السفيرة الأمريكية للأمم المتحدة تضغط على عباس بشأن حقوق الإنسان والرواتب للأسرى خلال لقاء في رام الله
تايمز أوف إسرائيل



ضغطت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن قضايا حقوق الإنسان والمدفوعات للأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية خلال اجتماعهما في رام الله يوم الأربعاء، بحسب مكتبها.

وزارت مبعوثة الرئيس الأمريكي جو بايدن لدى الأمم المتحدة الضفة الغربية بعد يومين في إسرائيل حيث واصلت رحلتها الأولى إلى المنطقة، والتي ستختتم يوم الخميس بزيارة إلى الأردن.

التقت توماس غرينفيلد الأربعاء مع عباس ووزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ ومسؤولين فلسطينيين آخرين، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني الفلسطيني
وجاء في بيان أمريكي أن توماس غرينفيلد “شددت على أهمية احترام حقوق الإنسان وتجنب الأعمال التي تقوض آفاق حل الدولتين، مثل النشاط الاستيطاني، وعمليات الإخلاء، والتحريض على العنف، والمدفوعات للأفراد المسجونين بتهمة الإرهاب”.

ولم تضم مجموعة ممثلي منظمات المجتمع المدني الفلسطيني أعضاء من المنظمات الست التي أدرجتها إسرائيل على القائمة السوداء الشهر الماضي بزعم خدع المانحين وإرسال الأموال إلى تنظيم “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، الذي تصنفه القدس على أنه منظمة إرهابية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” عن عباس قوله “أننا لا نقبل بأي حال من الأحوال تصنيف ست منظمات مدنية فلسطينية بالإرهابية من قبل سلطات الاحتلال”.

لم تنشر إسرائيل بعد أدلة علنية تثبت أن المنظمات عملت كواجهات للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على الرغم من أن بعض الأفراد العاملين لديها مرتبطون بالجبهة الشعبية. وكشفت وكالة “أسوشيتيد برس” في وقت سابق من هذا الشهر أن الملف الذي جمعه جهاز الأمن العام (الشاباك) حول قرار حظر المنظمات يحتوي على القليل من الأدلة الملموسة وفشل في إقناع الدول الأوروبية بالتوقف عن تمويل الجماعات.
وأفادت وفا أن عباس بدوره رفض “إساءة معاملة الأسرى” من قبل إسرائيل.

تعرضت رام الله لانتقادات في الأشهر الأخيرة بسبب حملة قمع عنيفة ضد المعارضين، بما في ذلك مقتل الناشط نزار بنات أثناء احتجازه لدى الشرطة الفلسطينية.

لطالما انتقدت الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية بشأن برنامج مدفوعات الأسرى، الذي يصفه النقاد بأنه “الدفع مقابل القتل”. تقول رام الله لمسؤولين في إدارة بايدن منذ شهور أنها تعمل على إصلاح السياسة، لكن لم يتم الإعلان عن أي تقدم.
 وأكد مسؤولون فلسطينيون ل”التايمز أوف إسرائيل” العام الماضي أن رام الله تضغط على البيت الأبيض لإلغاء دستورية تشريعات الكونغرس لعام 1987 التي تصنف منظمة التحرير الفلسطينية على أنها منظمة إرهابية مقابل إصلاح سياسة الرفاه الخاصة بها.

وأثارت المبعوثة الأمريكية أيضا معارضة بايدن لبناء المستوطنات وإخلاء العائلات الفلسطينية في اجتماعها مع وزير الدفاع بيني غانتس في اليوم السابق، وفقا لمكتب توماس غرينفيلد.

وأعرب عباس عن تقديره للتصريحات الأمريكية الأخيرة التي تدين البناء الاستيطاني، والتي بلغت ذروتها الشهر الماضي عندما قدمت إسرائيل خططا لبناء حوالي 3000 وحدة سكنية إسرائيلية في الضفة الغربية. كما شكر رئيس السلطة الفلسطينية إدارة بايدن على خطتها لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، والتي كانت تاريخيا بمثابة البعثة الدبلوماسية الأمريكية لدى الفلسطينيين بحكم الأمر الواقع قبل أن يغلقها الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2019.

وقال عباس، بحسب بيان صادر عن رام الله أن “الجانب الفلسطيني بانتظار تطبيق هذه المواقف الأميركية على أرض الواقع”.

تعارض إسرائيل هذه الخطوة وسيتعين عليها الموافقة على أوراق اعتماد أي شخص يختاره بايدن لرئاسة البعثة. على الرغم من الإعلان عن الخطة في مايو، إلا أن بايدن لم يقدم جدولا زمنيا لموعد تنفيذها.
بدلا من ذلك، تمسكت واشنطن بنفس مجموعة نقاط الحوار حول الصراع لأنها تركز بشكل أكبر على قضايا السياسة الخارجية الأخرى.

“نقلت توماس غرينفيلد دعم إدارة بايدن القوي لحل الدولتين وإيمانها بأن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يستحقون تدابير متساوية من الحرية والازدهار والأمن والكرامة”، كما قال مكتبها، مكررة الخط الذي استخدمته الولايات المتحدة عشرات المرات خلال العام المنصرم.

على عكس ما حدث بعد لقاءاتها مع المسؤولين الإسرائيليين، لم تنشر توماس غرينفيلد صورة لاجتماعها مع عباس، مما يسلط الضوء على الاختلاف الواضح في طبيعة العلاقة الأمريكية مع كل جانب.

في وقت سابق، زارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة مدرسة الجلزون للبنات التابعة للأونروا في رام الله.

وكتبت في تغريدة على تويتر عقب الزيارة “تحدثت مع مسؤولي الأونروا حول كيفية جعل عملهم أقوى وأكثر فعالية وأكثر مساءلة”.

أعادت إدارة بايدن تمويل ملايين الدولارات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لكنها دعت أيضا الأونروا إلى إجراء إصلاحات وسط مزاعم بالفساد والتحريض ضد إسرائيل.

في لقاءاتها مع المسؤولين الفلسطينيين، سلطت توماس غرينفيلد الضوء على “الجهود الأمريكية المستمرة لدعم اللاجئين الفلسطينيين من خلال وكالة أونروا تكون أكثر كفاءة وتحترم المبادئ الإنسانية مثل الحياد”، وفقًا لما جاء في البيان الأمريكي.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023