن بناء مجمع إلكترونيات وطني في بئر السبع يسمى Cyberpark. "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في افتتاح المؤتمر والمعرض الدولي"سايبر تيك" في" تل أبيب"، أشار إلى أن: "سايبر بارك "لديها أكثر من 20 ألف جندي في المهن الفنية، بينهم 7 آلاف فني، وخبراء معترف بهم في الحرب الإلكترونية.
وأوضح سمور أن هذه شركات فنية متخصصة في المجال السيبراني، وأهمها شركتا "NSO" و"Check Point" اللتان تقومان بتصدير المعدات والبرامج وتطبيقات برامج التجسس، ومحاربة إلكترونية. تعتبر Check Point من أهم الشركات العالمية التي تحمي المواقع الإلكترونية ومن شركات الأمن السيبراني.
وتساءل سمور: "هل اندلعت حرب تقنية (حرب تقنية) بين أمريكا وحليفتها التاريخية "إسرائيل"؟. وهل للقرار الأمريكي غير المسبوق في تاريخ العلاقات مع تل أبيب تداعياته في كل هذه العلاقات؟