منظمة حمـــــ اس ضد الجدار الأمني ​​

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



في الأسبوع الماضي، احتفلت "إسرائيل" بإنجاز الجدار الأمني الجديد البالغ طوله 65 كيلومترًا حول قطاع غزة، والذي يطوق 2.3 مليون فلسطيني.
 ومن الجنوب أيضًا، في منطقة رفح، أقام الجيش المصري حاجزًا أرضيًا على الحدود بين قطاع غزة ومصر لمنع التهريب من الأنفاق وتسلل العناصر "الإرهابية "من قطاع غزة إلى مصر.

ويعزز بناء الحاجز الأمني الجديد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة عام 2007 بعد سيطرة حمـــ اس على القطاع وطرد السلطة الفلسطينية. 
ومن المفترض أيضًا أن تقدم ردًا مناسبًا على خطر الأنفاق المخترقة التي تبنيها حمـــ اس داخل "الأراضي الإسرائيلية" بغرض مهاجمة وخطف المدنيين والجنود، كما حدث في عام 2014.

لا شك في أن بناء الحاجز الأمني الجديد يغير الواقع الأمني على حدود غزة. 
يزيد من الإحساس بالأمن لدى الجيش الإسرائيلي على حدود غزة وكذلك لدى سكان المستوطنات في "غلاف غزة".
 استمر بناء الجدار 3.5 سنوات، ويشمل أجهزة استشعار تحت الأرض، وسياج "ذكي" بطول 6 أمتار. 
فوق سطح الأرض، حاجز بحري يتضمن لكشف الاختراقات من البحر، ونظام سلاح يتم التحكم فيه عن بعد، ومجموعة متنوعة من الرادارات والكاميرات وغرف القيادة والتحكم.


الغضب والإحباط الفلسطيني


يزيد الحاجز الأمني الجديد من إحباط المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة ويسقط بساط تخطيطها العسكري لمفاجأة "إسرائيل "بالتسلل إلى أراضيها لتنفيذ عمليات قتل أو مساومة، أي اختطاف جنود ومدنيين إسرائيليين من قواعد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنات المحيطة بغزة: تأتي هذه الهجمات في طليعة العمليات الروتينية والأولوية والحربية التي تمارسها حمـــ اس، وتصفها بأنها هجمات "استراتيجية".

كما يزيد الحاجز الجديد من خنق سكان القطاع. إنهم يشعرون أن الحلقة الإسرائيلية تضيق حول أعناقهم دون أن يلاحظ أحد وضعهم الإنساني الصعب والمتدهور يومًا بعد يوم. 
يصفه أحد سكان غزة بهذه الطريقة: "أصبح قطاع غزة أحد أكبر السجون في العالم، حيث يضم أكثر من مليوني "فأر يتم اختبار" الإجراءات الأمنية الإسرائيلية الجديدة عليهم".


حمـــ اس ستتحدى "إسرائيل"

التزمت حمـــ اس الهدوء منذ الانتهاء من بناء الحاجز الأمني الجديد، وخلال سنوات بناء الحاجز كانت هناك عدة محاولات من قبل المنظمات الفلسطينية لتعطيل أعمال البناء لكنها فشلت، وأظهر الجيش الإسرائيلي التصميم والالتزام بمهمة إنهاء العمل بالجدار في أقرب وقت ممكن.

وقال محمود مرداوي، المسؤول البارز في حمـــ اس، لوكالة القدس للأنباء في 10 كانون الأول / ديسمبر، إن تنظيمات المقـــ اومة الفلسطينية ستنجح في عبور الحاجز الأمني الجديد الذي أقامته "إسرائيل"، وأن الأيام ستثبت ذلك، ورفض ذكر نقاط الضعف في الجدار حتى لا يكشف عن العمليات التي تخطط لها المنظمات  في قطاع غزة لعبور الحاجز. 
وكشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، قبل أيام، أن مهندسي حمــــ اس نجحوا في إيجاد حلول عملية من شأنها تحييد المنفعة الأمنية التي تأمل "إسرائيل" في جنيها من الجدار الأمني الجديد.

في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، المعروفة باسم "حرس الجدار"، لم تقم حمـــ اس بأي محاولة للتسلل إلى "إسرائيل" عبر الأنفاق. تم إحباط محاولته تشغيل كوماندوز البحري للتسلل إلى "إسرائيل" عبر البحر. 
تزعم حمـــ اس أن الجدار الأمني لم يخضع للاختبار في الحرب الأخيرة لأن "إسرائيل" أخلت جميع مستوطنات "غلاف غزة" مقدمًا قبل بدء القتال ولم تتطور أي حملة برية.


لقد استخدمت حمــــ اس فقط قدراتها الصاروخية خلال الحرب، لكن هذا لا يشير إلى أن هذا سيكون هو الحال في الحرب القادمة ضد "إسرائيل". تزعم مصادر في حمــ اس أن مهندسي الحركة وجدوا طرقًا لتحييد أجهزة الاستشعار التي زرعتها "إسرائيل" في بطن الأرض للكشف عن أنفاق جديدة، والجدار الأمني الجديد مزروع في الأرض على عمق 30 إلى 40 مترًا، لكن بحسب حمـــ اس، فإن مهندسي الحركة قادرون على الحفر بعمق تحت الحاجز الجديد وبناء أنفاق ستمر تحته وتتوغل إلى داخل "الأراضي الإسرائيلية"؛ لذلك، تخطط حمــــ اس لتحدي "إسرائيل" في الحرب القادمة ومحاولة إثبات أن بناء الحاجز الأمني الجديد وكل الموارد المستثمرة فيه هي إخفاق كبير لمفهوم الأمن الإسرائيلي. كيف تخطط حمـــ اس للقيام بذلك؟


1. إنشاء أنفاق جديدة في أعماق الأرض، تحت الحاجز الأرضي الجديد، تخترق "الأراضي الإسرائيلية".


2. زيادة استخدام الصواريخ الجديدة ذات المدى الأكبر وبدقة أعلى ورؤوس حربية أكبر مما يثبت أن العائق لا يمكن أن يمنع إطلاق الصواريخ على "إسرائيل".


3. إطلاق طائرات بدون طيار من تطوير الجناح العسكري لحركة حمـــ اس ستطير فوق الحاجز وتتسلل إلى "الأراضي الإسرائيلية" وتهاجم قواعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنات على طول الحدود.

4. توغل قوات كوماندوز بحرية تابعة لحركة حمـــ اس التي طورت وسائل خاصة لاختراق السياج تحت الماء الذي نصبته "إسرائيل" في منطقة الشواطئ بالقرب من حدود قطاع غزة.


يقدّر مصطفى الصواف، أحد المعلقين البارزين في قطاع غزة والمقرب جدًا من حركة حمـــ اس، أن بناء الحاجز الأمني الجديد لن يؤدي إلا إلى تسريع تطوير حمـــ اس لأسلحة جديدة لتحقيق أهدافها وأن الفلسطينيين قد أظهروا بالفعل إبداعهم.


يبدو أن "إسرائيل" والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة تدخل الآن في "معركة عقول" طويلة ستظهر نتائجها في المعركة القادمة في قطاع غزة، تبذل "إسرائيل" جهدًا هائلًا لحرمان المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة من قدراتها الهجومية وتركها مع الصواريخ كأداة هجوم رئيسية، بينما تخطط في نفس الوقت لإجراءات للتعامل مع التهديد الصاروخي مثل تطوير مدفع ليزر يمكنه اعتراض الصواريخ وتحسين نظام القبة الحديدية. وضرب مطلقي الصواريخ في قطاع غزة.


سيتعين على الحاجز الأمني الجديد أن يصمد أمام اختبار ما إذا كان سيبطل بشكل فعال خطر اختراق الأنفاق لـ"لأراضي الإسرائيلية". 
إن بناء الحاجز الأمني الجديد هو تعبير عن مفهوم سيطر على الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، وهو مفهوم الدفاع والهجوم على حدود قطاع غزة والحدود الشمالية ضد تهديدات حمـــ اس وحـــ زب الله بدلاً من تطوير مفاهيم هجومية إبداعية سيضع العدو في موقف دفاعي، ولم يفت الأوان بعد لاكتشاف الإبداع في هذه المجالات واستثمار الموارد فيها.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023